الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 12
المجتمع المدني


تصدر المشهد في الآونة الأخيرة ، شعار المصالحة الوطنية ، فلا يطل علينا سياسي ، إلا و المصالحة الوطنية ، تأخذ في خطابه من المساحة حصة الأسد ، ولا نعلم حقيقة ما سر هذا التوجه المتفق عليه ، بتوارد الخواطر أو الغيرة ولوازم البرستيج السياسي الموسمي الجديد فالكل يتحدث عن المصالحة الوطنية 00 أهميتها كضرورة لانتشال الوطن من ضياع وشيك محتمل ، أمام تحديات أمنية لا يمكن السكوت عنها والاستهانة بها في حال من الأحوال ، ولا نعلم لماذا هذا التوجه المفاجئ نحو المصالحة الوطنية ، ولا السر الذي يكمن خلف هذا الاتفاق الغريب . ولا أبتدع جديدا حين أقول أن اتفاق سياسيينا على أمر بعينه ، يطرح عشرات الأسئلة الموضوعية ، فقد تعودنا منهم الخلاف والاختلاف بل حتى العداء المعلن في أحيان كثيرة . أما هذه المرة فاعذروني ، فإني سأعمل على وفق مبدأ ، " سوء الظن من حسن الفطن " كما قيل، فإن وراء الأكمة ما وراءها ، وما عهدنا منهم اتفاقا جماعيا على أمر حسن . هل أصبحت مصائر الناس وأرواحهم وأرزاقهم ، تجارة يتربحون منها ، أولم يكفهم خيرات الشعب التي انتهبت وضاعت لعشرات السنين ، لبناء إمبراطوريات مالية مرعبة في البنوك العالمية والإقليمية ، هل فتح في المصالحة باب جديد للفساد المالي ، أم أنها الباب الجديد المفضي إلى المصالح الدعائية الانتخابية . خلوا هداكم الله بين المصالحة وأهلها المخلصين الذين نذروا أوقاتهم وعناوينهم وما يملكون من مال حلال بسيط ينفقون منه ما يستطيعون في سبيل تحقيق هذا الهدف الأسمى ، فهم له كفء ، ولا نبخس لمخلص حقا إن كان فيهم من يسعى مخلصا من أجل مصالحة حقيقية تقوم على أساس العدل والمساواة وإزالة الغبن وإرجاع الحقوق السليبة إلى أهلها ، فقد اغتصبت حقوق الكثير من المهمشين من العناصر الخيرة التي لم تلوث أيديها بحرام من دم أو مال ، ولم يلوثوا أسماءهم الناصعة بفعل شائن واحد . هؤلاء من يجب إنصافهم والمصالحة معهم ، والكثير من المظلومين المسحوقين من ذوي الكفاءات العلمية الذين أهملوا وهمشوا وتركوا بلا تعيين ، نهب البطالة والأوضاع المادية القاسية ، وحل مكانهم أناس بلا تحصيل علمي مناسب ، أو مهنية لائقة ، وليس لهم من الامتيازات ، إلا قربهم من المسؤولين المتنفذين ، الأمر الذي ترك البصمة واضحة على عمل المؤسسات الحكومية بأجمعها ، فالإرباك والتخبط في عمل هذه المؤسسات والقرارات الارتجالية المتناقضة وغير المهنية ، أصبحت الطابع الغالب على عمل أغلب مفاصل الحكومة . من المؤسسة الأمنية ، وتخبط القادة العسكريين غير المهنيين قليلي الخبرة ، في الملفات الأمنية وقضايا السوق العسكري والخطط والاحترازات والتنظيم ، وتلك الفوضى في إدارة المعارك ، التي أدت إلى الهزائم والانكسارات وضياع زهاء نصف مساحة العراق الجغرافية ، قبل عام مضى . هذه الشريحة التي ذكرنا من ذوي التخصص المهمشين ، هم من يجب التصالح معهم ، وإعادة الاعتبار المعنوي لهم ، وإعطائهم فرصة تصحيح ما يمكن تصحيحه قبل فوات الأوان ولا يجب أن تأخذكم العزة بالإثم ، فالوضع خطر حقا والبلد برمته على كف عفريت ، فانزلوا من عليائكم قليلا وامنحوا الفرصة لغيركم كي يحاول أن يغير قبل فوات الأوان . والله من وراء القصد.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال


.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص




.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار