الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخزون العاطفي

ماريا خليفة

2015 / 6 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يصف المرشدون وعلماء النفس اليوم الآثار الحقيقية للتبادلات الإيجابية والسلبية التي تحدث داخل الشخص نفسه وبين الناس. وقد ثبت من دون شكّ أنّ كلّ ما نسمح له باجتياز حرمة أذهاننا يؤثّر على راحتنا النفسية والجسدية، سلباً أو إيجاباً. لا أحد غيرنا يستطيع السيطرة على ما يدخل إلى أذهاننا، ومن المهمّ أن نقف حرّاساً على باب فكرنا نراقب كلّ ما نتلقّاه من الخارج فإما أن نسمح له بعبور البوّابة أو لا. وإذا كنّا لا نملك القدرة على قول "نعم، يمكنك أن تدخل" أو "لا، لا يمكنك الدخول"، سنجد أنفسنا مراراً وتكراراً في وضع صعب.
ينطبق الأمر ذاته على الأثر الذي نتركه في الآخرين. لن يضرّنا التنبّه إلى طريقة تعاملنا مع الآخرين. ومن الجيّد أن نتذكّر أيضاً أنّ ردّة فعل الآخرين تجاهنا لا علاقة لها بنا إلا بشكل محدود، فهم وحدهم قادرون على ضبط ردّات فعلهم حتّى إذا كانت ناتجة عن كلام وجّهته لهم أو تصرّف خاطئ بدر عنك.
إذا كنت تشعر بأنك تفتقر إلى الشعبية وأن الناس لا يحبونك فعلاً وأنك لا تستطيع التواصل بشكل جيد معهم بحيث يعتمدون طريقة تفكيرك، فأنت لست الوحيد في هذا الوضع. تترافق الشعبية بالنسبة إلى الكثيرين مع احترام الذات وتقديرها والقدرة على التواصل ويُعدّ إجراء تغيير في حياتك الطريقة المناسبة لتخرج من النقاط التي علقت فيها.
تخيّل مفهوم "البنك العاطفي"، حيث كلّ حركة إيجابية تُعتبر "عملية إيداع"، وكلّ حركة متهوّرة وطائشة تُعتبر "عملية سحب".
نحن نملك القدرة على تحسين علاقاتنا العائلية، والعاطفيّة والمهنية بشكل كبير من خلال مفهوم العطاء البسيط.
فكّر أوّلاً في الأوقات التي تساهم فيها بالتسبّب في حالة من التنافر في علاقاتك:
هل تقلّل من قيمة مساهمة الآخرين؟
هل تفشل في إجراء المحادثات مع الآخرين؟
هل تشير إلى عيوب الآخرين؟
هل أنت شخص سلبي/ هل تشتكي كثيراً؟
هل تعير الآخرين بعض الاهتمام والوقت؟
هل تعي الأوقات التي تساهم فيها بمساعدة الآخرين بطريقة إيجابية؟
هل أنت شخص انتقادي أو ساخر؟

وماذا عن الإيجابية، هل تضيف شيئاً من التناغم إلى حياة الأشخاص الذين يعيشون من حولك؟

هل تتجاهل سوء التفاهم المؤذي والانتقادات اللاذعة أو تسامحها بسهولة؟
هل تقدّم دعمك، واهتمامك، وتعاونك، وتسامحك وصبرك للآخرين؟
هل تتقرّب من الآخرين بانفتاح وطيبة؟
هل تشاركهم حسّك الفكاهي؟
هل ترفض التفوّق على الآخرين؟
هل تظهر تقديرك للآخرين؟
هل أنت قادر على التفاوض وتسعى لتسوية مُرضية؟

بينما تفكّر بهذه المزايا التي تتحلّى بها، تنبّه لها في الآخرين أيضاً. لا تساهم في راحة الآخرين العاطفية فحسب، بل ركّز طاقاتك أيضاً على الأشخاص الذين يرغبون أكثر من غيرهم في مبادلتك بالمثل. ينقسم الطريق المؤدّي إلى الانفتاح الذهني والعاطفي إلى مستويات عدّة، وبعض الأشخاص يسبقون غيرهم بأشواط.
شجّع أصدقاءك، وعائلتك وأولادك من خلال تقديم المثل الصالح لهم في العيش بإيجابيّة. إن الإيجابية معدية. عزّز المهارات التي من شأنها أن تجعلك محبوباً بين الناس عبر اتخاذ خطوات لإجراء تغييرات في حياتك، تغييرات تقرّبك من عيش سعادة أكبر وتحقيق نجاح أعظم. وتساهم معرفة نفسك بالتفصيل في إضافة المزيد من الثقة إلى الكلمات التي تقولها وإلى زيادة تأثيرها في الآخرين. يمكنك أن تتعلم كيف تجد شيئاً جيداً في كل شخص، وهذا الاهتمام بالناحية الجيدة منه سيشع نحو الخارج ويجعل قدرتك على التأثير في الناس قوية جداً. سيقودك تعزيز مهاراتك وتقويتها دوماً نحو الخطوة التالية التي يتوجب عليك أن تخطوها كي تزيد مخزونك العاطفي.

لقد تعلّمت...
"ركّز على الإيجابي. تخلّص من السلبي. تمسّك بالأمور المؤكّدة." – سام كوك
"القلق يبدّد المخزون العاطفي." آين راند
"تذكّر أن اليوم هو الغد الذي كنت قلقاً بشأنه في الأمس." - دال كارنجي
"فكّر في الأمور التي ترتبط وتتعلق بها وهي تستنزف مخزونك العاطفي. وحاول أن تتحرّر منها." أوبرا وينفري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي