الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثقافة السرقات الادبية ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
2015 / 6 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ثقافة السرقات الادبية ..!!
يُحكى أن "شيخاً فاضياً " وليس فاضلا ، إذ ليس فيه من الفضل شيءٌ ، قد قام بسرقة الجهد الذهني لكاتبة ، ونسبهُ لنفسه .!
مرت سنوات حتى استطاعت السيدة ،البرهنة على أنها صاحبة النص الذي ، وبفضله ، حاز هذا الشيخ اللص على شهرة عظيمة ومالٍ وفير .
إنها قصة كتاب "لا تيأس " ، الذي سرقه "الشيخ عائض " من الكاتبة العضيدان ، وهذا رابط اعترافه ، بعد ان ادانته المحكمة بالسرقة المتعمدة ، فلم يبقَ له الّا الإعتراف ..!! وهذا رابط يعترف فيه هذا اللص بالسرقة الادبية ..!!
لم يسرق نصا فقط ، بل سرق الاضواء من الكاتبة ومصدر رزقها المستقبلي من الاعمال الابداعية ...
https://www.youtube.com/watch?v=NiRaXrwlZgo
لقد كان القرني من الغباء ، بأن يقوم بسرقة كاتبة حية تُرزق ، كتبت بالعربية ، تعيش معه في نفس البلد !!
لكن ، من يسرق نصوصا ادبية عليه ان يتعلم من نجم كبير آخر، حاز شهرة ومالا عظيما وهو كما يؤكد هذا المقال ، "الدكتور" الفقي ، خبير التنمية البشرية .. فقد إدّعى وحسب المقال، حصوله على شهادة دكتوراة من مؤسسة "اكاديمية " وهمية .. وهذا لا يهم كثيرا ... المُهم هو قيامه ، وحسب المقال مرة أُخرى ، بالسرقة من مارك توين ...!!
ومارك توين ، ولو كان حيا ، لما عاتبَ الفقي ، في ظننا ، بل كان سيكتبُ له وعنه مقالا أو مقولة ساخرة ، وكفي الله الساخرين شر القتال ...
لكن الفقي اللص الظريف والذكي ، وحسب المقال مرة أُخرى ، قد ضمن لنفسه النجاة "بمسروقاته " لعدة اسباب . فمارك توين لا يعرف العربية ، رغم انه زار فلسطين والّف كتابا عن انطباعاته من زيارة الاراضي المقدسة ، وثانيا لأنه مدفون تحت الثرى ، أو كما يقول مثلنا العامي عن الذي مات وشبع موتا :" صارت عظامه مكاحل " ، وثالثا لأن الفقي على ثقة بأن قراءه العرب لن ينبشوا "القبور " بحثا عن مصدر "إبداعه الفكري العظيم " ، وهذا رابط للمقال المذكور :
https://theenlightenedminds.wordpress.com/2012/08/28/elfiky/
ما الذي يدفعنا "للتشهير " بهذين العلمين ؟؟!! خاصة وأننا مأمورون بذكر محاسن موتانا ... فأحدهما ميتٌ اخلاقيا (القرني ) والآخر ، طيبّ الله ثراه (الفقي ) .
لا يهدف هذا المقال الى التشهير بأحد ، بل يهدف للاشارة الى ظاهرة "ثقافة " الوجبة السريعة ..!!
والسيدان الفاضلان ، كانا من صُناع وَهْمٍ ، سوّقوه وروّجوا له ، وهو ايهام البشر بأن المشاكل ، الصعوبات بل والإضطراب النفسي أو الخلل السلوكي الإجتماعي ، يُمكنُ التغلبُ عليه ببساطة تامة .. عن طريق جملة يقرأُها الذي يواجه مشكلة او صعوبة ، فتختفي مشاكله في اللحظة والتو .. وهذه الجمل والنصائح هي من "بنات افكار " هذين العبقريين ..طبعا !!
وقد دُعيتُ قبل أيام لإلقاء محاضرة عن "التدريب الشخصي " ، الذي يُطلقُ عليه العرب ، زورا وبهتانا ،إسم " التنمية البشرية " أمام مجموعة من النساء العاملات ..!!
وكم كانت خيبة هؤلاء العاملات كبيرة ، حين علمنَ بأنني لا أملكُ قوالب جاهزة وحلولا معلبة ، على شكل "وجبات سريعة" ، أو في "عبوة مشروب غازي " ..!!
لقد تحدثتُ مطولا عن أن التغيير المطلوب ، أي تغيير ، لن يحصل في حياة الإنسان ، إلّا إذا عملَ الانسانُ بجد على تشخيص مشكلته ومحاولة إحداث تغيير في ذاته ، حياته وفي طرائقه لمواجهة المشكلات او الصعوبات .. لا توجد حلول سحرية من "مدرسة القرني والفقي " ..!!
قلتُ هذا ، لأنني مدربٌ شخصي مؤهل ، وعضو في اتحاد المدربين الشخصيين الإسرائيلي ..
وفي حياة العرب ، لا تقتصر ثقافة "الحلول السريعة " على القضايا والمشاكل الشخصية ، بل تتعداها الى الحياة العامة ، الى المجتمع ككل ..
فالثورة مثلا هي "وجبة سريعة " ، كما حدث في ثورات الربيع القصير ... ثم يأتي الخريف الطويل والقاتم .....!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما هي تداعيات إبطال محكمة العدل الأوروبية اتفاقيين تجاريين م
.. إسرائيل تستعد لشن هجوم -قوي وكبير- على إيران.. هل تستهدف الم
.. واشنطن بوست: تساؤلات بشأن مدى تضرر القواعد العسكرية الإسرائي
.. مسيرات تجوب مدنا يابانية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة
.. رقعة | كيف أبدل إعصار هيلين ملامح بلدات نورث كارولينا في أمر