الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر لمن يعقلون - ج64

مالك بارودي

2015 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر لمن يعقلون - ج64

1..
من يزعم أنّ الله خيرُ الخالقين، ويدعُوك كلّما شككت في خرافة ربّه إلى التّمعّن في جمال الكون وروعة الكائنات، عندما تواجهه بأدلّة دامغة تثبت دون أدنى شكّ أنّ الكون ليس بالإتقان الذي يزعمون، كأن تحدّثه عن المواليد الجدد الذين يعانون من تشوّهات خلقيّة، هذا الشّخص المغفّل الذي يزعم أنّ الله خيرُ الخالقين لا يملك إلّا أن يتهرّب من الأدلّة بإدّعاء أكثر حماقة من الأوّل وأن يفسّر كلّ إختلال ظاهر في الكون أو في الكائنات على أنّه "إبتلاء من عند الله". والحقيقة الدّامغة هي أنّه يكذب على نفسه لمزيد ترسيخ الخرافات التي لديه ويختلق التّبريرات لهذا الخالق الخرافي العظيم الذي لم يستطع حتّى أن يُثبت للنّاس بطريقة لا تقبل الشّكّ ولا الطّعن أنّه موجود وأنّه هو الخالق. فإذا كان هذا الخالق نفسه قد أخفق في إقناعنا، فمصيرُ حجج وتعلّات وتبريرات المدافعين عنه القمامة.

2..
قال لي أحد مغسُولي العقول أنّ الشّيخ أبا إسحاق الحويني كان يشدّد دائما في محاضراته على العلم والثّقافة والوعي... أيّ علم؟ علم الدّين، أرفع العلوم في الإسلام. وهل هذا علمٌ أصلًا؟ وما الذي ينتجه هذا العلم عدا داعش والقاعدة وبوكو حرام؟ وأيّة ثقافة؟ ثقافة العنعنة والتّرديد الببّغائي وقال فلان وحدّثنا طرزان وثقافة عورة الأمَة من السّرّة إلى الرّكبة وإن إمتنعت الزّوجة عن ترك زوجها ينكحها باتت الملائكة تلعنها وثقافة أنّ الحمار يطير وأن آدم تربطه علاقة أخوّة مع القلال والجرار الخزفيّة وكلّ ما صُنع من طين وأنّ الإنسانيّة كلّها أتت نتيجة زنا محارم؟ وهل هذه ثقافة أصلًا؟ وأيّ وعي؟ وعي "لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسوءكم"؟ أم وعي "الإنسان مسيّر ولكنّه مخيّر"؟ ألم تشبعوا من الأوهام والخرافات؟ متى تعدمون الشّيوخ وتحرقون قمامة القرآن والأحاديث وتحرّرون عقولكم من وصاية الآخرين عليها؟

3..
سألني أحدهم إن كان كلامي عن الدّين مجرّد قلّة أدب أم أنّه محاولة للبحث عن كينونة لي والحصول على شهرة بين النّاس، أم أنّه نابع من إقتناعي بمعتقد أريد نشره. وللجواب عنه كتبت ما يلي: أما عن الكينونة، فأنا موجود ووجودي من تحصيل الحاصل لكوني كائنا حيّا وحرّا ومفكّرا. أمّا عن الشّهرة، فلا حاجة لي بها لأنّي أتطرّق إلى مواضيع تعاقب على تناولها شريعة دجّال قريش بالقتل وأتعامل مع مسلمين كلّ واحد فيهم فيه ما يكفي من الحماقة والتّعصّب والحيوانيّة ليصبح في أيّة لحظة إرهابيّا داعشيّا، ولو تظاهر بإستنكار ما تفعله داعش اليوم. فما يؤمن به هو وما يؤمن به إرهابيّو داعش هو نفس الشّيء وموجود في نفس الكتب التي يتداولها الطّرفان: القرآن، الأحاديث، السّيرة، الفقه. إذن، من يسعى للشّهرة عن طريق مواضيع مماثلة في مجتمع يحمل في دواخله بذور الإرهاب ويكفي أن تقول رأيك بصراحة في شخصيّة محمّد بن آمنة، الأب المؤسّس للمافيا الإسلاميّة ورئيس قطيع كلاب الله أكبر... يكفي أن تقول رأيك بصراحة لينقلب عليك أقرب النّاس إليك ويهدّد حياتك. من يسعى للشّهرة بهذه الطّريقة لا يمكن إلّا أن يلاقي نفس مصير النّضر بن الحارث الذي قتله محمّد بن آمنة. أمّا عن المعتقد، فأنا مقتنع إقتناعا تامًّا بأنّ الشّعوب التي ليست لديها معتقدات دينيّة وخرافات مثل التي في الإسلام لم تمت ولم تندثر بل عاشت وبعضها إزدهر وبلغ قمّة الحضارة والإنسانيّة. في حين أنّ التّخلّف يكاد يكون منحصرا اليوم في الدّول العربيّة الإسلاميّة أو ما أسميه "دُبُر العالم"، رغم أنّهم يعتنقون الإسلام. والعيب ليس في التّطبيق كما يحلو للبعض القول للهروب من الحقيقة الموجعة التي تتلّخص في أنّ الإسلام هو الإرهاب. فالتّجربة والتّاريخ يثبتان أنّ التّعلّق بالدّين هو من أقوى الأسباب المؤدّية للإنحطاط والإندثار. إذن، فالحلّ يكمن في نظري في رمي الإسلام، بل وكلّ الأديان، في مزبلة التّاريخ وإعتناق العقل والمنطق والعلم والإنسانيّة. وإلّا، فمصيركم الموت والإندثار بسبب التّخلّف وعدم مواكبة تطوّر العالم وإنتشار الجهل والخرافة أو بسبب داعش والقاعدة وكلّ العصابات الإرهابيّة التي رضعت الإرهاب من القرآن والسّنّة وكتب الفقه وستقضي عليكم بإسم نفس الخرافة التي تعتنقونها: الإسلام.

-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في الصراحة راحة
عماد ضو ( 2015 / 6 / 8 - 20:43 )
يعجبني فيك المباشرة والموضوعية
اضحكتني قرابة ادم مع القلل والجرار الفخارية
تحياتي لك استاذ مالك


2 - الاستاذ مالك بارودي المحترم
الرصافي ( 2015 / 6 / 8 - 22:23 )
هو ايضا خير الماكرين وابو المكائد ولا ادري كيف يصف اله نفسه بهذه الصفات لو كان الها حقا ام انه من تدبيرات ( ص ) في ساعات انفعاله او غضبه في اصداره البلاغات الحربية تحت اسم ..الله.


3 - لو أتى محمد اليوم ماذا كان مصيره؟
عماد ضو ( 2015 / 6 / 9 - 07:13 )
حسب توقعي اما ان يسحب للمحكمة الدولية لمجرمي الحرب
او ان تقصفه طائرة بدون طيار

اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran