الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن هزيمة التنوير في العالم الإسلامي !

صلاح يوسف

2015 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرأت مقالاً جيدا للكاتب هشام حتاتة حول علاقة المثقفين بالتنوير، وبعدها قرأت له هجوماً على الباحث التنويري سيد القمني لأن الأخير اتهمه بسرقة " بنات " أفكاره.
رابط المقال:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=469942

والحقيقة أن قيام نزاع على الأفكار التنويرية في حد ذاته أمر مؤسف، ذلك لأن المفكرين والفلاسفة والمناطقة والباحثين قد فشلوا عبر التاريخ في نسف أوهام الدين الإسلامي، فقد ساهم ابن سينا إمام الملاحدة في عصره في مكافحة الميتافيزيقا، وكذلك ابن الرواندي والمعري وأبو حيان التوحيدي والعشرات غيرهم، إلا أنهم جميعاً هزموا أمام الخطاب السلفي الذي يستند إلى النصوص المقدسة.
وفي العصر الحديث حاول طه حسين أن يقرأ شيئاً من المسكوت عنه ولكنه عاد وتراجع أمام حملات التكفير فكتب " الوعد الحق " !!
أما الروائي نجيب محفوظ فقد أبدع روايته الأثيرة " أولاد حارتنا " فلم يسلم من طعنة سكين !!!
وعندما قام المبدع والباحث فرج فودة بقراءة تاريخ الخلافة الإسلامية قُتل ولم يخرج في تشييع جثمانه سوى عشرات !!!!
أما الإسلاميون في لبنان فقد كانوا بالمرصاد للمفكر والباحث الشيوعي حسين مروة، فتم اغتياله بالآية ( قتل الخراصون ) .. أي المشككون !!!
وكذلك عاد الكاتب الروائي المبدع الطاهر وطار إلى مجاملة الإسلاميين قبل موته.
وخلاصة القول أن ثمة مشكلة كأداء تعترض طريق التنوير أمام وحشية الخطاب الديني وسخافته وتجارته بالأوهام والشعوذات والأضاليل.
لا سيد القمني ولا هشام حتاتة سينجحون في تحقيق أي تقدم أمام جحافل الجهلاء الذين لا يكفون شرهم عن المجتمع بل يتكاثرون ويتناسلون لكي يفاخر بهم محمد يوم القيامة !!!

لقد أدركت سلطات الفساد والاستبداد منذ عصر الأمويين، أهمية تعليم العقيدة الإسلامية للأطفال لأن العلم ( يقصدون الدين ) في الصغر كالنقش في الحجر ! فتعليم الخرافات والقوى الخارقة يدمر مباديء تكوين العقل العلمي الذي كافح فؤاد زكريا لأجل حمايته دون جدوى !!
عالم الاجتماع الياباني أوتوهارا كتب بعد خبرة 40 عاماً في المجتمعات العربية ( العرب متدينون جدا فاسدون جداً ) وهنا تكمن عبقرية أوتوهارا، فقد اكتشف السر الذي عجز عنه التنويريون في بلادنا، وهو علاقة التدين بالفساد، وهو الأمر الذي حاولت إيضاحه خلال خمس سنوات من مساهمتي مع 4000 صديق ومتابع على الفيسبوك وللأسف فقد كانت النتائج لا تعدو بعضاً من علامات الإعجاب، لكن مع ظهور تيار لدى الباحثين الغربيين يؤكد بأن أخلاق النبي محمد هي أحد أسباب فساد المسلمين بوجه عام، وما حادثة شارلي إيبدو إلا دليلاً على أن رسامي تلك المجلة قد هرسوا للمسلمين دملاً يفيض صديداً !!

أكثر ما أعجبني في الفيلسوف الإنجليزي بيرتراند راسل هو شغفه بتدمير البديهيات، بينما في بلادنا ما زال العامة يعتقدون أن ثمة مخلوقات وكائنات غير مرئية تتدخل في حياتهم، وأن البحر يمكن بعون الله أن ينشق بضربة عصا، كما يمكن لله أن يهلك قرية بأطفالها وشيوخها من أجل ناقة، وأن نبياً قد دعا قومه للإيمان 900 سنة ولما لم يستجيبوا شكاهم إلى الله الذي قرر أن يثأر لنبيه فأغرق الكون بما عليه !!!
بمعنى آخر أن تصديق العقيدة وخوارقها يؤدي إلى تكون عقل لا علمي، أو بمعنى أدق سخيف، لا يدرك حجم السذاجة والغباء في متعلقات وحيثيات القصص الديني، وهو ما ينقلنا إلى سؤال آخر أكثر خطورة، وهو كيف يمكن إنارة عقول من هذا النوع ؟؟!
ثمة إشكالية حقيقية هنا لم يتطرق لها أحد من قبل، وهي هل يمكن تنوير العقول الغيبية الفاسدة ؟! هل يمكن تنوير البلهاء ؟؟!
من واقع تجربتي لمدة خمس سنوات على التفاعل اليومي في مواقع التواصل، أؤكد للأستاذ هشام وللأستاذ القمني غياب أي لغة مشتركة مع القوم يمكن من خلالها تطوير أفكار جديدة تتعلق باحترام حياة الإنسان وحقوقه في هذه الحياة لا سيما حقه في اختيار طرق تفكير علمية مثلما فعلت الأمم التي تقدمت.

لكن يوجد عوامل أخرى لفشل التنوير، مثل ضخامة وشراسة الآلة الإعلامية للدين، فمقابل كل مقال توجد مئات بل آلاف المواقع التي تبث السموم وخزعبلات الإعجاز العددي والعلمي للقرآن.
في الحقيقة أن التنوير في بلادنا يجب أن يبدأ من حيث بدأ كوبرنيكوس، ذاك أن القرآن يعتبر الأرض مسطحة وأنها ثابتة لا تدور وأن الشمس هي التي ( تجري لمستقر لها )، أما بخصوص منظومة الأخلاق التي تؤسس لها عقيدة الإسلام فهي ماثلة أمامنا في الرشوة والفساد ونهب المال العام والعداء للعلم وتزوير مصطلحات العلم والعلماء لكي تنسب إلى حفنة من الأغبياء والآفاقين والدجالين بحسبان الدين " علم " وأن العارفين به " علماء "، دون أن يخترعوا شيئاً أو يبتكروا شيئاً أو يبدعوا أمراً.
أما أخلاق النبي محمد كما أوضحتها كتب التراث السني، فقد أسست للإجرام المقدس، سواء في مذبحة بني قريضة، أو في طلاقه لزوجته سودة بنت زمعة فقط لأنها شاخت !!! ولا ننس قيامه باغتصاب صفية ليلة قتله لأبيها وزوجها أو في تشريعه لاغتصاب وسبي نساء الكفار المهزومين في الحرب، وهنا على الفلسطينيين أن يشكروا اليهود لأنهم لا يغتصبون بناتهم وزوجاتهم كما تفعل داعش في اليزيديين والدروز أو كما فعل نبيهم محمد يوم أوطاس !!

في الختام لا نعلم ماذا سيكون مصير التنوير مع تناسل المتخلفين والجهلاء، وعشرات الفضائيات وآلاف المواقع هذا خلاف تثقيف الأسرة والمساجد والشارع، فكل شيء يدعو للإحباط، ولكن ثمة خيط رفيع قد يضيء النفق، فلا يمتلكون الآن إحراق الصحف الإلكرتونية ومواقع التواصل كما حرقوا كتب ابن رشد !

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتيأس فأفكارك التنويرية تصل وتنور
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 6 / 13 - 08:57 )
الأخ صلاح يوسف:

رغما عن تناسل المتخلفين وتصدر المهابيل للفضائيات أنت تنويري ورسالتك تصل لناس كثر فلا تيأس.

عقلانيتك وعقلك مهمان جداً في هذا الوقت العصيب فلا تترك سفينة التنوير التي تقودها مع العمالقة الكثر أمثال الدكتور القمني والنجار وصلاح يوسف.

لاتستهين بقوة عقلك ولاتترك محبينك الكثر اللذين ينتظرون كتاباتك التي تهدم أسوار هذا الدين الغبي الذي يقيدنا.

مع التحية والتقدير دوما...


2 - الأخ المحترم محمد أبو هواش
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 09:31 )
لا شك بأن غيوم الإحباط ثقيلة، فمدارسنا وجامعاتنا تخرج الدواعش من خلال تعليم العقيدة والفقه والسيرة والأمر يحتاج إلى جيش من البحاثة التنويريين كما حدث في ثورة أوروبا الثقافية .. أحاول هذه الأيام إنتاج أول كتاب بعنوان ( لماذا لست مسلماً ؟! ) والذي سيكون متاحا كنسخة مجانية على الإنترنت وهنا في مكتبة الحوار المتمدن .. شكرا لمرورك يا غالي وتقبل محبتي


3 - الله وكل انبياءه لم يتوقعوا وجود الجراثيم في
ال طلال صمد ( 2015 / 6 / 13 - 10:39 )
الاخ الفاضل تحيه عراقيه عطره
اننا جسم واحد وافكارنا هي واحده وهدفنا واحد وهو من اجل ان يكون الانسان سعيدا مكرما حرا في بلاده يحكمه قانون موحد بعيدا عن الشريعه والمعممون الطفيليون
تصور طبيب مسلم عربي في بلاد الغرب يتكلم عن طب النبي ويفضله على الطب الغربي الحالي - انني اصبت بالحيره والاحباط - كيف لي ان اقنعه بغلطه
وان نبيه نفسه - ان وجد - كان امي جاهل لا يفقه شيء و
ان الله وكل انبياءه والكتب السماويه والقران وكما يدعون لم تات على ذكر الجراثيم مطلقا
ولا احد يعرف عنها شيء ولا احد يعرف اسباب الامراض والبشريه كلها كانت تنتظر الهولندي انتون ليفنهوك لكي ترى من خلال مجهره الجراثيم ومن ثم عرف الانسان الغربي ان سبب الامراض هي بعض الجراثيم
انني مثلك متفاءل ومن سار على الدرب وصل رغم ان امريكا وكل اعداءنا متحالفون مع المعممون وادواتهم من الحكام على اسكات كل صوت شريف -ولا ننسى ما يعاني راءف بداوي في سجون السعوديه وشريعه الاخوان الوهابيه - وشكرا -اسلم لاخيك - ال طلال


4 - ازرع ولاتهتم......
اوشهيوض هلشوت ( 2015 / 6 / 13 - 10:41 )
سيد صلاح صباح النور...ليس من المنطق ان تزرع .... وتنتظر المحصول الجيد بعد وقت وجيز بل فقط الق بذورك وانصرف ستنمو بعد مدة قد تطول لكنها اكيد ستنمو (اتوقع بعد نهاية النفط في كيانات الخليج المؤقتة ..)
تحياتي الخالصة


5 - رد إلى آل طلال صمد المحترم
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 11:27 )
نعم هذا ما أود قوله .. درجة التقديس لدى المسلمين عالية جداً لدرجة أنها تغلف العقل بجدار فولاذي سميك مضاد لأي فكرة مهما كانت جيدة .. هم يعتقدون أن محمد كان طبيباً رغم أنه هو نفسه مات مسموماً .. ليست فقط قضية رائف بدوي بل قضية ضعف التنوير واستعلاء وقوة خطاب التخلف، لكن مهما طال الزمن فإن التنوير لابد له وأن يحقق أهدافه خاصة في ظل الانفتاح الهائل لوسائل الإعلام الإلكتروني .. دمت يا طيب لمرورك الجميل


6 - السيد اوشهيوض هلشوت المحترم
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 12:21 )
منذ سنوات طويلة لا أشك في حكمتك ورجاحة عقلك، لكن ما يحدث على الأرض هو العكس، أي كلما كتب التنويريون كتبا أو مقالات كلما استفحلت قوى الظلام، وأظنك تدرك عاملا مهما أشرت إليه بقولك ( عندما ينتهي النفط ) وهو كلام صحيح طبعا، وإلا من يمول وسائل الإعلام الرهيبة من مواقع وفضائيات وبناء مساجد ودور تحفيظ للقرآن سوى دويلات النفط.
شكرا لمرورك ودمت بود


7 - الامل نور
سناء نعيم ( 2015 / 6 / 13 - 13:22 )
ختام المقالة مسك ،فرغم سوداوية المشهد الاان الامل باق في انتصار ثقافة التنوير على ثقافة التحمير التي زرعها الكهنة في خلايا جسم هذه المجتمعات البائسة والمنافقة
قبل أيام اعلن الروائي الجزائري رشيد بوجدرة الحاده عبر التلفزيون فقامت ضده ثورة هوجاء من ال-مثقفين -قبل الدهماء مما حدا به للتراجع عن تصريحه ذلك موضحا انه مسلم أنه وقع ضحية خدعة نصبتها له المذيعة
حزنت كثيرا لهذا التراجع المهين لشخصه ولتاريخه كأديب رغم انه لم يسيء للاسلام بل عبر عن قناعته الإلحادية بأدب واحترام لخصوصية المجتمع لكن الخوف من ردة فعل مجتمع هائج تجعل المرء يفضل الصمت او المداهنة على التعبير الصريح وتلك مأساة مجتمعاتنا
لكن نور الصبح سينبلج رغم الظلام الدامس الذي يلفنا من كل جانب
تحياتي


8 - يستحيل اسقاط الامل
محمد البدري ( 2015 / 6 / 13 - 13:38 )
لا أملك سوي الاصطفاف معك في طابور الاحباط والمحبطين الا ان الامل لدينا يكمن في القول بان التغيير حتمي لا محالة مهما تعطلت مسيرته، ورحل دون تحقيق تغيير كثيرين من امثال ابن سينا قديما وحتي فرج فودة حديثا. ربما كان الثمن المطلوب دفعه غير كاف وربما كان تأثير القوي المحيطة من الخارج والاخري الفاعلة من الداخل أما عاتية في الاولي بعقلانية وبفساد وافساد في الثانية لكن بلا جدال فان التغيير حتمي وهو ما سوف نبحث عن كيفية الامساك بخيطه من جديد. احداث المنطقة الانية تحمل خرابا كثيرا للجميع دون استثناء بسبب تلاحم قوي داخلية هي ذاتها الحامية للاظلام والجهل وانعدام العقلانية وانكشف تورطها اللااخلاقي في الاحداث الجارية وأخري خارجية تعلم عن يقين ان بقاء الحال من المحال. ويبقي السؤال هل وصل كلام ابن سينا الي اعداد من البشر مثلما وصل خطاب فؤاد زكريا الي ملايين حاليا. فلازالت لدينا امكانية الحشد بسبب ادوات فقدها الاقدمون ونتمتع نحن بها. فربما كان اول الخيط هنا فليس من امل إذن الا الوصول بالعدد الي الحد الحرج. تحياتي ايها الصديق العزيز صلاح يوسف ولا تحرم القارئ من اي بصيص ضوء هم في اشد الحاجة اليه


9 - يحاولون التشويش على الصحف الإلكترونية دون جدوى
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 6 / 13 - 15:08 )
سيدي الفاضل صلاح يوسف

وردت بعض الأفكار في مقالك وتعليقات الكرام

مثلا: أخلاقيات محمد ومذبحته في حق بني قريظة، محاولة طلاقه لسودة التي تنازلت عن ليلتها لعائشة، عدم قدرة الإسلاميين حرق المواقع الإلكرونية كما فعلوا بكتب الأولين، بانتهاء النفط سينتهي تمويل وسائل الإعلام الإرهابية....
.
شخصيا قرأت هذه الأفكار عند الكثير من الكتاب، وهي تتكرر في التعليقات اليومية، فهل سنقول إنكم تسرقون من بعضكم؟

مقال السيد هشام حتاتة لم يكن موفقا للأسف
نحن نتمنى أن يتوحد العلمانيون ويجتمعون على هدف محدد معروف لا على تسقيط هذا وذاك

الدكتور القمني قامة عالية، ويجب أن نشكر الظروف التي أوجدته في هذا الزمن العصيب ليساهم في دق المسامير في نعش الإرهاب رغم ما يتعرض له

كما نعرفك قولك صادر عن فكر حازم عنيد لا يلين
أرجو أن تواصل حضورك فغياب أحدكم ليس من صالح المسيرة العلمانية

كما أناشد أخانا الأستاذ الكبير الفاضل ( محمد البدري) أن يعاود نشاطه في مقالات وليس في تعليقات فحسب
الأستاذ محمد أحد الراسخين في ميدان الفكر والرأي السديد

تشكر جهودكم والسلام عليكم


10 - يحاولون التشويش على الصحف الإلكترونية دون جدوى
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 6 / 13 - 16:32 )
الفاضل صلاح يوسف

وردت بعض الأفكار في مقالك وتعليقات الكرام

مثلا: أخلاقيات محمد ومذبحته في حق بني قريظة، محاولة طلاقه لسودة التي تنازلت عن ليلتها لعائشة، عدم قدرة الإسلاميين حرق المواقع الإلكرونية كما فعلوا بكتب الأولين، بانتهاء النفط سينتهي تمويل وسائل الإعلام الإرهابية....
.
شخصيا قرأت هذه الأفكار عند الكثير من الكتاب، وهي تتكرر في التعليقات اليومية، فهل سنقول إنكم تسرقون من بعضكم؟

مقال السيد هشام حتاتة لم يكن موفقا للأسف
نحن نتمنى أن يتوحد العلمانيون ويجتمعون على هدف محدد معروف لا على تسقيط هذا وذاك

الدكتور القمني قامة عالية، ويجب أن نشكر الظروف التي أوجدته في هذا الزمن العصيب ليساهم في دق المسامير في نعش الإرهاب رغم ما يتعرض له

كما نعرفك قولك صادر عن فكر حازم عنيد لا يلين
أرجو أن تواصل حضورك فغياب أحدكم ليس من صالح المسيرة العلمانية

كما أناشد أخانا الأستاذ الكبير الفاضل ( محمد البدري) أن يعاود نشاطه في مقالات وليس في تعليقات فحسب
الأستاذ محمد أحد الراسخين في ميدان الفكر والرأي السديد

تشكر جهودكم والسلام عليكم


11 - الأستاذ صلاح يوسف المحترم
فاتن واصل ( 2015 / 6 / 13 - 17:22 )
غيبة طويلة واختباء ليس مسموحاً به لمن هو في مثل استنارة عقلك ورسوخ أفكارك وتقدمها، لذا فلابد أن تعوضنا عن فترة الغياب تلك. أما عن ما احسسته من تساؤمك في السطور الأولى من المقال، فلا أجد أنك محق فيه بل على العكس، فأنا من المتابعين لصفحتك ولآرائك الجريئة على الفيسبوك، وأجد أن لك الكثير من المتابعين والذين يعبروك قدوة في كسر المألوف وتمزيق المسلمات إرباً، كما أن هناك من الاصدقاء المشتركين فيما بيننا والذين قد لاحظت أنهم تأثروا بك وبقوة.. لذا فرجاءً لا تفقد الأمل لئلا تؤثر سلبا على من تعلموا منك وانفصلوا عن السرب بسببك.لابد أن نعرف جميعاً ونعترف أن الظرف الاجتماعي والاقتصادي وحالة التعليم وحالة الاعلام لا تشجع على أي تغيير في الذهنية ولكن لابد أن نظل مستمرين لأنه كما قال الاستاذ البدري ان التغيير حتمي لا محالة مهما تعطلت مسيرته : .
تحياتي وتمنياتي لك بدوام العزم والعزيمة وقوة القتال، وأن يظل قلمك حاداً باتراً كعادته.


12 - عبثيه الحياه
على سالم ( 2015 / 6 / 13 - 18:07 )
الاستاذ صلاح ,اقدر شعورك واحباطك ويأسك من قهر التيار البدوى المظلم ,انها العشوائيه يا عزيزى التى تلام على كل كوارثنا ,العشوائيه التى حبت اماكن فى العالم بالموارد الطبيعيه الهائله واماكن اخرى جدباء وخرباء والناس فيها يتضورون جوعا ومرضا ,لقد حبت الطبيعه العشوائيه بمصادر الطاقه اماكن مثل السعوديه الهالكه بفيض لاينضب من النفط ,ايضا من السخريات ان يمنحهم كل عام اموال توازى اموال النفط الا وهى اموال الحج النجس حيث يتوارد ملايين البلهاء والاغبياء والذين لايتحدثوا لغه العرب النكداء لزياره ارض البؤس والحجر الاسود وتقبيله والطواف ورمى الشيطان اللئيم بالاحجار ,يالها من عبثيه ومجون ,مع ذلك اقول لك ان عامل الزمن والتواصل وتكنولوجيا المعلومات قوى وفعال والشيوخ يعلموا ذلك وهم فى رعب شديد وهلع ,انهم يعلموا انهم بدو كذبه ومجرمين وافاقين ولصوص ولوطيين


13 - كيف تنظف زبالة الف ونص سنة بأيام !!
يحيى طالب ( 2015 / 6 / 13 - 19:20 )
عزيزي الغالي قلتها سابقا بان زبالة صلعم ومخلفاتها ولمدة الف و500 عام ولمئات الأجيال لايمكن كنسها في ايام وليالي وبضع سنوات لكن المهم بدءت المسيرة واليمشي يوصل كما تقول الآية الكريمة! وماهي الا مدة زمنية سريعة نسبيا بفضل النت تعالى وعقولكم المنورة للناس بكل شجاعة ستقضي على هذه الجراثيم والفايروسات لهذا الوباء العقلي المدمر - شكرًا لك ولموقع الحوار


14 - لا يا صلاح
السودانى ( 2015 / 6 / 13 - 20:28 )
بالرغم من كامل احترامى للظروف التى كتب فيها السيد صلاح مقاله هذا الا انى اعتقد انه اسرف فى تشائمه وفى تقديرى الشخصى ان عملية التنوير فى المجتمعات الاسلاميه تسير بوتيره مزهله وما تصاعد العنف فى الخطاب الدينى الا لشعورهم بقرب الهزيمه التاريخيه فى المعركه النهائيه . صحيح انه لم تبرز تنظيمات او شخصيات علمانيه تتبعها جماهير باعداد كبيره الى السطح . ولكنى لا حظت ان هنالك حوار مجتمعى ضخم حول الخطاب الدينى وهو فى حقيقة الامر عن الدين نفسه . وعندنا فى السودان بالرغم من انه احد اهم مراكز الرجعيه الدينيه فى العالم نسبه لسيطرة تنظيم الاخوان المسلمون عليه لاكثر من ربع قرن الا ان الناس اصبحوا يتململون من كل شئ له علاقه بالدين وهنالك مؤشرات واضحه الى تغير قناعات الكثيرين الا ان الخوف يحجب عنا القراءه الحقيقيه لسير عملية التنوير . تفائل اخى صلاح فكل الذين يسبون صلاح يوسف ورفقائه فى العلن فانهم يحبونهم فى غرارة انفسهم انا اعلم ذلك جيدا لانى كنت واحدا منهم


15 - تعقيب إلى المحترمة سناء نعيم
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 21:19 )
شكرا للمرور والتعليق. قضية رشيد بوجدرة كان من الممكن أن تتحول إلى قضية رأي عام، لكن للأسف الرأي العام متخلف جدا وهمج مثل الدواعش .. دعونا نلتمس له العذر فالرجل لا يريد أن يموت بسبب كلمة، لا سيما وأنه روائي وليس كاتباً تنويرياً كفرج فودة وحسين مروة والقمني وغيرهم. لكن كلامك بخصوص الروائي بوجدرة يشير إلى فظاعة ما نعانيه من ظلام حالك، وقد ذكرني بمقولة للمفكر الراحل إدوارد سعيد قال فيها ( لقد فشلنا كعرب في إنتاج مجموعة من المثقفين تنذر نفسها للقيم والمباديء والأخلاق ) وما مقالتي اليوم سوى تكرار للحقيقة التي قالها إدوارد قبل عشرين عاماً .. أي أننا محلك سر !!!


16 - الأستاذ والصديق محمد البدري
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 22:32 )
معك أننا مضطرون للشتبث بخيط من نور يمنحنا بعضاً من الأمل، لكن صدقني أن التنويريين في العصر العباسي الأول قد قاموا بتفكيك مسلمات العقيدة واحدة تلو الأخرى، ولو لم يتم طمس أو حرق تلك المؤلفات لكانت تغنينا وتثرينا في أيامنا هذه. ما يغيظ حقاً هو أن النصوص المقدسة تخدم السلفيين والدواعش، ولا تخدم ما يسمى بالإصلاحيين، أي أن أي محاولة لإصلاح الإسلام كما فعل نصر أبو زيد في مفهومه للخطاب الديني أو كما فعل عابد الجابري والأنصاري وأركون وطرابيشي وغيرهم في نقدهم لبعض روايات التراث لا يخدم التنوير بالمرة، فآيات الصفح الجميل التي يلجأون لها منسوخة بآية السيف .. عموما أكرر دعوة الزملاء لك بالعودة إلى المقال، فما تعرفه ليس قليلا وعلينا أن ننتقل خطوة للأمام في معرفة كيف يفكر عامة الناس رغم أننا نفهم حجم سطوة النص الديني على عقولهم.
شكرا للمرور والإثراء وتقبل تحياتي .. .


17 - السيد سامح حمادي المحترم
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 22:40 )
أعتقد أن جمهورا مثل جمهور الدهماء وثقافتهم الوضيعة بحاجة إلى تكرار بعض الأفكار الجوهرية، وقد عقدت العزم على إعادة توثيق بعض جهود التنويريين في العصر العباسي الأول، فقد جاهر بعضهم بإلحاده ورفضوا منطق القضاء والقدر ومبدأ خلق الكون، كما رفضوا بلاغة القرآن أو فصاحته، وما أحوجنا اليوم إلى كتاباتهم التي حرقت أو طمست.
شكرا للمرور والاهتمام وتقبل مودتي


18 - الوردة الفرعونية فاتن واصل
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 22:51 )
لا شك بأن ما تفعله داعش من قطع للرؤوس يؤكد ما كتبنا عنه منذ سنوات، وهو أن ما يسمى بالتطرف الإسلامي ما هو إلا نسخة واضحة نقية من دموية نصوص القرآن، ففي بيان جبهة علماء الأزهر ردا على كتاب فرج فودة ( الحقيقة الغائبة ) استخدموا الآية ( الكريمة ) ( قتل الخراصون ) أي المشككون، وبالفعل لم يمض على البيان عشرة أيام حتى كان صاحب العقل المستنير جثة هامدة .. أشعر بمسؤولية كبيرة للخروج من مأزق التنوير النخبوي الضيق إلى محاولة تفكيك مسلمات العقيدة لدى البسطاء وعامة الناس وهو ما سأفعله في كتابي قيد التأليف. شكرا لمرورك الجميل وكلماتك العطرة وتقبلي مودتي


19 - السيد المحترم علي سالم
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 22:57 )
أشكر لك كلماتك التي تتفهم حجم وهول مأزق التنوير أمام جحافل الظلام .. بالفعل ما ذكرته يظل صحيحا وقد أشار له الصديق أشهيوض وهو أن الإسلام سينتهي عندما ينضب النفط من صحراء العرب .. لكن دعنا نتفاءل قليلا، ولنجرب حظنا مجددا ولكن بطريقة جديدة .. تقبل تحياتي


20 - الصديق العزيز يحيى طالب
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 23:04 )
كم اشتقنا لتعليقاتك النارية المفعمة بالسخرية .. نعم مؤكد أن مشوار التنوير طويل وبحاجة إلى صمود .. سنتحدث أكثر هناك بالفيسبوك لأني اضطررت لفتحه لمشاكسة أحد المتخلفين الذين يعتقدون أنهم كتاب من الأصل .. شكرا للمرور والاهتمام وتقبل محبتي


21 - إلى السوداني الرائع
صلاح يوسف ( 2015 / 6 / 13 - 23:09 )
يا رجل منحتنا بعض الأمل .. أصلا السودان كانت بلد المثقفين الأكثر اطلاعا ومعرفة ورغبة في التقدم لولا حكم الإخوان .. أتمنى أن يكون كلامك صحيحا حول مناقشة عامة الناس للنصوص الدينية .. مقالتي القادمة سأتحدث عن التنوير في العصر العباسي الأول لنرى كم كانوا عباقرة وكم عانوا من ظلم السلفيين فيما بعد .. شكرا للمرور والدعم وتقبل محبتي


22 - مع السوداني.
salah amine ( 2015 / 6 / 13 - 23:52 )
في الحقيقة أنا مُعجب بكثير من الموضوعات التي اطلعت عليها من خلال هذا الموقع، ومنها هذا الموضوع الذي هو بين أيدينا اليوم، وهو فعلا موضوعا رائعا يستحق صاحبه عليه، ألف وألف شكر. وبالنسبة للإشكالية التي طرحتموها حول هزيمة أو انتصار الفكر التنويري، فإني شخصيا كنت دائما أرى بأن جميع المجتمعات تسير إلى الأمام، وهي في سيرها فإنها جميعا متشابهة من حيث الخطوط العامة، ومعتى ذلك أننا نصل في يوم ما إلى ما وصلت إليه الشعوب المتقدمة. وهناك سببان فقط يعرقلان هذا التقدم، وهو جهل الشعوب العربية والإسلامية بسبب تاريخهم الخاص من جهة والسيطرة الإستعمارية التي كانوا ينظرون بها إلى الإستعمار على أنه سبب تخلفنا، والسبب الثاني يكمن في ظهور الحركات الإرهابية التي قتلت ومنعت قيام فكر حر ديموقراطي، وهذه الحركات بقدر ما هي نذير شؤم لنا، فهي كذلك تبشرنا بمرحلة أفول الفكر الديني. إن هذا الدين كارثة حقيقية على الشعوب الإسلامية، وعندما يزول الإرهاب ويُدرك المسلمون حقيقته، فإنهم سيتخلِّون عنه وبكل سهولة، لأنهم سيرفضون حتما أن يبقوا فاسدين على أمد الدهر.


23 - إقرأ ثم إقرأ ثم إقرأ
الدرة العمرية ( 2015 / 6 / 15 - 00:59 )
هزيمة التنوير في العالم الاسلامي؟!!!!!هل سألت نفسك ايها الكاتب المحترم لماذا رسول الله واصحابه الكرام حملوا نور الدعوة الاسلامية الى العالم في فترة زمنية بسيطة بينما انتم التنويريون(حسب زعمكم) قد فشلتم في القضاء على الاسلام؟ اما ان يكون مليار ونصف اغبياء ويعيشون في غياهب الجهل. وأما انتكونوا انتم التنويريون قديما وحديثا الاغبياء ولا تعرفون حجم انفسكم ولا ضحالة وهزالة افكاركم.
فلا ابن سينا ولا الفارابي ولا طه حسين ولا نجيب محفوظ ولا صلاح يوسف ولا من شاكلهم استطاعوا الوقوف امام الاسلام العظيم....اقرأ ثم أقرأ ثم اقرأ( يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)
انتم تنطحون رؤوسكم بالضخر ليس الا


24 - الدره العمريه
على سالم ( 2015 / 6 / 15 - 06:24 )
اكثر من ثمانيين فى المائه من المسلمين لايتحدثوا العربيه ,بل اعتمدوا فى فهم القرأن على ترجمه مزوره وغير حقيقيه ,لقد تم خداعهم وتدليسهم والكذب عليهم من قبل مملكه ال سعود الشريره القذره ,لو عرف هؤلاء التعساء الترجمه الحقيقيه للاسلام لتركوه فورا ,انت تعيش فى اوهام ايها السعودى


25 - الاخ الدره العمريه
رافد رامز ( 2015 / 6 / 15 - 08:14 )
المناقشات ليست لغرض تغيير الاراء والمعتقدات ولا يملك احد الحق في ذلك بل من اجل الدفع لقبول مناقشه وابعاد ما علق بالدين الاسلامي من احاديث وتفاسير اغلبها مختلف عليها ولا يقبلها عقل ولا منطق ولا تتماشى مع الواقع والابتعاد عن تقديسها
لكل شخص الحريه بما يعتقد شرط عدم التجاوز على راي الاخرين
اما تصغير وتحقير العلماء والمفكرين والدفع الى قتلهم فهذه قمه التخلف ومؤسف ان نصل الى التباهي بذلك ان الجلوس والانغلاق خلف قلاع محصنه فمنع التفكير يقتل في الانسان روح البحث والمغامره والتطور ويلغي عقله وهو ميزته عن باقي الحيوانات

انيس منصور
ان الانسان يحاول من الوف السنين ان يستحضر ماضيه وان يستحضر مستقبله ايضا يريد ان يعرف الطريق الذي يجلس عند نهايته والطريق الذي يقف عند بدايته
تحياتي