الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلتأتوا بالشّمس من المغرب

مالك بارودي

2015 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فلتأتوا بالشّمس من المغرب

الدّين يتلاعب بعقول النّاس البسطاء والجهلة، فيُغرقهم في مغالطات منطقيّة لو حلّلناها وفصلنا بين كلّ مكوّناتها لوجدناها مبنيّة على الوهم والكذب. ومن هذه المغالطات ذاك التّحدّي الفارغ الذي حفظه المسلمون والذي يردّدونه كالببّغاوات ويعتبرونه حجّة على وجود ربّهم وعلى عجز الإنسان على مجاراة قدرات ذلك الشّبح العظيم: "الله يأتي بالشّمس من المشرق، فلتأتوا بها أنتم من المغرب".
أوّلا، اللّغة نتيجة إتفاق وهي من إنتاج الإنسان. النّاس إتّفقوا على تسميّة طلوع الشّمس في الصّباح شروقا وعلى أن إختفاءها في المساء غروب. وإتّفقوا على أنّ جهة طلوع الشّمس شرق أو مشرق وجهة إختفائها غرب أو مغرب. ولو أنّ العرب إتفقوا على العكس لقيل: "الله يأتي بالشّمس من المغرب، فلتأتوا بها أنتم من المشرق"، ولكانت الجملة عاديّة لا لُبْس فيها.
ثانيا، منذ أن وُجد الإنسان على الأرض والشّمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، ولم يحدث أن رأى الإنسان العكس. وشروق الشّمس وغروبها، علميا، لا يعني شيئا، فظاهرة الشّروق والغروب مرتبطة بالإنسان وهو يراقب السماء من نقطة محدّدة على سطح الأرض، وهذه الظّاهرة تُصبح غير ذات معنى حين نأخذ الكرة الأرضيّة بأكملها. فالشمس لا تشرق ولا تغرب، بل الأرض هي التي تدُور حول نفسها، فيحدث بذلك تداول النّور والظّلام، أي ما إتفق العرب على تسميتهما بالليل والنهار. ولكنّ العقلية الدّينية أبعد ما تكون عن العلم والتّفسيرات العلميّة ولها نظرة بدائيّة ومتخلّفة للشّمس على أنّها هي التي تدور حول الأرض. إذن، من المنظور العلمي، الشّمس لا تأتي ولا تذهب أصلًا لكي يزعم أحدُهم أنّ ربّه هو الذي يأتي بها من المشرق ويغيّبها في المغرب.
ثالثا، لنفترض أنّ الله الذي يتحدّثون عنه ليس خرافة بل حقيقة وأنّه موجود فعلًا. نحنُ نرى الشّمس تطلع علينا كلّ يوم من الشّرق وتغرب في الغرب ولم نر أيّ تغيّر لهذه القاعدة وليس هناك أيّ دليل يُثبت أنّ هذا الله هو الذي، بإرادته أو بيده، يُحرّك الشّمس بهذه الطّريقة. فإذا كان من يزعمون ذلك يريدون تحدّينا، فيجب عليهم أن يُثبتوا لنا أنّ ربّهم هو الذي يحرّك الشّمس بهذه الطّريقة. ففي غياب هذا الله الذي لم يره أحد وفي غياب دليل ملموس على تأثير هذا الشّبح في الشّمس، يمكنني أن أقول مثلا أنّ وحش الإسباجيتي الطّائر هو الذي يتحكّم فيها ويسيّرها كما يريد ويشتهي دون أن يستطيع أحدٌ من المؤمنين بالخرافات الدّينيّة تكذيبي.
عندما نحلّل المقولة بهذه الطّريقة، نتبيّن زيفها وتهافتها، وأحسن ردّ يمكن قوله لمن إعتادوا على ترديد هذه الحجّة الزّائفة هو الآتي: أطلبوا من ربّكم أن يظهر لنا وأن يأتي بالشّمس من الشّمال أو من الجنوب لنعرف أنّه موجود وأنّه هو الذي يتحكّم فيها... فإن فعل فيمكنكم وقتها تحدّينا بأن نأتي بها من الغرب.
فهل هناك من سيحاججنا بعد اليوم بهذه الخرافة الفاشلة؟

-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فليأتوا مثل أشعار المتنبي
عماد ضو ( 2015 / 6 / 10 - 13:18 )
قل لان اجتمع الإسلاميون جميعا فلن يأتوا ببيت من شعر المتنبي


2 - اتفق معك اخ عماد
رافد رامز ( 2015 / 6 / 10 - 15:53 )
الله يتحدى الانس والجن ان يأتوا بمثله
لو طلب مثلا من عدة طلاب كتابة اطروحه في موضوع معين سياتي كل واحد باطروحته بنفس الاسم ولكن بمحتوى وطريقه سرد مختلفه عن الاخرين ان هذا الاختلاف لايعني وجود اطروحه احسن من الاخرى الا من خلال المحتوى العلمي وحسب مصادر المعلومات المتوفره اما التمايز فيظهرمن خلال قابليه كل شخص في السرد والكتابه والتعمق في البحث والتحضير
لايمكن الطلب من اي كاتب ان يكتب مثل شكسبير لان لشكسبير قابليه في التعبير فريده يصعب تقليدها ولكن هذا لا يعني عدم وجود من هو احسن منه او ينافسه ومثل ذلك مثل طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وانشتاين وابو العلاء المعري وابن سينا وغيرهم. التمايز بين الاشياء طبيعي التعصب والانغلاق هما الشواذ
العلم والتعلم والمعرفه هي ما يسعى لها الانسان
تحياتي


3 - تحية اخ رافد
عماد ضو ( 2015 / 6 / 10 - 19:15 )
التعصب والإنغلاق هو السمة السائدة لمعظم المسلمين في وقتنا المعاصر ولا أدري السبب

اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa