الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا و السياسة الصحية بالمغرب

مصطفى زغلول

2015 / 6 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عرف المغرب في بداية القرن 20 ، عدة تحولات جعلته يفقد سياسته كما ان الاوضاع الداخلية كثورة بوحمارة و الريسوني ، ايضا تكالب الدول الامبريالة على المغرب خاصة فرنسا جعلته يميل نحو فرض الحماية عليه ، و كان ذلك في 30 مارس 1912 ، و الحماية هي ان تخضع دولة ضعيفة و غير متمدنة تحت سيطرة دولة قوية او اكثر تمدنا لتسير شؤونه الداخلية و الخارجية .
و الجدير بالذكر اذا كانت فرنسا غزت المغرب بحد السلاح لفرض سيطرتها ، فان غزو المجال الصحي يعتبر اكثر ضمانة للتغلغل الاوربي في المغرب ، و يعد رسول الحضارة و الانسانية التي تحملها فرنسا لمجتمع ضعيف و منهمك في العديد من الامراض ، و من هذا المنطلق يمكن طرح التساؤل التالي :
ـ فما هي اهم مظاهر و انعكاسات سياسة الحماية الصحية بالمغرب على السكان ؟
شهد المغرب خلال القرن 20 تدهورا خطيرا و هشاشة قوية في المجال الصحي ، اذ كانت عدة ويلات و آفات تنخر الجسد المغربي و تترك ضحايا عديدة من بينها امراض التيفوس و الكوليرا و الجدري و التيفويد ، و كان اهم مرض قبل فرض الحماية هو حمى المستنقعات.
و بعد فرض الحماية الفرنسية على المغرب عرف ليوطي الصعوبات التي ستتلقاها فرنسا في المجال الصحي بالمغرب ، كما انه اكد ان علاج الجسد المغربي يضمن البقاء الاوربي ، و من اهم المظاهر التي جعلت فرنسا تهتم بالمجال الصحي هو شعورها بان الطبيب يضمن التغلغل السلمي دون التدخل العسكري ، كما ان اهتمامها بالمغرب جعل المغاربة يرغبون في المشاركة في الحرب العالمية الاولى ، لكن كانت النتائج مضنية حينما تم اقصاء 50 في المائة، و ذلك راجع لاسباب صحية .
لكن عندما اظهروا شجاعة كبيرة و بسالة قوية اصبح الاهتمام بحياتهم ضرورة حتمية ، و كذلك ثقة المغاربة في الطبيب و الذهاب اليه جعل الطبيب يكون في رؤية المستعمر مفعول عسكري حيث اكد ليوطي ان طبيب واحد يساوي فيلقا عسكريا .
كما ان فرنسا جعلت التداوي بالمجان لابهار المغاربة بما حققه الاوربيون في المجالات العلمية مما يؤدي بالمغاربة الى شعورهم بالنقص و ركونهم الى الاخر اكثر تفوقا ، و كذلك من ابرز المظاهر التي اتخذتها فرنسا في المجال الصحي هو الحاجة الى اليد العاملة بحيث الاعتماد على الاهالي في الاستثمارات الاستعمارية و بالتالي فان الاهتمام بالقطاع الصحي يضمن تزايد ديمغرافي الذي سيؤدي بدوره الى انخفاض اجور العاملين و تكلفة المشاريع ، و ايضا تزايد الحاجة الى الجنود لبسط سيطرتها على المغرب ، و حماية مواطنيها الاوربيين من كل عدوى مستشرية في البلاد و جعلها تنشيء عدة مستوطنات .
و اما انعكاسات المجال الصحي على المغرب كانت ايجابية لان الامراض الفتاكة بدات تذهب تدريجيا من جسد المجتمع المغربي ، و اتشات عدة مستوصفات كمستوصف في فاس سمي بمولاي يوسف ، هذا ما جعل المغاربة يقبلون الاصلاحات الصحية كما انها كانت من بين المطالب الرئيسية في مؤتمر الجزيرة الخضراء ، كما ان عدد الوفيات انتقص بسرعة فائقة .
و يمكن ان نخلص ان فرنسا رات في الطبيب عامل فعال في التدخل السلمي عوض العسكري كما ان الامراض التي كان يعيشها السكان جعلت ادارة الحماية تهتم بصحتهم و ذلك راجع الى الحاجة الى اليد العاملة و الجنود و حماية الاوربيين .
و ان فرنسا لم تقف عند القطاع الصحي التي رات فيه فضل كبير في اخضاع السكان و انما اتخذت تدابير اخرى خاصة في المجال التعليمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل