الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين نكذب نكره أنفسنا وحين نصدق يكرهنا الناس

جهاد علاونه

2015 / 6 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حين نكون كاذبين مع ذواتنا نكره أنفسنا ونبدأ بسب وبشتم اليوم الذي ولدنا فيه ونشعرُ بيننا وبين أنفسنا بأننا تافهين وعديمي الفائدة بالمرة , ونبدأ بتخيل قصص وأوهام عن الناس بأنهم يكرهوننا كوننا كاذبين ولكن كل ذلك لا محل له من الصحة,إننا نحب أن ننام ونحن مرتاحو الضمير تماما كما يحب غيرنا أن ينام وهو ممتلئ البطن لذلك ومن هذا المنطلق ينشأ معنا سوء تفاهم بيننا وبين المجتمع وبيننا وبين كثيرٍ من المفاهيم والمصطلحات,وحين نكون صادقين يكرهنا الناس, حين نكون صادقين مع أنفسنا يكرهنا الجميع, نعم , هذه هي الحقيقة بعينها, حين نصدق مع الناس, حين نكون صادقين مع المجتمع, حين نصحح أخطاءنا بالصدق مع الناس, حين نكتشف أننا مزورون للحقائق نحاول أن نلجأ إلى الصدق بعينه متوهمين بأن الناس ستحترمنا لأننا صرحاء معهم ومع أنفسنا, نتوهم بأن المجتمع سيشجعنا على الصدق وعلى الصراحة, ولكن هيهات, هيهات أن يُعجبَ الناسُ بصدق وبنبل مشاعرنا, هيهات أن يُعجبَ الناس والسياسيون بمنطقنا المستقيم, نحن حين نمشي مع الناس بشكل خط مستقيم نكون متوهمين بأن الناس ستعجب بهذا الخط, غير أن الحقيقة غير ذلك.

الناس تكرهنا حين نكون صادقين معهم ويحبوننا فقط حين نكذب عليهم, تحبنا المرأة القبيحة المظهر حين نقول لها بأنك جميلة وملكة جمال وملكاني, يحبنا الأعمى حين نقول له بأنك مبصر وصاحب رؤية ثاقبة, يحبنا اللص والحرامي حين نقول له بأنك أمين هذه الأمة , يحترمنا المخادعون حين نتحدث لهم عن ثقتنا بهم الكبيرة, حين نكون صادقين مع الناس يصبح المظهر غير مرئي ويلفه الكثير من الضباب ويكون المشهد الدرامي فيه الكثير من العتمة والرؤية غير واضحة, أما حين ينتشر الكذب فإن الصورة تختلف, صحيح أننا نخسر أنفسنا ولكن بفضل الكذب نكسب كل الناس إلى صفنا, الناس لا تريد أن تستمع إلى صوت الحقيقة وهو يدوي بآذانها هنا وهناك , الناس تريد الكذب لأن الحقيقة مرة والكذب فيه كثيرٌ من المتعة والخيال وأهم شيء أن به عنصرٌ هامٌ من عناصر التشويق عند الإحساس بمضغ متعة التخيل والأوهام.

حين نكون صادقين يكرهنا الناس, حين نقول للأعور أعور بعينه يكرهنا الناس, حين نقول للحرامي بأنك حرامي يكرهنا الحرامي, حين نقول للمرأة القبيحة أنها قبيحة, فإنها ستغضب منا حتما, إننا أمام ظاهرة مثيرة, مرة نرضي أنفسنا ومرة نرضي الناس, وحين نرضي أنفسنا نكون صادقين وحين نرضي الناس نضطر للكذب عليهم وعلى أنفسنا, أي أننا نرضي الناس على حساب أنفسنا , نتحمل الكثير من الأوجاع من أجل أن يعجب بنا الناس, نكذب عليهم فيحبوننا ونصدق معهم فيكرهوننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن