الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر حول القران 01: كلمة لا بد منها

يوسف المساتي

2015 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مما لا شك فيه أننا نعيش اليوم على ايقاع صعود صاروخي للأصوليات الاستهلاكية والدينية، والتي حولت الدين إلى وسيلة لإشعال الحروب والنزاعات، خدمة لمصالح المافيات الاقتصادية الكبرى، وسجن البشر في قوالب وأنماط جاهزة مستعينة بذلك بقراءات معينة للنصوص الدينية.
ونجد "القرآن" في مقدمة هذه النصوص الدينية، إذ تحول بفضل عوامل عدة من أبرزها النمو الديمغرافي لمعتنقيه، واتساع المساحة الجغرافية للبلدان التي تعتنق الإسلام كديانة رسمية ومواقعها الاسترتيجية، إلى إحدى منابع التوتر وسلاحا رئيسيا في يد الأصوليات الدينية المتحالفة مع الأصوليات الرأسمالية إن لم نقل أنها في الحقيقة لا تعدو أن تكون مجرد خادمة لها بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذه التحولات أصبحت تستدعي كل القوى التنويرية والحية للاشتغال على إعادة قراءة النصوص الدينية قراءات أكثر انسانية، وفضح التواطؤات الخفية –والمعلنة أحيانا- بين الأصوليات الرأسمالية والدينية، وإعادة الدين إلى جوهره الانساني، في مواجهة نزعات تدميرية تقتل انسانية الانسان وتحولها لأداة طيعة مسلوبة الارداة.
إن هذا الامر لم يعد مجرد ترف فكري، أو معركة هامشية، بقدر ما أصبحت ضرورته ملحة ومستعجلة بحثا عن انسانية يريدون قتلها.
تأسيس 02:
ليس من السهل على أي كان أن يكتب عن القرآن، أو حوله، إذ أنه يحوي بين دفتيه نصوصا غزيرة المعاني، عميقة الدلالات، متعددة الرؤى والمستويات، قابلة لمختلف التأويلات والقراءات باختلاف السياقات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والسياسية.
وعبر أربعة عشر قرنا سال حبر الآلاف (كتابا، فقهاء، فلاسفة، ملحدين، مستشرقين ...الخ) حول القران، سلبا وايجابا، نقدا، وتمجيدا، ومن هنا تكتسي الكتابة عن القرآن صعوبتها –ان لم نقل استحالتها-، إذ ما الجديد الذي يمكن للمرء أن يقدمه أمام هذا الكم الهائل من المؤلفات التي تناولته؟ والتي استخدمت في ذلك شتى المناهج والأساليب، ونظرت إليه من مختلف الزوايا؟.
هذه الحلقات، لن يكون هناك جديد، لن تكون هناك اضافات، لأنها محض خواطر، تنبثق من لحظة تأمل نابعة من قراءة نصوص القرآن، من الغوص فيها، بعيدا عن كل ما كتب عبر هذه السنين.
إنه تواصل مباشر بمنأى عن كل أنواع الكهنوت الديني والوساطات كيف كان نوعها بين شاب يعيش في زمن التيه، وكتاب يفصله عنا أربعة عشر قرنا، لكنه رغم ذلك يحيا بيننا على أكثر من مستوى وأكثر من صعيد، ويحضر في حياتنا بأشكال متعددة، ولحضوره ثقل لا يمكن تجاهله.
هذا "اللاجديد" والذي قد يكون في حد ذاته جديدا، لا يعدو أن يكون مجرد دعوة لأن نقرأ هذا الكتاب نفسه، كما نريد، لا كما أريد لنا ان نقرأه، إنه دعوة لأن نغوص في أعماقه ونسبح فيما يزخر به من وحدة وتعدد، من تناقض، وائتلاف، وأن نبحث فيه عن انسانيتنا المفتقدة.
تأسيس 03
في هذه الخواطر سننطلق من القرآن بمناى عن كل التفسيرات والقراءات والكتابات التي تناولته، ليس انتقاصا منها، أو تعاليا عليها، ولكن ايمانا منا بأن القران ليس كتابا كهنوتيا يخاطبنا بطلاسم تستلزم وجود كهنة يحتكرون الوساطة بيننا وبينه، وأن كل التفسيرات والقراءات إنما هي نتيجة لسياقات تاريخية معينة فلا يمكن أبدا أن نضفي القداسة على أراء فقهاء ينتمون للقرن العاشر الميلادي، أو أن نعتبر أنهم وصلوا لحقيقة مطلقة في زمن أصبح من يتكلم عن الحقيقة واهما.
تأسيس 04
ليس الغرض من هذه الخواطر فرض تصور معين أو رؤية بعينها، أو الانتصار لمذهب ما، بقدر ما يراد منها إعادة اكتشاف هذا الكتاب بشكل ربما قد يكون جديدا، ومن منظور جديد والبحث عن الانسان فيه.
تأسيس 05
لن نخضع في قراءتنا وتأملنا للآيات القرآنية لترتيب معين، بل ستكون تأملات اعتباطية لكن كلها تدور في فضاء المصحف، منه واليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهه نظر
على سالم ( 2015 / 6 / 19 - 01:43 )
كيف ستعيد اكتشاف كتاب القرأن وهو كتاب مبهم , هذا هو المستحيل بعينه ,القرأن كتب بلغه بدويه غامضه ومن العسير فهم اى شئ من هذا الكتاب ,كل تمحورات القرأن هى قتل الكفار والنكاح والغزو والارهاب وقطع الرقاب ,المكان المناسب لهذا القرأن هو صندوق القمامه


2 - محاولة يائسة
مدحت محمد بسلاما ( 2015 / 6 / 19 - 17:46 )
أين التجديد أو الإصلاح في القرآن الذي تطرحه يا سيّد يوسف المساتي؟ لقد سبقكم الكثيرون ممن نادوا بالتوفيق بين تعاليم القرآن الأصولية والحداثة، سعيا إلى الانفتاح على الآخرين والابتعاد غن الإنغلاق وتدمير غير المسلمين. قرون طويلة مضت على هذا النوع من الجدل الكلامي العقيم ولم تؤت ثمارا . فلو كانت دجاحة لباضت أو ديكا لصاح. القرآن بذر فينا تخلّفا فكريّا مأسويّا يتنافى مع حريّة الفكر والإبداع ويبعدنا عن التطوّر والانفتاح . أوافق إلى حدّ ما المعلّق علي سالم الذي رأى أن المكان المناسي لهذا القرآن هو صندوق القمامة، غير أنّني أفضّل إيداعه في متحف كي يتذكر التاريخ المرض الخبيث الذي أصاب شعوبنا المغلوبة والتعيسة بسببه وحطّم قدراتها ودمّر عقولها وجعل منها الأمة الأكثر كرها في العالم


3 - أفضل طريقة للإصلاح هي:
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 6 / 19 - 20:35 )
ان اعادة قراءة القران هي محاولة فاشلة من الأساس، لان القران لايمكن فهمه دون الرجوع الى كتب التفاسير، وأسباب النزول، وكتب السيرة،

مثلا،

( ولما أخذ زيد وطراً منها زوَّجنَاكهَا )

لم يقل لنا القران من هو زيد، ومن هي التي أخذ زيد منه وطراً قبل محمد،

وحين نرجع لكتب التفسير، نعرف من هو زيد، ومن هي الموطورة، وكيف ان اشرف الأنبياء، محمد، اشتهاها في نفسه، وان الله يحذر محمد من الكذب على زيد، حين يقول له؛ (أمسك زوجك، وتخفي في نفسك مالله مُبديه )

وهكذا، فان اغلب القران يحتاج هذه الكتب لكي نفهمه.

لذلك، فان أفضل واسهل طريق لاصلاح الاسلام، هو نقد الاسلام، لتعرف الشعوب حقيقة الاسلام، وحين يعرفون الحقيقة، سيتركون الاسلام ويتركون الاٍرهاب وسفك الدماء والنكاح، ويعيشون بشرا أسوياء .

تحياتي...


4 - الرد الذكي
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 20 - 10:08 )

الرد الصحيح والذكي هو تعليم الناشئة من نسل المؤمنين اللغات

خاصة اللغات الحية في البلدان المتقدمة ماديا المتخلفة حضاريا

تعليم الناشئة اللغات ودقة التواصل لنشر دين الله

خاصة اللغة الدعوية بما فيه التكوين على أفكار وفلسفات وديانات الاخر

ومعرفة كيفية الدخول الى عقله وقلبه

من تعلم لغة قوم أمن مكرهم

بما فيهم لغة علمانيينا ويساريينا وتاريخهم وفلسفاتهم وخلافاتهم وفشلهم

لاحظوا شخصا داعية كطارق رمضان ممن ترتعد فرائص غربييين عن الجدال معه

في حين يقدم الاعلام شيوخا سلطة بسطاء لتشويه الاسلام بهم

تعلما اللغات ولاتتركوا دينكم الى مؤولين ومترجمين خونة

الله أصلح حالنا

ورمضانكم كريم

اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك