الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الانسانية

مهند احمد الشرعة

2015 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أين أريد الكتابة ؟ لا أعرف
ومن أريد أن أبدأ ؟ لا أعرف
وقبل أن أبدأ بالكتابة من الذي يكتب أهو العقل؟ أهو أنا؟ أهي أصابعي؟ أهي ذاتي الانسانية ؟ أهو الوحي؟ أهو فيض الهي؟ لا أعتقد ذلك كل ما بالامر أنني هدمت السد الذي يفصلني عن اللاوعي بكؤوس من صفراء لذة للشاربين ليبدأ السيل يتدفق أبحث في هذا السيل عن صور لأمثل بها الواقع الأسود أحيانا يحالفني الحظ وكثيرا ما أبوء بالفشل ولكن ما الذي يهمك أنت من ذلك؟ هل ستقرأ هذه السطور أم أنك ستمر عنها كأعمى أو ستغض البصر عنها كأنك رأيت فاحشة واثما كبيرا ثم ما فائدة هذه السطور هل ستبقى كألواح جلجامش؟ هل ستحفظ؟ هل سيعتنى بها وان اعتني بها ألا يجب علي بأن أشك بوجود المعتني بها كما أشك بوجود هذه السطور وصاحبها وعالمه؟
لماذا نقرأو نكتب ولماذا نعتبر أنفسنا ومن هم حولنا بشر أيعقل أنهم بشر أم أنهم مجرد خيال كاذب تخدعنا حواسنا وعقلنا به؟ ثم ما فائدة هذا هذا الكلام وما علاقته بما أريد أن أقوله أترك هذا وذاك لي ولك.
في عالم السقوط من الانسانية المتداخل مع عالم الارتقاء بالانسانية رأيت عجوزا فقيرة أتت من بلد أكلته النيران أبناؤه في هرج ومرج يتقاتلون وقتلى الفريقين يدعوا بالشهداء أيعقل هذا ؟ نعم فقد اختلط الحابل بالنابل ولم يعد يميز المرء العادي الصورة المتداخلة ولن يستطيع رؤية الحقيقة الا اذا تحرر من أغلال يبجلها.
من تلك الأرض أتت تلك العجوز حاملة معها بناتها الثلاث أما أبناؤها فقد قدمتهم قربانا للنار الملعونة أتت وليس معها سوى ملابسها وبناتها من أين ستأكل العجوز من أين ستطعم الفتيات من أين ستعيش؟
استقبلها أبناء البلدان الشقيقة بكثير من الترحاب وزعوا على بناتها الابتسامات والغمزات ونسوا أن يوزعوا عليهن الخبز وجه الفتيات يحمر خجلا طأطأن رؤوسهن بحثا عن حفرة يضعن رؤوسهن بها أبناء البلاد الشقيقة لم يطعموا العجوز وبناتها فقد أكلوا بناتها بنظراتهم الشرقية الشبقة نسوا أن يشربوهن الماء الصافي من الأفواه وتمنوا أن يسقوهن مائا خارجا من الصلب ليخالط ماء الترائب وكما قلت لكم انهم ابناء البلدان الشقيقة أهل الكرم والنفط والملح.
أسكنوا العجوز وبناتها في خيمة وأعطوا العجوز منا وسلوى وعسلا خلطوه بسم أقوالهم ترددوا على الخيمة داخلين وخارجين يبحثون عن ابتسامة من احدى الفتيات يأكلون أجسادهن بعيونهم القذرة التي يملأ رموشها الشيب ينظرون الى أجسادهن كبلد يجب أن يغزى والى صدورهن كقلعة يجب أن تسقط العجوز فرحة ولا تعلم عن النية الفتيات كالخرس لا ينطقن يردن أن يأكلن لا أكثر يردن أن يعشن لا أكثر من ذاق طعم الحرب ورأى الموت قدر الحياة أليس كذلك ؟ سترون أنكم مخطئين.
أحد الكهول المترددين على العجوز لم يعد يتحمل سيفه لم تممسه الدماء فاطمة الكبيرة أيعقل أن تكون قربانا ولكن عمرها 17 سنة فربما يكون الدرع سميكا غادة بنت الخمسة عشر جيدة ولكن الصغرى أروعهن ودرعها ضعيف عليها وقع اختيار الكهل ابن الستين عاما على عائشة وقع الاختيار.
أرسل الى العجوز احدى النساء وأنتم تعرفون ما هي الصفة المطلقة على هؤلاء النسوة وأرسل معها رسالتين الاولى ترغيب والثانية ترهيب وصلت الامرأة الى العجوز اعطتها الرسالة الاولى فرفضت فأعطتها الثانية فاحتارت عرفت عائشة بالامر فقبلت خافت على أمها واخواتها من التهجير خافت عليهن من الجوع للحرب قدرة بجعل الصغار كبارا ذهبت عائشة مع الكهل الى مدينة تقع عند ما وراء الكثبان ليطعن الكهل عائشة طعنة لا تشفى.
وكما حلت اللعنة على عائشة فقد حلت على أختيها اختطفهن ابناء العواهر كهول مدن الملح ساقوهن كجواري لتبقى الأم وحيدة لا سند ولا معيل فقدت الاتصال مع بناتها الزوار الذين كانوا لا يتركون الخيمة لم يعودوا أضحت تخرج تبحث في الجمعيات عن لقمة تسد رمقها ولكن ما جدوى ذلك فقد ذهب رأس مالها كما يقول أحد رؤساء الجمعيات العجوز التي كانت تستقبل بالابتسامات من ابناء البلدان الشقيقة أضحت تستقبل بالشتائم.
أحد رؤساء الجمعيات قبل الحرب لم يكن يملك ما يدرس به ابنائه لم يكن يقدر على تسديد ديونه البنك يهدده الناس تهدده وقعت الحرب واستطاع أن يصبح رئيس جمعية خيرية وبأيام معدودات أصبح يمتلك ثلاث سيارات أبناؤه يدرسون ويعملون معه الجمعية أصبحت اقطاعيته أي عهر يمارسه ابن العاهرة بحق البشر؟ اسحب الاهانة فخاله رئيس لأحد الفروع.
اربع سنوات والعجوز تتسول لا الطعام موجود ولا خبر عن بناتها موجود وبيوم من الايام أتت بناتها الثلاثة عانقتهم ومطر من الدموع من اربعة عواصف تجمعن بعاصفة واحدة الام تؤنب وتبكي والفتيات يبكين الام تسأل :لماذا؟ ((وللماذا وجوه عدة))
-باعونا يا أماه من حضن لحضن انتقلنا من محتل لمحتل سقطنا من لحية للحية وقعنا دمائنا سالت دموعنا سالت شرفنا ذهب ليغوص في ارض الرمال.
الام تكاد أن تجن قدمت ابنائها قربانا للنار بالامس واليوم قدمت بناتها قربانا للرمال.
ورئيس الجمعية ما زال يركب سياراته الفاخرة ما زال ابناؤه يعملون ولا يعملون ما زال وابنائه يرمون نصف طعامهم في المزابل.
أما الام وبناتها فقد أدركوا أن الموت هو الطريقة الوحيدة للنجاة من العذاب ألم أقل لكم أنكم مخطئون؟.
ولكن هل سيهمكم ذلك هل ستقرأون هذه السطور هل ستفهمون المغزى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال