الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأشرار والأخيار

جهاد علاونه

2015 / 6 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الدنيا – هذي- غريبة جدا بطبعها, ما بتخلي حدى من شرها, تنشر الروائح الكريهة في الشوارع المزدهرة بالسكان وبالورود وتأخذ من بيننا أعز الناس علينا وأطيب الناس وأحسن الناس وأعظم الناس وأصدق الناس وتترك لنا الناس الزبالة والكاذبة, تترك لنا أحقر الناس وأنجس الناس وأتعس الناس, فكلما تذكرتُ أناسا طيبين صادفتهم في حياتي وأبدأ باتخاذ التدابير للسؤال عنهم فورا أسأل عنهم فأجدهم غير متواجدين بيننا فإما أن يكونوا قد رحلوا عنا وإما أنهم سافروا وإما أنهم غادروا وإما أنهم ماتوا أو أن تكون حالتهم الصحية على غير المعتاد, الناس الطيبون لا يعيشون كثيرا ولا يبقون بيننا طويلا, فإما أن يهاجروا رغما عنهم أو رغما عنا وإما أنهم هاجروا بمحض طبيعة الحياة القاسية ومتطلبات المرحلة واستحقاقاتها.

دائما هكذا هي الحياة, يعيش الأشرارُ فيها كثيرا وطويلا, يلعبون ويمرحون كثيرا ويسترخون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الدافئة أما الطيبون فدائما تحت أشعة الشمس الملتهبة وتصطك أسنانهم ببعضها من شدة البرد ويرتجفون من الخوف, صورة ليست سوداوية عن الحياة ولكن على الأقل هذه هي الحقيقة المرة, الطيبون حساسون جدا يتأثرون من الحياة وما يصادفهم من مشاهدة مروعة يحملون الهم على أكتافهم من صغرهم, إنهم دائما في ورطة صحية, أما الأشرار فدائما ما يستمتعون بأوقاتهم ولا يشعرون لا مع أنفسهم ولا مع غيرهم ولا تنتابهم نوبات وخز الضمير تلك النوبات التي تودي بحياة أصحاب القلوب الطيبة, والأشرار تمتدُ أعمارهم, ولا تزورهم الأمراض المزمنة, أما الطيبون فدائما صحتهم معتلة الأول والآخر, ودائما على غير ما يرام.

لماذا فقط لا غير في أفلام السينما تنتصر قوى الخير وتنهزم قوى الشر؟ دائما فقط في الروايات تنتصر قوى الخير وتنهزم قوى الشر, بينما على أرض الواقع تزداد صحة الأشرار تقدما وتتراجع للوراء صحة الطيبين؟؟؟!!ولو قمنا بعمل إحصائية دقيقة وحسبنا عدد الأشرار والطيبين في العالم كله فكم سيبلغ عدد الطيبين وكم سيبلغ عدد الأشرار؟

هل مثلا ستكون النتيجة النُص بالنُصْ, أم ثلثي الدنيا أشرارا والثلث الأخير أخيارا؟ أم أن النتيجة ثلث العالم أشرارا والثلث الثاني أخيارا والثلثُ الأخير محير أو حيادي؟ ولو افترضنا أن عدد سكان العالم 100 نسمة, فهل سيكون 50 خمسون شخصا شريرا وخمسون شخصيا طيبون جدا وأخيارا؟ طبعا على مبدأ أن الكون يمشي باتساق وبتوازنٍ طبيعي, من حيث حركة النجوم والأقمار والكواكب, فهذه كلها تمشي بدقة وبالتساوي ومن الطبيعي أن يكون عدد الاشرار والأخيار مقسوم ومتواجد على وجه الكرة الأرضية بالتساوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس