الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأيي.. ورأي الآخر

مُضر آل أحميّد

2015 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"أحترمُ رأيك"، جملة كاذبة، شكلاً ومضموناً، يقولها الجميع حتى بات يخيّل لي-لولا أن الجميع يقتل الجميع- بأنّ الجميع يحترم رأي الجميع. لا يحترمُ غالبية من يقولها، او يكتبها، رأي من تُقال له؛ بل يمقت الرأي ويحتقره هو وصاحبه. أنا لا احترم أراء الجميع، احترم حق الجميع بإبداء أراءهم بالطبع، ولكن لا يعني ذلك أنّ علي احترام أراء الجميع! والجملة غبية في مضمونها أيضاً، فلو كنتُ أحترم رأيك لاحترمته لأنه صحيح، وليس لأن شعرك أسود وعيونك عسلية، وبالتالي لما احتجت الدفاع عن رأيي و لاتبعت رأيك الصحيح!
يرسل لي بعض من أحترم حقّهم في ابداء أراءهم من الناس، برقيّات مطوّلة ينتقدون فيها كتابي "تفكيك داعش"، او مقالاتي التي تنتقد هذا او ذلك. والمشكلة ان أراءهم تلك تستند على ما قرأوه خلال دقائق على مواقع التعليب الانترنتية، والمقتبسة عن كتب تم تأليفها قبل عقود، أو قرون. وكأننا نكتب لمتعة ابداء الرأي. يقتبسون لنا من كتب لو كُنّا نعترف بأهليّتها في وقتنا الحاضر لما كنّا كتبنا أصلاً.
ان الذين يحترمون جميع الآراء لا يحترمون اراءهم، أو لا يثقون بها وبقاعدتها المعرفية. وهم أصدقاء الجميع يستجدون جمع الإعجابات والمعجبين، بغض النظر عن نوعية جمهورهم، أو مدى تخلّفه.
أمّا الذين يحترمون عقولهم، وعلمهم، ومعرفتهم لا يحترمون الآراء، بل يحترمون الحق في ابداءها. يدافع اولئك عن أراءهم بكل ضراوة ويقين حتى يتبين لهم ما أثبت علميّا وموضوعيا أنه أصح منها. وأنعشوا مخيلاتكم ببعض الخيال، تخيلوا معي لو أنّ داروين احترم رأي الأسقف سامويل ويلبرفورس فعدل عن نظريته وتخلى عنها. او أنّ القضاة احترموا رأي محامي الدفاع. أو تخيلوا لو احترمت الحكومات العربية أراء شعوبها!
نعم، فليس احترام الآراء فضيلة، إنّه ملجأ المتخبطين. لسنا نسهر الليالي الطوال نقرأ الكتب وما عليها من النقود، وما على النقود من نقود، لنحترم آراء من قرأ عن الموضوع مقالة أو اثنتين. اقرأوا فإن اقنعكم ما قرأتم، خذوا به. وإن لم تقتنعوا به فاسألوا واستفسروا أو فأتركوه الى غيره. أمّا من أراد ابداء رأيه في مقالة، او بحث، او كتاب صدر أو سيصدر، فليختبر ما نختبره لنخرج بفكرة مستندة على الأدلة. فليترك اللهو، واللعب، وليقضي عشرات الساعات او مئاتها يقرأ في موضوع واحد. ثم فليكتب مقالة موضوعية أو ربما يؤلف كتابا ينقد ما نقول وليسمه، مثلا، "ردُّ السيّد على المبتدع مُضر آل أحميّد"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة