الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 8
المجتمع المدني


الشباب هو العمود الحقيقي والرئيس في أي مجتمع ، فلا يمكن لأي مجتمع أن يستمر وينمو ويتقدم من دون أسهام الشباب في عملية البناء الاجتماعي أو الثقافي أو الحضاري ، فهم اللبنة والبناءون في الوقت عينه ، والمجتمع الذي لا يشرك الشباب في البناء ، مجتمع آيل إلى الاضمحلال والضمور بلا شك .
أما في المجتمع العراقي ، فالمسألة أخطر بصورة كبيرة ، فالمجتمع العراقي يتعرض لهجمة همجية كونية ، فالمخطط الكوني المشبوه الذي يرمي إلى تفتيت المنطقة العربية إلى دويلات ضعيفة متناحرة فيما بينها ، فمخطط الشرق الأوسط الجديد ، الذي يضمن للكيان الصهيوني الاستقرار والتمدد على حساب أمن واستقرار المنطقة العربية ، يرمي إلى تحقيق حلم ومشروع دولة إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات ، والعراق في هذا المشروع يدخل في خارطته الواقعية ، جناح دولة إسرائيل الكبرى الشرقي ، وليس بعيدا عنا ولا غريبا شعار قادمون يا بابل ، الذي طرحه الصهاينة المتعصبون قبل بضع سنوات ، وما ثورات الربيع العربي التي حدثت في بداية العقد الثاني من القرن الحالي ، إلا بصيص الأمل " الذي بدأت إسرائيل ومن يقف وراءها من دول الغرب الاستعمارية " ، بدأت بنسج المخططات والمؤامرات وإذكاء نار الفتنة بين مكونات المجتمعات العربية المنسجمة ، لحثها على انتزاع الديمقراطية المزعومة التي أصبحت حلم الشعوب المسحوقة ، التي تعاني التهميش والإهمال والتخلف . أما الشق الثاني من الهجمة التي يتعرض لها الوطن العربي ، وليس العراق فحسب ، فهو ذلك الكيان المسخ " داعش " الذي دهم العراق والمنطقة العربية ابتداء بسوريا وليس انتهاء بليبيا ، وما عاناه العراق ويعانيه من هذا الكيان الهجين الدخيل على الإسلام وأفكاره ، وقد جاء هذا الكيان بأفكار وحشية إجرامية دموية ، فاستحل كل محرم شرعا وعرفا وذوقا ، من ذبح على الهوية وسلب للممتلكات وتفريق بين الشعوب على أساس ديني وقومي وطائفي ، وكل وتر يستطيع أن يعزف عليه لحنه النشاز ، مستغلا في ذلك ، السذج والجهلة من الشباب من البادية والأرياف والمناطق الشعبية المسحوقة منفقا على ذلك أمولا طائلة ، لذا فقد أصبح واجبنا الأشد أهمية في هذه المرحلة الحرجة استقطاب الشباب وتوعيتهم وتوضيح ما يحدث على الساحة العراقية ، لكي يكونوا في صورة الأحداث ويفهموا فهما تحليليا صحيحا لا فهما سطحيا هامشيا ، تحصينا لهم أولا ، وتوعية وتثقيفا باتجاه لم شمل العراقيين ومداواة جراحهم وتقريبا بين فئاتهم وتضييقا للهوة الواسعة التي صنعها المجرمون بين أطياف الشعب العراقي . ومن أول ما يجب فعله ، زرع روح التعاون والتسامح والتكافل بين الشباب وتنظيم اللقاءات الجماهيرية الشبابية التي تذوب الجليد بينهم ، مثل المهرجانات الشعرية والثقافية والرياضية ، التي تجمع المكونات المختلفة حصرا ، في تجمعات تتلاقح فيها الرؤى المختلفة والأفكار والمقترحات والثقافات ، وتنظيم المحاضرات التوعوية التي تحث على المحبة والألفة والتسامح ، وضرورة إنشاء مركز لإعداد الكوادر التثقيفية باتجاه المصالحة ، واستغلال كل الإمكانات المادية والمعنوية من المحاضرات والأفلام السينمائية المناسبة للتأثير في مشاعر الوحدة والمحبة والتآلف الأخوي . إنها رسالة عظيمة تلك التي نسعى إلى تحقيقها ، وهي ليست سهلة بالمرة فالمستلزمات المطلوبة كثيرة وكبيرة وتحتاج منهاجا متينا يتسم بالعلمية والمنطقية ، ويحتاج إعداد الكوادر المدربة ، الكفيلة بإنجاح هذه المهمة ، إلى زمن وجهد ، كل هذا ضروري لإنجاح المبادرة العشائرية للمصالحة ، كي لا تكون كسابقاتها حبرا على ورق أو شعارات على جدران المدارس فحسب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة