الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمييز والعنصرية والتقية ومصادر التمويل

عادل صوما

2015 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الامر الملفت للنظر في الاديان الابراهيمية، التي اقتبست الشرائع والاحكام وجوهر الاخلاق ومبادىء التطهر والصوم والحج إلى مكان مقدس والقوانين وفكرة الله من اديان حضارات البحر المتوسط السابقة، انها ابتكرت فكرتين لم تبشر بهما الاديان السابقة كافة، اولهما فكرة الوحي والثانية هي التمييز والعنصرية في السماء.
لم يقل احد من مؤسسي اديان حضارات ميزوبوتاميا أو اديان الفراعنة انه تلقى وحيا من الله، وان اتباعه فقط مصيرهم في الجنة بينما سيذهب الباقون إلى جهنم. فكرة الوحي المباشر من الله تعني وجود الكمال في النص والفكرة والوقائع، لكن حقائق العلم والفلك والحفريات وعلم البيولوجي وحتى الصرف والنحو يقولون بكل وضوح ان هناك اخطاء في النص، تجاهلها المؤمنون خشية من نار جهنم أو لوجود حكمة عُلوية لا يدركونها من هذه الاخطاء الواضحة. أما فكرة العنصرية والتمييز التي خص بها الله شعوبا أطلق عليها مرة مختارة ومرة خراف إسرائيل ومرة خير أمة اُخرجت للناس، فلم تؤد سوى إلى المزيد من الدماء والضحايا وسقط بسببها قتلى من الشعوب الاخرى أكثر بكثير من حروب السيطرة على الاراضي الخصبة والمياه والمراعي والاستعمار والهيمنة الاقتصادية ونشر النظريات السياسية، وقتلى بين الدين الواحد بسبب اختلاف التفاسير حول النص الكامل.
ما يحاول العلمانيون تحقيقه هو تقليص العنصرية، خصوصا الدينية التي بدأت تتفشى بشكل يثير القلق، وقد عشت في خمسة بلدان واربع قارات، ولم اسمع مطلقا باتحاد محامين هندوس أو بوذيين أو دروز أو سكان اميركا الاصليين أو حتى علمانيين أو مسيحيين أو يهود، لأن القانون هو القانون في أي دولة ويستحيل ان يذهب المواطن سوى إلى محام بغض النظر عن دينه ليدافع عنه في المحاكم، لكني قرأت اخيرا عن "اتحاد المحامين المسلمين" في دولة جنوب أفريقيا أنه تقدم بطلب رسمي إلى إدارة الشرطة وجهاز النيابة العامة ووزارة العدل في البلاد للقبض على الرئيس عبد الفتاح السيسي في حالة وجوده في جوهانسبرغ. وتقدم "اتحاد المحامين المسلمين" بوثائق "تدل على ضلوع السيسي في جرائم حرب للنيابة العامة والشرطة في جنوب أفريقيا"، حسبما قال يوشا طيوب عضو الاتحاد، وتعهد طيوب بأنه في حال رفض الطلب، سوف يلجأ الاتحاد إلى محكمة الأمور المستعجلة لإصدار مذكرة لاعتقال الرئيس السيسي.
بنى طيوب مذكرته على أقوال "مواطن مصري يعيش في جنوب أفريقيا قدم لنا أدلة أظهرت بوضوح وقوع جرائم حرب في بلاده، حيث كان قد تعرض هو وأسرته لاعتداءات خلال مشاركتهم في الاحتجاجات المناوئة للانقلاب في أغسطس/آب عام 2013".
المؤكد أن طيوب لا يدرك تماما ان الاخوان المسلمين لا يأبهون بمحاكم الكفار لأنها لا تستند إلى شرع الله، ما يعني إنه هو شخصيا محام يعمل مع اخوانه في دولة جنوب أفريقيا في محاكم كفار، لأن التقية لا تمنع بتاتا الوصل إلى الهدف بأي ثمن حتى لو كان تجاهل عقيدة الجماعة، فالتنظيم العالمي يستغل لمصلحة بسط سلطانه فقط مقولة تطبيق الشرع والحدود في بلاد الشرق الاوسط، والديموقراطية والمعاهدات العلمانية في بلاد الغرب، ومنها ما حدث سنة 2002 حين صدقت دولة جنوب أفريقيا على معاهدة روما المؤسِسة للمحكمة الجنائية الدولية، ما يمّكن القضاء في دولة جنوب أفريقيا نظر قضايا متعلقة بجرائم ارتكبت خارج البلاد، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
مسائل التخابر مع جهات اجنبية ومدّها بمستندات سيادية والحض على العنف وإزدراء الدولة والهجوم على السجون وأقسام الشرطة ومؤسسات الجيش والمتاحف وغيرها امام القضاء المصري ليقول كلمته فيها، وتبقى اسئلة: هل يجوز بناء مذكرة على وجود شاهد واحد، بينما الملايين تابعت ما حدث في فض اعتصام وتجمهر رابعة العدوية؟ كيف تجاهل محام تفويض شعب مصر للسيسي شخصيا وبشكل علني لا لُبس فيه بفض ذلك الاعتصام؟ لماذا تجاوزت الجهة القانونية التي قبلت الطلب هذا التفويض الشعبي؟ من اين يأتي التنظيم العالمي للأخوان المسلمين بالتمويل الهائل الذي لا تقدر عليه دول لإقامة اتحادات عنصرية في معظم بلاد العالم؛ حيث مقولة إن الله يرزق من يشاء بغير حساب لا تصلح مع مبدأ الشفافية العلماني؟ كيف تقبل ديموقراطيات الغرب إقامة اتحادات عنصرية من الاساس مثل اتحاد المحامين المسلمين تمهد لوجود محاكم شرعية يقول الغرب نفسه عن احكامها انها تصلح للقرون الوسطى فقط؟ ماذا يفعل اتحاد المحامين المسلمين في بلاد كافرة لا تطبيق للشريعة والحدود أو وجود للمحاكم الشرعية فيها؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل