الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشوء فكرة الالهة(3)..اطروحة د.سيد القمنى

يوسف شوقى مجدى

2015 / 6 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد ابحرنا سابقا فى مذهب فرويد و كشفنا جوانبه و قدمنا نقدا موجزا لذلك المذهب و حان الان لنكتشف أراءا جديدة حول ذلك الموضوع الهام و المثير ، فننتقل الان الى اطروحة سيد القمنى "مع حفظ الالقاب" و سنرجع الى المصدر الاصلي كما فعلنا سابقا ، يطرح القمنى رؤية جديدة بعد الرجوع الى داروين فيجد قائد المجموعة او الأب كان يعيش ليدافع عن عشيرته حتى يشيخ و تتمكن منه الحيوانات المفترسة الاخرى (و هذا الكلام ينطبق على عالم الحيوان و الانسان البدائى) ، فيقترح القمنى ان الاب البدائى لم يكن مكروها كما زعم فرويد بل ضحى بذاته من اجل المجموعة فقدسته العشيرة كشهيد و رفعته فى مقام الالوهية و قد ساعدت فى ذلك ظاهرة الاحلام التى لم يجد لها الانسان القديم تفسيرا واضحا فلم يستطع التفرقة بين العالم الواقعى و عالم الاحلام فظن ان تلك الاحلام كانت حقيقية فتأكد من ان الاب الذى قام بالتضحية مازال على قيد الحياه و بهذا يصبح الها لا يملك وجودا ماديا و يؤكد القمنى وجهة نظره بملحوظة شديدة الاهمية الا وهى اننا نجد فى الثقافات القديمة ان الهة الفداء(تموز و ادونيس و بعل و أتيس و ميثرا) قد ماتت استشهادا بسبب الحيوانات البرية او قوي اخري مثل ادونيس الذى قتله خنزير برى و يستكمل القمنى حديثه فيقول ان الانسان القديم لم يجد شيئا يمثل الاب المضحى الا كائن يمثل للانسان فائدة كبيرة كتيس او خروف ، فيذبحوا اهل العشيرة ذلك الخروف و يأكلونه لتتمثل قوة الاب و شرفه الذى دفعه للتضحية فيهم و بذلك يعطينا القمنى تفسيرا جيدا للطقوس الشرقية التى يغلب عليها الحزن الشديد الذى يصل الى حد الهيستيريا التى تقود البعض لاخصاء انفسهم فذلك الحزن نجد له تفسيرا و هو انه بسبب فقدان الاب المُضحى العظيم و ليس بسبب ثورة الابناء كما زعم فرويد و يفسر القمنى طقس الاخصاء على انه رمزا لقوة الاب الصريع كأن من يقوم بذلك الطقس يقول انه لا احد يمتلك شرف القوة الا انت ايها الاب العظيم ..و نجد ان اطروحة القمنى تتفق مع اخر ديانة تحتوي على الفداء ، فالمسيح قد حمل خطايا البشر و ضحى بنفسه ليكون الحمل المسفوك دمه من اجل البشر و طقس العشاء الربانى يمثل اكل جسد المسيح و دمه لتحل قوته فى المؤمنين ..و يستكمل ، فيقول ان الانسان القديم قد تخيل القمر ليكون رمزا للاب و ذلك للتشابه الواضح بين قرون التيس او الخروف بالهلال و من الممكن ان نرى انه من السهل تخيل اى وجه عند النظر للقمر الكامل فعلى وجه الاحتمال قد تخيل الانسان وجه ابيه على القمر و هناك مشابهة واضحة و هى ان اللفظ الرعوى الدال على الغنم و الماشية هو "سى" فى اللغات السامية ثم (تحولت الى شاه) و هذا يتشابه مع تسمية القمر "بسين".. و يقول القمنى ملحوظة شيقة و هى ان المصريات حتى زمن قريب كان يطلقون قبل اسم الزوج لقب "سى".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت