الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اديبه سعيد علي ... نساء كوباني يرغبن بالحب اكثر من القتال .... هن بحاجة للشعور بانسانيتهن

مسعود محمد

2015 / 6 / 4
القضية الكردية


اندلاع اشتباكات بين بشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني المعارض ومقاتلي حزب العمال الكردستاني على اثر أخذ الديمقراطي قراراً بالعودة للعمل المسلح داخل كردستان ايران لحماية الهبة الشعبية الجماهيرية في مهاباد ايران على اثر انتحار الشابة الكردية فريناز خسرواني، هرباً من ضابط امن ايراني حاول اغتصابها، واستشهاد أحد بشمركة الديمقراطي الايراني قادر كريمي كانت مناسبة أليمة جداً للسيدة أديبة سعيد علي الكردية العراقية المقيمة بالسويد لتذكر مأساتها التي خسرت فيها زوجها البشمركة المنتمي للاتحاد الوطني الكردستاني كاكاوس محمد رشيد الذي سقط في حرب الإخوة في كردستان العراق حيث سقط حينها آلاف الشهداء بين الحزبين، وحصل فيها الكثير من التنازلات عن القيم الكردية والكردستانية لصالح أطراف خارجية والخصم المشترك حينها صدام حسين حيث توجت المعركة بما سمي بعد ذلك بين الكرد باليوم المشؤوم يوم 31 آب 1996 عندما استنجد انذاك رئيس الحزب الديمقراطي الكردي العراقي رئيس اقليم كردستان الحالي مسعود البارزاني بالحكومة العراقية المركزية لصدام حسين الرئيس العراقي حينها للدخول الى اربيل لطرد غريمه اللدود جلال الطالباني رئيس العراق السابق منها. حيث دخلت قوات الجيش العراقي المدججين بالاسلحة الثقيلة والدبابات اربيل برفقة اجهزة الامن والمخابرات النظام السابق واستطاعوا خلال ساعات قلائل في طرد عناصر بيشمركة الاتحاد الوطني الكردي بزعامة جلال الطالباني من المدينة وقتل 450 عنصراً من بشمركة الاتحاد في ذلك اليوم. تقول أديبة ان أكثر ما يحزنني هو ان زوجي قتل بيد الكرد بحرب عبثية لصالح عدو الكرد ولم يقتل في سبيل قضيتنا المقدسة كردستان، انا ابنة عائلة مناضلة من منطقة هورمان كان ابي وإخوتي بشمركة واستشهد لي اخوين دفاعاً عن كردستان بصفوف البشمركة. لقد قاتل زوجي البعث، وقاتل الإسلاميين التابعين للقاعدة ولم يستشهد الا انه للأسف استشهد بيد أخيه الكردي هي لعنة هابيل وقابيل. عن شهادة كريمي تقول اديبه " بعد فترة سيتفاوض الحزبان وسينسيان الحدث الوحيد الذي لن ينسى وستبقى الحرقة في قلبه هي عائلة الشهيد كريمي، بعد كل تلك السنين انا لم أنسى زوجي ومازال جرحه ينزف في قلبي ويحرقني".
حول الهجوم على بشمركة الديمقراطي الكردستاني الايراني اصدر المكتب السياسي للحزب بياناً رسمياً اكد فيه ان العمال الكردستاني هو من بادر الى الهجوم على قواته واصفاً الإجراء ب " المعادي لنضال الشعب الكردي"
وأشار البيان أيضا، إلى أن "قوات الحرس الثوري الإيراني تحشدت في المنطقة"، غير مستبعد "إنضمام تلك القوات إلى مقاتلي الكريلا التابعة للعمال الكردستاني بهدف خنق الحركة الكردية في ايران".
وعبر الديمقراطي الكوردستاني – إيران، خلال البيان، عن "أسفه من العمل الذي قام به مقاتلو الـ(PKK)"، معتبرا إياه "خيانة لنضال الشعب الكردي"، ومؤكدا على أنهم "لم يكونوا المبادرين إلى القتال".
هي المواجهة إذاً ولعنة هابيل وقابيل من جديد قوة مسلحة من بيشمركة الديمقراطي وصلت إلى سفوح جبل صقر، لمؤازرة القوة الموجودة في المنطقة والتي تتألف من 70 مقاتلا، في حين تمركزت قوة تابعة للعمال الكوردستاني على سفوح جبل كيلشين، حيث يتقابل الجبلان الواقعان في حدود ناحية سيدكان التابعة لقضاء سوران. والمفاوضات لم تؤدي الى اي حل بعد وأدينت من قبل رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البرزاني الذي قال في بيانه " أدين بشدة التوتو والقتال الذي حصل يوم 24-5-2015 بين حزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني ـ إيران ـ واطالب الجانبين التحلي بالصبر والتحمل وعدم التوغل في المشاكل وتعميقها، وان لايصبحوا السبب في انتشار العنف والتوتر بين الجانبين، ومعالجة الخلافات والمشاكل بينهما عن طريق الحوار والتفاهم.
ان القتال الإنتحاري يلحق الضرر بالجميع ولم يحقق احداً النصر في هذه الحرب، ولا مصلحة في العنف والتوتر والإقتتال الداخلي، لا على المستوى الحزبي ولا على المستوى القومي أيضاً.
وكنت قد اعلنت من قبل انه يجب تحريم الإقتتال الداخلي بكل أشكاله، واكررها الآن أيضاً بأن لايجوز ان يكون هناك اقتتال داخلي ولايجوز سفك دم الكردي على يد أخيه الكردي. وعلى الأطراف السياسية ان يكونوا بمستوى المسؤولية الوطنية، لأن أي نوع من الإقتتال بين القوى الكردية يلحق الضرر بموقع وسمعة شعب كوردستان ويزعزع إستقرار وآمال شعب كوردستان".
علامات استفهام كبيرة تطرح حول الأدوار المشبوهة لحزب العمال الكردستاني الذي بدأ يطلق عليه في الأوساط الكردية اسم قابيل الكرد فذلك الحزب المتحالف في سوريا مع نظام البعث والأسد، ومنخرط بتنفيذ أجنده داخلية للنظام، تقضي بإبعاد الكرد عن الانخراط بالثورة السورية، مقابل تسليمه المناطق الكردية، وتسهيل سيطرته عليها عبر مده بالسلاح والمال، وانسحاب النظام السوري من تلك المناطق لصالحه، للعلم ان المناطق الكردية المسيطر عليها من قبل الحزب في سوريا هي مناطق يتحرك فيها النظام بقواه العسكرية والمخابراتية، والحزب يتولى تأمين مصالحه على الارض وتنظيف المنطقة من معارضيه الحقيقيين حيث تشير أصابع الاتهام بقوة الى حزب العمال بتصفية عميد شهداء الثورة السورية مشعل تمو الذي اطلق شعار "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" تأكيداً على وحدة عرب وكرد سوريا. اما علاقة حزب العمال الكردستاني بايران فهي علاقة عضوية أسس لها قادة الحزب العلويين على رأسهم زعيم الحزب عبدالله اوجلان، والرجل الأقوى في الجناح العسكري جميل بايق. لفت عبدالله اوجلان أنظار دمشق إليه، بعد مشاركة حزبه في مقاومة الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان سنة 1982 إلى جانب الفصائل الفلسطينيّة واللبنانيّة. ولأن طهران حليفة دمشق، فأن علاقة الكردستاني بالنظام السوري، ساهمت في تطوّر علاقته بطهران أيضاً، بحيث وصلت إلى أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني الأسبق، علي أكبر ولايتي بأوجلان في دمشق، منتصف التسعينات. واعتبر نفسه وحزبه حينها من ضمن محور الممانعة الايراني السوري. لما سلف كله ليس غريباً ان يلعب حزب العمال دور قابيل الكردي ويمنع القوى الكردية من ترجمة طموحاتها على المستوى الكردستاني لصالح اجندات اجنبية.
قالت لي اديبه سعيد علي تعليقاً على تلك الأحداث المؤلمة " كردستان ليست ملك قادتها وهم غير مخولين التصرف بإنجازات الشعب الكردي ووضع حركته على طاولة المساومات هذه الإنجازات هي ملك شعبنا الكردي وهو وحده يقرر مستقبله".
سألتها عن سبب هجرتها الى السويد قالت لي " بعد استشهاد زوجي سكنت مدينة حلبجه، وكامرأة لا فرص لي للتطور وعيش حياة كريمة، في ظل الأزمات المتتالية التي يمر بها الشعب الكردي، لذلك قررت الخروج لامارس حريتي كامرأة واعيش بشكل طبيعي كأي إنسان".
سألتها عن اذا ما كانت تعتقد ان حلم الدولة الكردية ممكن أجابت بالنفي بكل ثقة وقالت " ليس هناك من يعمل بحكمة لتحقيق هذا الحلم، انه حلم صعب ومستحيل في ظل اقتتال الإخوة".
عن الفرق بين كردستان والسويد قالت لي " عشت كل حياتي بين البشمركة لم اعرف معنى الحياة المدنية قبل سفري اول مرة عرفت فيها التلفاز وشاهدته كان عندما انسحبنا تحت ضغط القصف الى ايران، فالتطور حينها لم يصل الى الجبال التي كنا نلوذ بها. طبعاً هناك بعض الفروقات الاجتماعية وبعض الفروق بالعادات بيننا كمهاجرين وبين الشعب السويدي الا اننا بالنهاية مواطنين سويديين يحكمنا واياهم قانون واحد".
سألت أديبة عن الدور البطولي للمرأة الكردية في كوباني قالت لي " المرأة الكردية بحاجة لأن تكون امرأة قبل ان تكون مقاتلة، هي بحاجة للحب والعشق والأمومة هي أولاً وآخراً انسانة والدم ليس هوايتها".
سالت أديبة عن الظلم الذي تعرضت له المرأة الكردية على يد داعش قالت لي " نحن لا نعرف في كردستان التفرقة على أساس ديني وطائفي نحن شعب واحد رغم اختلاف أدياننا ففينا الايزيديين، والشبك، والصابئة، والفيليين، والسريان، والآشور، والكلدان، لا فرق بيننا تجمعنا كردستان وهنا تكمن اهمية دور الكرد بالحفاظ على هذا التنوع بينما الدواعش الغائيين ويرفضون الآخر، وشرعوا سوق النخاسة باسم الدين، المرأة الايزيدية قبل كل شيء هي انسانة، ما نحن بحاجة اليه فعلياً هو إنسانيتنا وعلينا عدم التخلي عنها لصالح اي قيمة أخرى".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا