الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لَلفَقِير وأصحَاب هَذِه الَأمْرَاض وهذه المِهَن إفْطار رَمَضَان

مصطفى راشد

2015 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لَلفَقِير وأصحَاب هَذِه الَأمْرَاض
وهذه المِهَن إفْطار رَمَضَان
وصلنا عبر الإيميل مئات الأسئلة بمناسبة شهر رمضان ( كل عام وأنتم بخير ) ، من نساء ورجال، يحملون أمراضاً وأسباباً مختلفة ، ويسألون عما إذا كان من حقهم إفطار شهر رمضان --، ومن هذه الأمراض والأسئلة نختار :- أمراض الأنيميا، والكُلى ، والقلب ، والسل ، والسرطان ، وهشاشة العظام ، والصرعٌ، والمصاب بجلطة، أو شلل من أى نوع ، وايضا يسألون عن الحامل والمرضعة والحائض والمريض بالجفاف والمريض بالإسهال ، وايضا عن أصحاب الأعمال الشاقة، مثل أعمال البناء والحدادة والزراعة والنجارة وغيرهم ممن يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة أو فى أعمال شاقة وايضا عمن هم دون سن البلوغ ، وايضا حكم من هم على سفر وماهى المسافة التى تبيح الإفطار ، كما ورد سؤال عن الفقراء المحرومون طوال الوقت من أطيب الطعام والشبع فما هى العقوبة التى تقع على من أفطر منهم وهل عليه أن يطعم مساكين وهو مسكين وايضا سؤال عن سبب تسمية رمضان بهذا الأسم وحكم الاصق الطبى التركى الذى يمنع الشعور بالجوع والعطش--- وللإجابة على هذه الإسئلة نقول :-
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد
قبل ظهور الإسلام بـحوالى 250 عام فى 412 م ، كان يوجد حاكم لمكة إسمه ( كلاب بن مرة ) وهو الجد الخامس للرسول محمد (ع) ولوجود شهر شديد الحرارة أطلق هذا الحاكم على الشهر رمضان أى من الرمض أو الرمضاء الحرارة الشديدة، وهذا الحاكم قد آمر الناس بالعمل ليلاً والنوم نهاراً ،فأصبح الناس يأكلون ليلاً ويبيعون ليلاً ،ونهارهم نوم بلا أكل أو بيع ، وبعد حوالى 50 عاماً أصبح هذا الأمر عادة وأعتبره الصابئة صيام فصاموا الشهر من رؤية الهلال أوله وأخره (عن أبو الفداء "إسماعيل بن على الأيوبى" فى كتابه المختصر من أنباء البشر) (والأمام الفلكي " نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام " ). وعندما أتى الإسلام أقرهم على هذه العادة وهذا الصيام وقد أشارت الآية 183من سورة البقرة لذلك بقولها كما كتب على الذين من قبلكم فى قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقد تم تعظيم شهر رمضان لنزول القرآن فيه 610 م . ثم توالت الآيات توضح وتنظم من يحق له إفطار رمضان وفضائل هذا الشهر
فتقول آيات القرآن الكريم عن صيام رمضان فى سورة البقرة الآية 184 (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) وايضا من نفس السورة الآية 185 ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) ص ق -- ولأن الشارع يريد التيسير على العباد عكس مايسعى إليه بعض الفقهاء من تشديد بسبب جهلهم بمقاصد الشرع لأن شروط الصيام هى 1- الإسلام 2- العقل 3- البلوغ 4- القدرة 5- أن يكون مقيماً أى غير مسافر 6- أن يكون خالياً من الأمراض المانعة --- وهى شروط لم يختلف عليها أحد من الفقهاء ، كما أن الشارع لم يضع عقوبة على من يفطر رمضان ، لأن الصيام هدف معنوى قائم على القدرة والإستطاعة والإحساس بالضعيف والفقير والمريض ، وهنا معنى الذين يطيقونه بالآية أى الذين لايستطيعون الصيام ، وفى نفس الوقت عَظَمَ الشرع من شأن الصيام وأجر الصائم ، إلا أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه لقول الرسول (ع) عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) (إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه ) رواه الطبرانى فى الكبير وايضا البزار ---، ولأن الله رخص لغير القادرين من المرضى وغيرهم ممن لا يطيقونه أى لايستطيعونه أن يكون لهم حق الإفطار، فقد طالبَ من كان منهم مقتدراً إطعام مسكين عن كل يوم من أيام رمضان ، وإن كان الإنسان فقيراً وغيرُ مقتدرٍ فلا شىء عليه -- ،لأن الصيام أساسه الإستطاعة والشعور بالفقير المحروم، فيسقط الصيام لغياب الإستطاعة والقدرة إذا كان فقيراً من المساكين فهم غير مطالبين بالصيام ، بل على من يستخدم رخصة الإفطار من الأغنياء أن يطعم هؤلاء الفقراء المساكين فقد كان في فرض الصيام حثّ على رحمة الفقراء وإطعامهم وسَدّ جَوْعاتهم، لما عانوه من حرمان من أطايب الطعام ، وقد قيل لسيدنا يوسف الصديق عليه السلام: “أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟”؛ فقال: “إني أخاف أن أشبع؛ فأنسى الجائع”. ، أيضا يجوزُ الإفطار للمريض بالأنيميا ومريض الكلى الذى يحتاج لشربِ الماء ، وايضا يجوز الإفطار لمريض القلب ومريض السل ومريض السرطان، ومريض هشاشة العظام ،والصرع ، والمصاب بجلطة، والمصاب بشلل من أى نوع ،وكذا الحامل والمرضعة لعدم إستطاعتهما ولحاجة الجنين والرضيع للغذاء ، وكذا الحائض والنفساء وايضا المريض بالجفاف والمريض بالإسهال ، لأنه لا يستقيم الشرع مع الضرر لمخالفته مقاصد الخالق ،ولأن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة ، وحتى لا يلحقهم مشقة من الصيام أو يكون سبباً فى تضاعف للمرض ، أو تأخير البرء والشفاء منه ، لذا يُرخص لهم في الإفطار،وعند الشفاء وإنتهاء العذر عليهم قضاء هذه الإيام أو إطعام مسكين عن كل يوم لو كانو من الأغنياء --،ايضا يجوز الإفطار لمن يعملون فى أعمال شاقة ويكون الصيام سبباً فى توقفهم عن نصف مدة العمل المعتاد يومياً أو يقلل من إنتاجهم بسبب عدم الطاقة والإستطاعة مثل أعمال البناء والحدادة والنجارة والزراعة الطرق والمحاجر والقمائن ومصانع الحديد وأى عمل شاق ،لأن العمل عبادة يزيدُ درجةً عن الصيام ، فله أن يُفطر، ويطعم مسكين عن كل يوم ،إذا كان يستطيع مالياً ، ايضا للمسافر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة بأن يبلغ 40 كيلو متراً فأكثر بأى وسيلة مواصلات أرضية يحق له الإفطار، والمسافر عليه قضاء الصيام فى أيام آخرى ، وايضا من هم دون سن البلوغ فلهم رخصة الإفطار لأن الجسد فى فترة تكوين ولم يُكتمل، فيُكره صيامهم يوماً كاملاً --- ونحن نفتى باطمئنان بترخيص الإفطار لكل هذه الحالات السابقة تصديقاً لقوله تعـالى : (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا...) (البقرة 286) . أما بخصوص الاصق الطبى التركى الذى يمنع الإحساس بالجوع والعطش ، فنحن نعلم أن مفتى تركيا أباحهُ ، لكننا لم نرى هذا المنتج ، لذا لا نستطيع أن نقول فيه رأى –
وخلاصة القول أن كل الحالات السابقة لها عذر شرعى يعطيها الحق فى رخصة الإفطار ، والله يُحب أن تُؤتَىَ رُخَصُه كما تُؤتىَ عزائمة والشرع لم يأتى بالصيام لضرر الإنسان .
نقول بهذا الرأى والإجتهاد لإجلاء الحق وبيان سماحة الشرع ولا نخشى إلا الله وإبتغاء رضاه .
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E - [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رمضان و الحر
الغراب الأبيض ( 2015 / 6 / 4 - 14:19 )
ذكرتم فضيلتكم أن تسمية رمضان جائت من الرمض أو الرمضاء أي الحرة لأن الشهر يأتي في فترة الحر الشديد أي فصل الصيف، لكن كلنا يعلم أن الأشهر الهجرية تتنقل بين الفصول، فبعد سنوات من الآن سيأتي شهر رمضان في عز فصل الشتاء حيث يكون الجو باردا وممطرا، فكيف يستقيم تعريف إسم رمضان في هذه الحالة ؟ أم أنكم ستجدون تعريفا أخر وتقولون أن معناه البرد والرطوبة ؟
أيضا لما لم يحدد الصوم بعدد الساعات ؟ كيف يصوم مسلم أكثر من 18 ساعة يوميا في دول الشمال في حين سيصوم أخر أقل من 8 ساعات في دول الجنوب ؟ ألم يعلم الله أنه يوجد إعتدالين في السنة، الربيعي والخريفي، حيث تتساوى أعداد ساعات الليل والنهار في جميع أنحاء العالم، نعم في جميع أنحاء العالم بدون إستثناء.
أخيرا هل يمكنكم أن تخبرونا كم من عام صام محمد رمضان في حياته وفب أي فترة زمنية ؟ في الشتاء أم في الصيف ؟


2 - وأن تصوموا خير لكم
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 4 - 16:46 )

تراجع الاية183 من سورة البقرة
أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون

أما أن الشارع لم يضع عقوبة على المفطر في رمضان فهذا غريب ممن يدعي أنه شيخ أزهري
فالمعروف فقهيا صيام شهرين متتابعين أو اطعام ستين مسكينا

لاخلاف في الأمراض المزمنة
أما الأعمال الشاقة فلاتستدعي الافطار اذ على كل عامل أن يعمل حسب طاقته الا عند الاحساس بعدم القدرة

فالصوم عبادة والعمل الدنيوي لايعتبر عبادة اذ يستوي فيه المؤمن والكافر بل نقول بأن الصوم هي العبادة

كما أن الصوم في السفر فيه الخيار وحددوا المسافة ب90كيلومتر وماوجه المشقة الان في ظل وسائل المواصلات المريحة؟
جل الناس يحلون على الصوم والمشقة يقدرها الطبيب واحساس المريض


3 - أنسيت ام تناسيت يا شيخ مصطفى؟
الدرة العمرية ( 2015 / 6 / 4 - 22:09 )
السيد مصطفى راشد يا درش.سيدي العزيز أراك فسرت الاية كما تشتهي فقلت لنا ان كلاب بن مرة هو من امر اهل مكة بالعمل ليلا والاكل ليلا والنوم نهارا.......ولكنك لم تقل لنا انهم كانوا يصومون نهارا ويفطرون ليلا........وجاء الصابئة وجعلوا الشهر القمري(الرمض او الرمضاء) شهر صيام...ولكني اراك تناسيت عامدا صوم اليهود وصوم النصارى.والله سبحانه وتعالى عندما يذكر ويقول للمسلمين(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) لا يقصد بالذين من قبلنا الصابئة بل اليهود والنصارى........فاليهود والنصارى كانوا يصومون في الفصح وجاء في الانجيل ان يسوع صام اربعين يوما وبعدها جاع ثم اكل.وهذا يؤكد ان صوم يسوع كان الامتناع عن الاكل والشرب ولا اقول شهوة الفرج لأنه لم يتزوج......قليلا من التنوير يا سيدي الشيخ لو تكرمت وشكرا


4 - الصوم جنة
الدرة العمرية ( 2015 / 6 / 4 - 23:05 )
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما عن الرخص في الافطار فإن الاسلام دين يسر وليس دين عسر ولكن من اراد الافتاء فعليه تنبيه من يطلب الاستفتاء حتى لا يقع المفتي في حرمة.فالله سبحانه وتعالى (يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور) فقد يطلب احد المسلمين فتوى وبنية سيئة بأن يقول لقد افطرت بناءا على فتوى من عالم ازهري واسمه فلان.لذالك جاء في الحديث الشريف استفتي نفسك وان افتاك الناس وافتوك..فمريض القلب مثلا غن استطاع اخذ الدواء ليلا وعلم يقينا ان الصيام لا يسبب له الضرر فعليه بالصوم قال تعالى ( وان تصوموا خيرا لكم) فالصيام اخير من الافطار وكذالك المسافر سفرا حوالي 90 كلم يفطر ان كان الصيام يضر به.......ولكن نرى الكثير من الناس يتهربون من الصوم بألف حجة وحجة فهؤلاء لا عذر لهم .


5 - الرد على السادة المعلقين
مصطفى راشد ( 2015 / 6 / 5 - 02:36 )
أقول للأخ الموقع بأسم الغراب الأبيض فموضوع الحر وتسمية الشهر فهذا أمر مسجل تاريخياً ولارأى لأحد فيه
أما الأخ أغونان فأقول له إتق الله ولا تكذب عليه فيكون مصيرك جهنم لأن الصيام شهرين أو إطعام ستين مسكيناًالذى ورد فىسورة المجادلة من 2-4 قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ-;- وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ-;- فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ-;- وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ-;- وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( فالأية هنالا تتكلم عن صيام رمضان ولكن تضع حداً لمن ظاهر زوجته وأراد الحنث فى اليمين والعودة
وكل ماذكرته فى كلامك هو رأى شخصى لا سند له من القرآن أو الأحاديث المتواترة لذلك حسابك عند الله سيكون شديد لأنك تكذب على الله


6 - إلى الأخ العهدة العمرية
مصطفى راشد ( 2015 / 6 / 5 - 02:46 )
ياأخى أتقى الله فالكلام واضح فالصابئة تاريخيا يصومون شهر رمضان تحديداً من رؤية الهلال لرؤيته اما اليهود والمسيحيين فلا يصوموا رمضان كما أنك تتهمنى بالأفتاء فى حين أتكلم بالدليل والتاريخ ثم تفتى انت بدون سند شرعى أو دليل وتقول كلام مرسل فأين المنطق والصيام خيراً لمن لا يملك عذر شرعى و اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه

اخر الافلام

.. 165-An-Nisa


.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام




.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa