الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا كافرة !

خالدة خليل

2015 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طالما كنت احسب نفسي كاتبة تنويرية، لا اتعامل مع موضوعات الدين والمجتمع إلا بالعقل، الذي يدقق بكل حرف مما هو منقول ولا يعتمده إلا بعد ان يثبت لي ان المنقول معقول. والتنوير لا يمكن ان يكون إلا بحراك ثقافي ينهض بالمجتمع وينقله من واقعه الاسن الى واقع اخر اكثر حركية وانفتاحاً، ويقوم على تأسيس جيل مختلف يتعامل مع الاخر ويحترم اختلافه على اساس هذا الاختلاف، وليس على اساس تعايش وتسامح بمفاهيمه القرووسطية.
وقبل اشهر رأى العالم وسمع ما تعرض له الكرد الايزيديون من ابادة جماعية على ايدي تنظيم إرهابي دخل الى بيوتهم الآمنة وكفّر أهلها وقتل رجالها وسبى نساءها لأسباب سياسية ودينية لست هنا بصدد عرضها، بل انا بصدد هذا الفكر الإجرامي الذي يعيش بيننا في كل مكان بل وفي كل زاوية!
يقول المفكر الاسلامي ابن خلدون في مقدمته: ان (الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين تجارة رائجة في عصور التراجع الفكري للمجتمعات). وهل هناك تراجع اكثر مما نراه الان؟
داعش ليس سكيناً يقطع رقبة بريئة ولا هي اطلاقة قناص داعشي يهدد حياة بريئة، ولكن داعش فكر ظلامي استقطب الآلاف، ومنهم من ليس مجندا في صفوف داعش، بل من يلتزم بهذا الفكر مجانا!
وقبل ايام تعرفت الى فتاة إعلامية زارتني وكانت سعيدة جدا بلقائي وجلسنا نناقش موضوعات تتعلق بالإعلام وسلطته، وفجأة رأيت ان ملامحها تغيرت عندما فوجئت بأنني ايزيدية وبدأت تتلكأ بالكلام وكل ما استطاعت ان تنطقه هو: هل يعقل أن تكوني كافرة!
وسألتها عن مفهومها عن الكفر.
مثل هذه العقليات التي توارثت منظومة قيم لا تناسب عصر اليوم في تكفير اناس كل ذنبهم انهم مختلفون في العقيدة، مثل هذه العقليات تفتح الباب مشرعاً لدخول أفكار سرعان ما تفضي الى تحريض على العنف وزرع احقاد وضغائن في قلوب البسطاء وعقولهم.
فماذا لو غزا هذا الفكر رأس من نفترضه متنورا كرفيقتي الإعلامية!
هل تناسى الإعلام قيمه النبيلة في الانتصار للإنسانية على حساب الطوائف والأديان والملل والنحل؟
طالما كنت أسعى في كتاباتي وحواراتي الى تقريب وجهات النظر واحترام الاختلاف وقراءة النصوص الدينية بعقلية تتناسب مع دعوات حقوق الانسان.
حقوق الله محفوظة وحقوق الإنسان تضيع تحت لافتة الثأر لحقوق الله.
لم اكن يوماً متدينة ولا عملت على طائفية مقيتة بل كنت وسأبقى انتصر للإنسان لأنه قيمة عليا، وما دمت مستمرة في سعيي هذا، فانا أؤكد لكم انني بكل المستورد من القرون الوسطى ليحل محل نتاج العصر وروح العصر، نعم، انا بكل تخلفٍ كافرة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت خالده
رافد رامز ( 2015 / 6 / 19 - 20:33 )
ما طرحتيه هو الحقيقه المره هذه مشكله المسلمين الشعور بازجواجيه الشخصيه فهم مثل كل بشر لهم عقل وعاطفه ولكنهم مربوطين ومقيدين بافكار جاهله رجعيه تنشر التفرقه والكراهيه بين الناس لا يهم ان كان احدهم ذو درجه عاليه من التعلم او ابسط شخص في المجتمع تتقاذفه الافكار بين ما يرغب وما يملى عليه ولقن له منذ الصغرهو مرض الاستعلاء على الاخرين لكن الامل موجود بما موجود الان من مساحه لحريه النقد والتنوير لشرح وتبيان هذه الافكار المريضه ومحاوله تغييرها
المشكله يؤمنون باله خالق ويكرهون ما خلق
تحياتي


2 - الحقيقه
على سالم ( 2015 / 6 / 19 - 23:01 )
الاستاذه خالده ,شكرا على مقال جرئ وشجاع ,انت كافره بديانه الصلعم الدموى وانا اؤيدك تماما فى توجهاتك ,انت بدون شك مبدعه


3 - ولتعرفنهم في لحن القول
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 20 - 01:51 )

حتى ولو كان اعلان الكفر ينطلق من رد على أخطاء واستفزاز فانه في العمق يفضح كفرا كامنا

في العقل الباطن

لم أكن يوما متدينه/ هذا قول الكاتبة

ومع ذلك عرفت نفسها بأنها ايزيدية

وأحيانا تقدم نفسها بنزعة انسانية




4 - في النهاية كلنا كفار، حتى المسلم كافر
ليندا كبرييل ( 2015 / 6 / 20 - 05:33 )
تحياتي أستاذة خالدة خليل المحترمة

المسلمون عموماً على مختلف اتجاهاتهم وطوائفهم يكفرون المسيحية
المسلمون السنة يكفرون الشيعة والبهائية وال .. وال .. ....
الشيعة يكفرون ال ... وال ..
البهائية تلعب على كل الحبال بمهارة لاعب سيرك فاشل
المسيحية لا تكفر لكنها ترفض معتقدات الإسلام
.........
وهكذا سنبقى نعدد منْ يكفر منْ، ولو مددنا الحبل إلى آخره سنجد أن أصغر جامع أو زاوية في حارة منسيّة سيكفّر الجامع أو الزاوية التي بجواره، وإذا شئت أن نستمر ستجدين الابن يكفر أباه والأخ أخاه وأخته

مجتمع تعبان، ناقص العقل والحكمة ، وناقص وجدان
مع أنهم صرعوا مخنا بالوجدان والمحبة والتسامح

كلنا كفار عزيزتي ونقف في صفك ويدنا بيدك
تسلمين أنت وأهلك من كل شر
احترامي


5 - تعقيب
عابر سبيل ( 2015 / 6 / 20 - 22:30 )
الاخت الكاتبة المحترمة
انا مسلم ولا ارى في شخصك الكريم كفرا ولا ارى في المسيحي اي كفر ولا ارى في الشيعي او السني اي شيء من هذا القبيل . لقد اسعدت خلال عمري الطويل قياسا لمتوسط اعمارنا بصلات رائعة مع اصدقاء مسيحيين ومندائيين واكلت وشربت في بيوتهم وفعلوا هم نفس الشيء في بيتي .
المعلقون المحترمون يعممون الصفة وهذا من خطأ الفهم فـ ألأخ رافد وضع المسلمين جميعا في خلاطة ست البيت وخلص الى الرأي المنشور في تعليقه وكذلت فعلت الاخت لندا غابرييل التي اود ان اطمئنها بكل ود واخلاص الى اننا في العراق على سبيل المثال نتعايش باخوة مع كل الاديان والطوائف ولا زلنا مصرين على الاحتفاظ بهذه العلاقة وهي بالتاكيد ليست منة ولا تفضلا بل بحكم التكليف الانساني ورسالة الانسان على الارض واصحاب الاديان الاخرى يتعاملون معنا بنفس الروحية والمقاصد . لا عليكم ايها الاخوة بما يحدث الان من غريب تساهم في تعميمه فضائيات ملعونة وصحف رخيصة حد العهر مقصودا لتشويه معنى المسلم الحقيقي
ا


6 - تعقيب
عابر سبيل ( 2015 / 6 / 20 - 22:32 )
تكملة
غمامة سوداء سوف تنقشع بلا ريب ويعود كل شيء الى موقعه الصحيح
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم
وهذه هي حال الدنيا فلا عجب !

قال الامام علي بن ابي طالب عن الانسان :-- أخوك في الدين أو نضيرك في الخلق - وهذا بعض مما نقتدي به . احتراماتي للجميع .


7 - الاخ عابر سبيل
رافد رامز ( 2015 / 6 / 21 - 09:03 )
ما عنيته بالمسلمين هم الذين يتمسكون بما لديهم ولا يقبلون النقاش وهم كل من يردد بعد كل خطبه خلف الامام بتكفير وحرق واهلاك من يسميهم حسب اعتقاده كفار وينهيها بكلمه امين اي هم يؤمنون بما يسمعون ان كانون يعون ذلك ام لا فلا تقل خلاطه او غيرها هذا هو الواقع
اما من ولدومسلمين ويعيشون فقط حياتهم بلا تزمت ودون البحث عن التفرقه فلا يشملهم حديثي وهم كثرولكنهم ايضا لايجهرون بذلك عند المناقشات خوفا من اتهامهم بالكفر فتراهم يتجنبون الخوض في المناقشات لكي لا جبرو ان يكونو بوجهين
نعم في العراق كنا نعيش مع المسيحي والصبي واليزيدي وغيرهم بما يظهر انه وئام ليس لاننا لم نكن نعيب عليهم معتقداتهم ولكن اولا لانهم اناس يتجنبون المشاكل ويسايرون الاكثريه خوفا على انفسهم وثانيا لكون في العراق ذلك الوقت قانون ودستور يحمي هولاء
الاتسال نفسك من اين جاء كل هذا الحقد فجاه بعد سقوط الدوله العراقيه ونشؤ دوله ذوي العمائم واللحى دوله الفتاوى والتفرقه والتمييز
كيف تحول الجار الى عدو والنسيب والزوج الى كافر بين ليله وضحاها لولا وجود ذهنيه تؤمن يذلك
تحياتي


8 - تحياتي أستاذ عابر سبيل المحترم
ليندا كبرييل ( 2015 / 6 / 21 - 09:45 )
حضرتك لست عابراً أبدا
حضرتك إنسان له حضور في كل سبيل، ونحن نأمل من الإنسان الحامل ثقافتنا أن يكون على هذا الوعي والرقي الأخلاقي

في عراقكم، والآن في شامنا، لا نعيش أستاذنا بكل طوائفنا بود ومحبة واحترام
الحواجز بيننا أكبر من أن تتصور، إنها غير مرئية، لكنها موجودة بالفعل بين الناس

أمثالك من المحترمين هم من نعوّل عليهم في التغيير القادم للإنسان العربي
ويؤسفني أن أقول إن كل شيء لن يعود إلى موقعه الصحيح، لأن الحرب في هذين البلدين بشكل خاص ستكون نتائجها أن تلد ظروفا جديدة لا أستطيع التكهن بها

ولا أعرف ماذا تعني حضرتك بعبارة( الموقع الصحيح)، فهل نحن حتى الآن كنا في الموقع الصحيح؟
منْ الذي يقرر سمات الموقع الصحيح ؟
أحترم موقفك كثيراً ، لكني للأسف مع الأحداث الجارية يؤسفني أن أقول إن الأمور إلى تراجع
لعله منطق الحياة الذي يفترض الدمار الكامل الذي يجري على أيادي عبثية ليلد إنسان جديد ووطن جديد وثقافة جديدة

تفضل تقديري أستاذي


9 - تعقيب
عابر سبيل ( 2015 / 6 / 21 - 13:03 )
الاخ رافد المحترم
شكرا صميميا على جوابك تعليقي بهذه المسؤولية التي تحمد عليها .
لقد وافقتني , حضرتك , على وجود الاكثرية الصالحة بقولك (اما من ولدومسلمين ويعيشون فقط حياتهم بلا تزمت ودون البحث عن التفرقه فلا يشملهم حديثي وهم كثر) وهذا هو المهم أخي الفاضل فمن هذه الكثرة وبفضلها سيتم دحر القلة الخبيثة .نحن بحاجة الى صبر وسلاحنا ثقافتنا ووعينا . أما قولك (بما يظهر انه وئام ليس لاننا لم نكن نعيب عليهم معتقداتهم) فأقول هل رأيت في حياتك مجتمعا كاملا بلا منقصة ؟؟الكثرة يا سيدي( ومن كل الاديان ) لاتعيب على الغير معتقداته ومن القلة يوجدمن يعيب بجهالة وهؤلاء يجدي معهم النقاش بلا خوف اما من تحجر عقله وضميره وكشرت عيونه بعلة الحقد فهو في حكم السفيه الذي لا يستحق المناقشة .. أجلكم الله .
يتبع


10 - تعقيب
عابر سبيل ( 2015 / 6 / 21 - 13:04 )
تابع


أما عن تساؤلك حول تغير بعض العلاقات فأؤكد لحضرتك انه يقع ضمن القلة القليلة جدا ومايظهر على السطح ماهو الا من خبث السياسيين ولؤمهم وحقدهم على كل ما هو صالح ونزيه.والعاقل مثل حضرتك الذي لا يكتفي بما يسمع ويرى من حقارة الفضائيات وتقنية الفوتوشوب بل يبحث ويدقق في عمق الواقع .
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف .......وتستقر بأقصى قعره الدرر
احتراماتي لجنابك الكريم


11 - تعقيب
عابر سبيل ( 2015 / 6 / 21 - 13:05 )

الاخت الفاضلة لندا
يشرفني ان اتحادث معك مرة اخرى فأسلوبك في الحوار ينم عن خلق عال واستقامة فريدة لتوسيع الحوار بكل ما هو مفيد ومنتج .
انا فعلا عابر سبيل لانني ارى الحياة مهما امتدت فهي قصيرة جدا فلا جدوى فيها من اصابة الناس بالأذى فما يدريك كيف تكون نهاية السبيل الذي تمر فيه .!!!
ان الشعور , أختي الكريمة , باننا ( لا نعيش بكل طوائفنا بود ومحبة واحترام ) هو برأيي المتواضع يرجع لاننا لم نعد نتواصل مع بعضنا كما في الايام الخوالي تجنبا لسيارة مفخخة او كاتم أو مشاهدة اوصال مقطعة بفعل تفجير عبثي .شاهدنا كل هذا باعيننا .لا ننسى ما صنعه التهجير في ابعاد الناس عن بعضها بمسافات تقاس بالبلدان . وقد لعب الاعلام الكلاشنكوفي ( رب كلمة تقتل حشدا من الناس ) دورا لا يمكن تغافله في خلق جو اراد من خلاله الايحاء بأنعدام المودة والحب بين الاديان والمذاهب ناهيك عما يمارسه احجار الشطر نج من السياسيين من دور في هذا المجال بسبب مصالحهم الشخصية الخبيثة . لكن هيهات !


12 - تعقيب
عابر سبيل ( 2015 / 6 / 21 - 13:07 )
تابع / الاخت لندا

ألأمل يحدوني دائما بظهور الموقع الصحيح ولو بعد حين . الفوضى التي نعيشها لن تنتهي بسهولة وبعصا ساحر فهي سوف تستمر حتى الركام الذي منه سوف يظهر جيل بناء الموقع الصحيح ... تاييدا لما ذهبت اليه في كلامك (لعله منطق الحياة الذي يفترض الدمار الكامل الذي يجري على أيادي عبثية ليلد إنسان جديد ووطن جديد وثقافة جديدة )
نعم اختي الفاضلة , لم نكن في الموقع الصحيح بالمعنى المطلق لكننا كنا في حال افضل بكثير بسبب وجود طيف واسع من المثقفين الحقيقيين الذين ما أن أطلع السلاطين على تاثيرهم حتى انقضوا عليهم فصفُوا منهم وهجروا ووضعوا غيرهم في الحجر ليصلوا بنا الى مانحن عليه . لست خياليا .. كل حال يزول ومن تجارب الامم التي مرت باسوأ مما مررنا به ظهرت اجيال مثقفة ومتمردة بالمعنى الايجابي للتمرد بنت مواقعها الصحيحة تحت الشمس .
لجنابك كل التقدير والاحترام والمحبة .