الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 10
المجتمع المدني


حق ينبغي أن لا يبخس واستحقاق وشهادة يأثم من يكتمها ، فقد كان للمعلم ومازال دور حيوي عظيم ومؤثر في التأثير في الأجيال على مر العصور ، فهو المربي الثاني للنشء الجديد على ما شاء أن يصوغه ، فهو في يد المعلم عجينة طيعة إن أحسن المعلم التناول والتعامل معه . وخصوصا في المجتمعات الريفية والشعبية ، حيث المعلم مثل أعلى يحتذى به ويقتدى ، ويمكنه التأثير بقوة في الأجيال التي يعلمها أو يدرسها ، وهذا يعتمد بصورة أكيدة وحيوية على كفاءة المعلم و شخصيته ومدى حبه لمهنته وإخلاصه وتفانيه فيها ، لقد كان للمعلم وما تزال منزلة عظيمة محترمة في قلوب الناس وأعينهم ، كيف لا وهم يستودعونه فلذات أكبادهم ، وعاءً يصب فيه ما يمليه عليه ضميره الإنساني والمهني ، تلك الشخصية التي تستمد حضورها وشعبيتها من ما ينقله الأطفال عنه إلى ذويهم ، فهو يعتمد في تلك الرسالة على براءة الأطفال وصدقهم وقراءتهم العفوية لأبعاد الشخصية ، ونحن نعلم أن الغريزة الطفولية تختص بتمحيص النفوس والقلوب ، فالطفل يبغض الإنسان الشرير الحقود و يكتشفه بقلبه مهما حاول إخفاء علامات سوئه ودرنه .
لهذا السبب وغيره أصبحت للمعلم بصمة واضحة تترك أثرها واضحا وجليا في شخصية طلابه بشرط أن يحسن التناول والتعاطي والتعامل كما ذكرنا آنفا ، فالقيم السامية والأخلاق النبيلة الأصيلة ، قد لا يتعلمها الطفل في أسرة أمية جاهلة بائسة ، فأصبح لزاما علينا والحال كذلك تدارك وضع مؤسساتنا التربوية والتعليمية ، وتهذيبها وتشذيبها من النفس الطائفي المقيت ابتداءً بالمناهج التربوية التعليمية ، وانتهاءً بالكوادر التعليمية والتدريسية ، فالدورات التأهيلية والتثقيفية للمعلمين والمدرسين في العطلة الصيفية بغرض إعدادهم ليكونوا دعاة مجتمعيين للتثقيف باتجاه المصالحة الوطنية ، ومحاصرة ونبذ الطائفية من المجتمع بكل أشكالها البغيضة المقيتة ، كل هذه الخطوات تسهم بصورة عملية واقعية في زرع بذرة الأخوة والمحبة ونشر ثقافة التسامح والتصالح في الجيل الجديد الذي من شأنه أن يقلب الطاولة على أصحاب المخطط الطائفي التقسيمي في المجتمع .
وقد صارت مادة الأخوة والمحبة والمصالحة ، مادة حيوية ومهمة وجب إدخالها في المناهج التربوية والتعليمية كافة ابتداءً بالمدارس الابتدائية وانتهاءً بالدراسة الجامعية ، وكل بحسب مستواه الفكري والثقافي ، فمناهج الأطفال تقتضي من المربين الفاضلين ، صياغة الأخلاق الإسلامية والعربية والإنساني في نشر المحبة والألفة والسلام بين شعوب العالم جميعا ومحاصرة أفكار الحروب والعنف ، والعمل على إعادة السلام والمحبة إلى الواقع العراقي ، ومغادرة المظاهر التي أدت إلى عسكرة المجتمع ، فأصبحت لعب الأطفال صورة مصغرة عن الحرب والعنف والقسوة والقتل . وخير أدوات هذا المشروع الواعد هم معلمو ومدرسو التربة الفنية والتربية الرياضية ، حيث أن هاتين المادتين المحببتين لنفس الطفل ، أوسع مستودع لإفراغ طاقات الأطفال المتحفزة المتجددة ، فتعليم الفنون الجميلة ابتداء من الرسم والتمثيل والغناء ، كل هذه العلوم تعمل على ترويض النفوس وتعيد صياغتها باتجاه الجمال والمحبة واقتسام الإبداع مع الآخر ، وكذلك التربية الرياضية فهي المدى الأرحب والأوسع لاحتواء الطاقات الجامحة الفائضة وتسخيرها لتصب في حقل الإبداع والتميز وتشارك الإنجاز ، وبالتالي أصبح لدبنا هذين الاختصاصين اللطيفين اللذين تسمح سهولة مادتهما لمدرسيها ومعلميها ممارسة النشاطات الخارجية للعمل على تطبيق هذه الفكرة من إقامة المعارض الفنية المشتركة بين المكونات ، وفتح بعض الآفاق شبه المغلقة بين أحياء بغداد من تنظيم الدورات والمسابقات الرياضية الدورية وبالتناوب بين الأحياء والمناطق السكنية ، وإقامة معارض الرسم وتقديم الأعمال المسرحية ، لتطوير مسرح الطفل ونقل رسالة المصالحة إلى المجتمع بأكمله ، ويجب أن تكون بغداد المثال والقدوة لتنوع مكوناتها الواسع والجميل ولأنها المدى الأرحب والوسط الأخصب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع