الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصنيف الدينى لمسلمى ومسيحى مصر

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 6 / 17
المجتمع المدني


هذه مقالة صحفية وليست بحث علمى والفرق بين الاثنين كبير جدا فالمقالة الصحفية تحمل رأى شخصى لكاتبها اما البحث العلمى فيتطلب اتباع بعض المناهج مثل عمل بحوث ميدانية او احصائية او بحوث مقارنة او تاريخية .
فأذا اردنا القاء بعض الضوء على التصنيف الدينى للمجتمع المصرى نجد الاتى :
اولا بالنسبة للمسلمين
الفئة الاولى : حوالى 5% من المسلمين هم مسلمين فقط بالمولد اى انهم لا يمارسون اى فروض دينية ولا مانع عندهم من اكل لحم الخنزير وشرب الخمر ولا توجد لديهم ادنى حساسية فى التعامل مع الاديان الاخرى مثل اليهود والمسيحيين ولا حتى الملل والاعراق الاخرى . واذا انتقد احد دينهم فى وجودهم لا يعيرونة اهتماما .ونساءهم لا تتحجب بتاتا .
الفئة الثانية : حوالى 10% من المسلمين هم يمارسون بعض الفروض الدينية مثل الصوم والصلاه والذكاه ولكن ليس كلها فى ان واحد . وهم ليس لديهم حساسية فى التعامل مع الاديان والملل الاخرى ولا يأكلون لحم الخنزير و لا يشربون الخمر واذا انتقد احد دينهم يدافعون عنه بذكاء وثقافة وباستماته وحساسية فائقة ودون ان بفقدوا للود قضية .كما ان نسبة منهم تجعل نساءها وبناتها تضع حجابا خفيفا ونسبة اخرى لا تلزم نسائها بالحجاب .
الفئة الثالثة : حوالى 81% وهى الفئة الغالبة من المسلمين وهى اكثر التزاما بالفروض الدينية مثل الصلاه والصوم والذكاء والحج ومعظمهم حريص على حجاب نسائهم وطبعا لا يقربون من لحم الخنزير او الخمر, كما انهم يتعاملون مع اصحاب الاديان الاخرى ببعض التحفظ والمجاملات التى تقتضيها المناسبات كواجب ثقيل وكشر لابد منه ويتمنون ويحلمون بتطبيق الشريعة الاسلامية ولكنهم لا يلجئون للعنف فى تحقيق ذلك واذا انتقد احد دينهم يدافعون عنه بشراسة قد تصل الى الاذى للاخر .
القئة الرابعة :حوالى 4% ومعظمهم من السلفين والاخوان والراديكاليين وهم يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية الان وفورا وحرفيا وتطبيقها واجب دينى ملزم وجهاد فى سبيل الله من وجهه نظرهم ومعظم نسائهم يرتدون النقاب ويعتبرون التعامل مع اصحاب الاديان الاخرى هو مثل التعامل مع الشيطان وانه مطلوب محاربه كل ما هو غير اسلامى لقتله او تحولة للاسلام او دفع الجزية وهو صاغر .ومعظمهم يميل للعنف الشديد الذى يصل للحرق والقتل والخطف . ويريدون ان يعم الاسلام العالم كله اما اذا انتقد احد دينهم فالقتل هو الرد الوحيد لهذا الانتقاد .
ثانيا بالنسبة للمسيحيين
الفئة الاولى : حوالى 10% من المسيحيين هم مسيحيين فقط بالمولد فهم لا يمارسون طقوس دينهم مثل الصلاه والاعتراف والتناول وليس لديهم اى حساسية فى التعامل مع اصحاب اليانات الاخرى مثل اليهود والمسلمين والملل الاخرى واذا انتقد احد دينهم لا يعيرونه اى اهتمام .
الفئة الثانية حوالى 20% وهم احيانا يمارسون بعض الطقوس المسيحية مثل الصلاه او الصوم او التناول او الاعتراف ولكنه لا يمارسون معظم هذه الطقوس مجتمعة وليس لديه حساسية فى التعامل مع اصحاب الديانات الاخرى واذا انتقد احد دينهم يدافعون عنه بشراسه وبذكاء ودون تهحم ويحتفظون بود مع المتحدث
الفئة الثالثة : حوالى 70% وهم يمارسون معظم الطقوس المسيحية مثل الصلاه الصوم والتناول والاعتراف ويتعاملون بود ظاهرى مع اصحاب الديانات الاخرى ولكن بحساسية شديدة وتحفظ وعدم راحة وحريصون على المجاملات معهم كواجب ثقيل وشر لابد منه واذا انتقد احد دينهم يدافعون بشراسة قد تصل احيانا الى الاشتباك معه .
هذا الاجتهاد الشخصى فى هذا التصنيف يوضح الاتى
-ضرورة ان تقوم المراكز البحثية الاجتماعية فى مصر بعمل تصنيف باتباع الاسلوب العلمى ليصبح اكثر دقة .
- هذا التصنيف يوضح سر استمرار المادة الثانية والثالثة فى الدستور المصرى والذى يجعل من مصر دولة دينية وليست دولة مدنية علمانية فعندما يكون حوالى 85% من المسلمين يؤديدون تطبيق الشريعة والاحتكام للدين وحوالى 70% من المسيحيين يؤيدون نفس المنطق بالنسبة لدينهم يكون من المفهوم لماذا يتعثر تطبيق اى نظام علمانى او مدنى فى مصر
- فى حالى حدوث انتخابات برلمانية فأن النسبة الموضحة اعلاه هى من ستمثل الشعب فى البرلمان واذا لماذا الاندهاش من ان معظم القوانيين لها مرجعية دينية ؟ اذا كانت القاعدة الشعبية المصرية بالنسبة المذكورة؟
- اذا اراد اى رئيس جمهورية اتخاذ اى خطوات قانونية فى اى اتجاه تحررى فان القاعدة الشعبية التى ستكون مؤيده له لن تزيد 20% وهى غير كافية لان الغضب الاتى من الاكثرية العددية كفيله بالاطاحة به وهذا قد يوضح سر تردد اى مسئول لاى خطوات جريئة خارج السياق حتى ولو كانت فى مصلحة الوطن .
- استطاع الفنان الكبير عادل امام فى فيلم حسن ومرقص ان يوضح كيف يتعامل الفئة التالثة من المسلمين 81% مع الفئة الثالثة من المسيحيين 70% وكيف تكون الاحضان الظاهرية وفى نفس الوقت مع وجود الاحتقان الداخلى لكل طرف حيال الاخر .
ومن هذا المنطلق ينبثق لنا اهمية التركيز دائما على دراسة هذا التصنيف ومتابعة اى تغيرات تحدث به لان هذا التصنيف هو المتحكم الاساسى فى ثقافة وقوانيين ودستور سياسة الشعب المصرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري


.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو




.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين


.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما




.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب