الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: مشروعية معركة الحقوق وحملة وزارة التربية والحكومة على قطاع التعليم الأساسي

بشير الحامدي

2015 / 6 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


لسنا في حاجة لتذكير المسؤولين المباشرين عن التعليم في بلادنا وعن السياسات التعليمية وتحديدا الحكومة والوزارة ـ بدور هذا القطاع و أهميته بالنسبة لحاضر ومستقبل البلاد كما لحاضر ومستقبل الانسان و الأجيال عموما.
قطاع التربية والتعليم هو قطاع من المفروض أن لا يخضع لمعايير التبضيع والتسليع والاستثمار والربح والمضاربة فقطاع التربية والتعليم والسياسة التعليمية شأن مواطني مشترك ومشروع مجتمعي يعتني بالإنسان وغايته الأولى و الأخيرة الانسان والمجتمع.
لسنا في حاجة لتذكير هؤلاء المسؤولين حكومة ووزارة ونحن نراهم يسقطون مشروعا سموه إصلاحا لن يجني منه أبناؤنا غير الضحالة والفشل و يزيد سوى تعميق مأزق أزمة المنظومة التعليمية و إغراقها أكثر في الهامشية .
تشبث الدائرة المسؤولة عن هذه السياسات التعليمية الفاشلة وفي كل مستوياتها يظهر جليا في الحملة المسيئة للمدرسة وللمعلم وللتعليم وللتربية عموما التي تنفذها وزارة التربية تزامنا مع دخول قطاع التعليم الابتدائي في سلسلة الاضرابات المتوجة بالإضراب الاداري ومقاطعة الامتحانات المكرس حاليا في أكثر من 5000 مدرسة ابتدائية من أجل مطالب صارت معروفة من القاصي والداني.
1 ـ حملة وزارة التربية على المعلمين وساسة لي الذراع
المتتبع للسياسة التي تعاملت بها وزارة التربية في الثلاث سنوات الأخيرة مع مطالب المعلمين لاشك يلاحظ أن الوزارة اتبعت في ذلك أسلوب التنصل من الاتفاقات الممضاة و المماطلة وتعويم المطالب ورفض التفاوض وعدم احترام التعهدات وهي أساليب برع المسؤولون في الوزارة في ممارستها وتوارثوها الواحد عن الآخر من الطيب البكوش إلى سالم لبيض إلى الوزير الحالي الذي يذكرنا بما كان يأتيه سلفه في نظام الديكتاتور بن علي المدعو سيئ الذكر الصادق القربي.
حملة وزارة التربية هذه المرة تعدت التنصل من الاتفاقيات والمماطلة ورفض التفاوض لتصبح حملة هدفها تشويه المعلم لدى أولياء التلاميذ والعائلة التونسية والرأي العام عموما و إظهاره بمظهر المبتز الذي لا تعنيه غير مصلحته المادية وهي عملية مفهومة الغايات هدفها تجييش أولياء التلاميذ ضد المعلمين والخروج بالخلاف بوصفه خلافا نقابيا مع الوزارة من أجل نيل مطالب وحقوق إلى صراع مع الأولياء والعائلة التونسية حول لامسؤولية المعلمين وعدم تقديرهم لحقوق التلاميذ ولواجباتهم المهنية وهو أسلوب تهدف من ورائه الوزارة إلى تجريم الفعل النقابي و بالتحديد الاضراب الإداري والذي صورته على أنه كارثة الكوارث في محاولة لرمي الكرة بعيدا والتنصل من مسؤوليتها في عدم تلبية مطالب المعلمين والتعامل معهم ومع مطالبهم تعاملا لامسؤولا تعاملا شعاره ليبقى الحبل على الغارب وعليّ وعلى أعدائي والكل إلى الهاوية.
ينسى طاقم البيروقراط الذي خير أن يكون التعامل مع مطالب القطاع بهذه الصورة أن هذه الخطة المردودة والساقطة ستكون وبالا على الوزارة حين يقتنع المواطن أن المعلمين أحرص من الجميع على مصلحة أبنائه و أن المعلم ليس ذلك الذي تصوره وسائل الاعلام المأجورة المنحطة.
ينسى طاقم البيروقراط في وزارة حكومة الوكالة أن خطته ستعود عليهم بالوبال لما يكتشف المواطن حقيقة المؤسسة التعليمية وما تعيشه من مشاكل وانسداد أفق وفقر في الوسائل التعليمية ولامبالاة الوزارة تجاه كل ذلك.
ينسى وزير التربية وطاقمه أن حملتهم ضد المعلم في وسائل الاعلام البنفسجية تلفزات وجرائد وإذاعات ستكون نتائجها عكسية عليهم عندما يتأكد أولياء التلاميذ من أن المعلم صاحب حق وحقوق ومطالبه يجب أن يحصل عليها.
ينسى طاقم البيروقراط أن إنجاح التلاميذ بصفة آلية وتغييب إستحقاق النجاح كرد على صمود وعدم تزحزح القطاع عن مطالبه ليس إلا هروبا إلى الأمام وتأجيلا للمشكل الذي سيكون أعوص عليهم في مفتتح السنة الدراسية القادمة لما يدخل القطاع في مقاطعة السنة الدراسية ويرفع شعار لا دراسة قبل تحقيق مطالبنا.
2 ـ العركة معركة على الحقوق ومستقلة
المعركة المطلبية التي يخوضها قطاع التعليم الأساسي والتي انطلقت منذ جانفي 2015 وربما يجدر القول أن بداياتها تعود إلى إضراب ماي 2014 هي المعركة النقابية الوحيدة المستقلة والتي فيها القرار قاعدي وديمقراطي من بين معارك نقابية عديدة خيضت منذ 2011.
هي المعركة الوحيدة التي تدور على قاعدة الحقوق دون غيرها وخارج كل توظيف سياسوي حزبي أو نقابي.
هي المعركة الوحيدة التي تستمر وستتواصل بانخراط قاعدي أفقي وعمودي غير مشهود منذ جانفي 2011
هي المعركة الوحيدة الدائرة والمستمرة وبقدرة على التعبئة القاعدية لم نشهدها منذ جانفي 2011 و قطاع التعليم الأساسي هو اليوم القطاع الوحيد الذي يواجه سياسات المافيا المنقلبة والطغم المرتبطة بأجندات البنك الدولي والقوى الاستعمارية.
قطاع التعليم الأساسي هو القطاع الوحيد الذي يواجه اليوم سياسات التجويع وتجريم النضال الاجتماعي ويعلنها صريحة أنها معركة فرض الحقوق ولابد من الانتصار فيها على المافيا وعلى تحالف النداء النهضة.
محاولات تحويل معركة الكرامة والحقوق التي يخوضها التعليم الأساسي وتصويرها على أنها معركة موظفة من قوى سياسية محاولات مردودة على أصحابها وعلى القوى التي تحاول تقسيم القطاع و تشتيت وحدته وضرب جذريته ومعلومة المقاصد.
ناجي جلول فاسد من نداء تونس وسياساته سياسات الطغمة الحاكمة سياسات ما أنتجته انتخابات 2014 وكل رؤية غير ذلك هي رؤية فاسدة ولا ينتج عنها غير التحليلات الفاسدة.
قطاع التعليم الأساسي لا يخوض معركته المطلبية ضد ناجي جلول إنه يخوضها ضد سياسات برمتها سياسات مزيد التفقير والاستغلال سياسات التجويع والتجريم سياسات السلم الاجتماعي سياسات الطغمة الحاكمة.
القضية قضية حقوق وكرامة وشرف والوقوف مع بيروقراطيات الكمبرادور في الحكومة أو خارجها عار ما بعده عار. قطاع التعليم الأساسي فرض استقلالية قراره القطاعي وفرض استقلالية معركته المطلبية وهو ليس للبيع في مزاد الخردة السياسية وقبل ذلك ليس لتوظيف لصالح لا البيروقراطية النقابية ولا أي حزب سياسي
إن صوتنا اليوم صوت واحد
حركتنا مستقلة مطالبنا مشروعة ولن نركع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت