الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات مصرية قديمة

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 6 / 5
المجتمع المدني


يعتبر ابناء جيلى من عصر عبد الناصر , عندما بدات تعليمى المدرسى كان عبد الناصر فى اقصى توهجة السياسى , واتذكر مناقشة طفولية فى سنة اولى ابتدائى مع زملائى فى المدرسة ,, يا ترى مين اقوى .. عبد الناصر والا ربنا ؟ الى هذا الحد خلق الاعلام الناصرى من عبد الناصر اسطورة ساحقة مصرية ..وعشنا وهم القوة الضاربة فى الشرق الاوسط وحلم الوحدة العربية ..وان اسرائيل سيتم رميها فى البحر فى اقرب فرصة وكانت الاناشيد الوطنية لعبد الحليم وام كلثوم والتى كانت تعكس احساسهم الصادق بالوطنية المصرية قادرة فعلا على اثارة حماستنا الوطنية .المصريه وتقوى من شعور الانتماء المصرى .
الى ان استيقظ الشعب المصرى يوم 5 يونيو عام 67 على الكارثة الرهيبة وهى سحق الجيش الاسرائيلى لجيوش ثلاث دول عربية واحتلال اجزاء كبيرة من اراضيها .... فعلا كان كابوسا مرعبا لكل مصرى انذاك ... واحس كل مصرى انه كان يعيش حلم مزيف وكاذب وسياسة داخلية وخارجية خرقاء وان مصر ساعتها ام تكن فى القمة كما توهمنا وانما فى اقصى الحضيض .
ودخلت مصر حرب الاستنزاف ولكن الشعب المصرى قبل 5 يونيو غير الشعب المصرى بعد 5 يونيو .. انعدمت ثقته تماما فى الدولة وفى الحكومة وفى كل نخبة السياسية ولكن قوه هذا الشعب انذاك انه لم يفقد ثقته بنفسة واعتقد ان موروث الثأر داخل الجينات المصرية جعلته يثق انه لن يترك حقه مهما حدث .
وبعد بداية العام الدراسى كطالب بكليه الهندسة جامعة القاهرة باسبوع توفى عبد الناصر اثناء جهوده للمصالحة بين الاردن والفلسطنيين .. وتم ايقاف الدراسة بجمبع انحاء الجمهورية اسبوعين واذاعة اناشيد وطنبة وقران كريم .. والغى المصريين العاديين جميع افراح الزفاف وجميع مظاهر الفرح .. واذا كنت قد تابعت جنازة عبد الناصر من خلال التلفزيون الا ان الشوارع المصرية ظلت لمدة اسبوع تسير بها مسيرات تابين له حيث يسير الرجال والشباب فى صفوف وهم منضمى الاذرع ويرددون عبارات التأبين .. وقد شاركت مرة او اثنين فى هذه المسيرات ,,, ليس تايدا شخصيا لعبد الناصر وانما كتقليد ومسايرة للا حداث .ولا يجب ان ننسى انه حتى هذه الفترة لم يكن هناك تعدد سياسى او مصادر اعلامية مختلفة يمكن استقاء اى اخبار سوى ما تذيعه الدولة
وتولى السادات وكان الشعور الوطنى السائد فى الشارع المصرى ذلك الوقت هو ضرورة الثار لهزيمتنا النكراء وكان الغضب يغلى فى الصدور ... فى هذه الفترة كانت موضة الشعر الطويل للشباب والبنطلون الشارلستون والقميص الضيق مع الياقة الكبيرة وفتح نصف الزارير الامامية .. والاستماع لاغانى توم جونز واغنية فاراواى للمغنى المصرى الاصل .. ووعد السادات شعبة عده مرات بخوض الحرب لتحرير سيناء ولكن على ارض الواقع لم يتغير شئ مما ادى الى اندلاع ثورة طلابية جامعية عنيفة ادت الى اغلاق الجامعات لمدة شهر فى ديسمبر 1972 وافتخر باشتراكى بها فى ذلك الوقت حيث كانت هندسة القاهرة لها الريادة فى هذه المظاهرة .. كنا كطلبة ندافع عن انتماءنا الوطنى المصرى الاصيل لم يكن لاحد اى تطلعات سياسية .
وقامت حرب اكتوبر 73 ... وحقق الجيش المصرى عبوره لقناه السويس وهناك وقفتين فى هذه الحرب لا يوجد تفسير لهما حتى الان.... الوقفه الاولى انه ماكان يذاع عن تقدم وانتصارات الجيش المصرى فى الاعلام اقل بكثير مما كان يحدث على ارض الواقع وعرفت ذلك من خلال اقاربى واقارب اصدقائى المجندين فى الجيش فى ذلك الوقت ,, الوقفة الثانية هو حدوث ثغرة الدفرسوار التى جعلت اسرائيل تتعادل مع مصر فى انتصاراتها وتصبح على بعد 80 كم من القاهرة ... كيف حدث ذلك ولماذا ؟ حتى الان لا توجد اجابة شافية لذلك؟
وبعد وقف اطلاق النار وبدء مباحثات السلام بدأ السادات اسوأ تصرفاته حيث ان اليسار المصرى كان يعارضه بشده فاستخدم التيار الدينى الاسلامى فى مواجهته فاعطى له الضوء الاخضر للنزول فى الشارع المصرى وخصوصا الجامعات وفى خلال عامين بدات مجلات الحائط الاسلامية تنتشر فى الجامعات ويتم قطع وازالة مجلات الحائط اليسارية مع الدعوات الدينية للحجاب والزى الاسلامى ومساعده الطلبة والطالبات الملتزمين بذلك بالمذكرات والكتب الجامعية مجانا واعتقد ان هذه الفترة التى انضم فيها محمد مرسى للتيار الدينى الاسلامى كزميل دراسة وخصوصا ان ابناء وبنات الريف كانوا اكثر تاثرا بهذه الدعوات
انتهيت من دراستى الجامعية ويتم تجنيدى بسلاح المهندسين باحد ضواحى الجيزة .. وبعد انهاء خدمتى بالجيش عملت كمهندس تنفيذى فى مجال مشروعات الصرف الصحى ولعشرات السنيين .
وقد شهد عصر مبارك مشروعات عملاقة فى البنية الرئيسية لمصر وواكب ذلك انشاء مدن جديدة ومترو انفاق ولكن اصرار مبارك على البقاء فى الحكم مدة طويلة جدا اى30 سنه جعل حكمه يشوبه كثير من الفساد وانعدام الشفافية والمصداقية واحتقان الشعب ضده حتى حدوث انتفاضة 25 يناير التى اطاحت به ... ولماذا اطلق عليها انتفاضة وليس ثورة لان الانتفاضة نجحت فعلا فى الاطاحة به اما الثورة فتكون من اهم نتائجها هو حدوث تغير جذرى فى مكونات المجتمع من ناحية الدستور وتوزيع الثروة ... للاسف الثورة يقودها فكر مثقفى الشعب كما حدث فى الثورة الفرنسية والثورة البلشفية فى روسيا اما 25 يناير فكان مفكريها للاسف هم اول من اضاعوا امال شعبها فاصبحت كما لو كانت سفينه بلا ربان ونجح التيار الدينى الاسلامى فى استغلال الموقف ليركب الحكم لمده عام ليتم الاطاحة به مرة اخرى ومازال الشعب المصرى يتلمس الامان والاستقرار وسط جو مضطرب وحاقد وتركت مصر الزمن الجميل لتدخل عصر المسخ وكثير من الفوضى ..عصر الدولة الرخوة .. رغم امتلاك مصر كثير من المقومات العلمية والطبيعية الا انها اصبحت تفتقر بشدة للمقومات الادارية والتخطيطية وتعانى خللا رهيبا فى تنمية موارها البشرية واستخدامها الاستخدام الامثل.المستقبل مازال يحمل لمصر كثير من علامات الاستفهام ... هل ستنجح مصر فى اعادتها على طريق التحديث والاصلاح ام ستنزلق فى صراعات داخلية وخارجية ستوئر حتما على وضعها السياسى والاقتصادى والدولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل