الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادمان و التطرف و جهان لعملة واحدة !!

عبدالسلام سامي محمد

2015 / 6 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ينشأ كل من حالة الادمان و ظاهرة التطرف و باشكالها المتعددة و انواعها الكثيرة و المختلفة عادة عندما لا يجد المرء مخرجا طبيعيا و سهلا في معالجة مشاكله و معاناته الحياتية اليومية و مشاكله و معاناته المعيشية و الفكرية و الروحية و المعنوية و الجسدية ،، و عندما يحاول المرء الانتقام من نفسه و روحه او الانتقام من الاخرين جراء الضغط النفسي لتلك المعانات المذكورة ،، او عادة عندما لا يجد مخرجا اخر بنفسه و لنفسه و عندما يحاول تسليم نفسه و حاله لأمر من الامور او للاخرين ،، او لشيء من الاشياء التي لربما سيعوضه عن تلك الخسارة التي لحقت و تلحق به يوميا و باستمرار ،، و يبدأ المرء في اول خطوة من خطواته على طريق التطرف و الادمان عندما يشعر في البداية ببعض السعادة النفسية في الطريق الخاطيء الذي سلكه او يسلكه ،، تلك السعادة النفسية المزيفة التي ستشجعه نفسيا بشكل اكبر و اقوى و التي ستدفعه بقوة بعد ذلك للمضي قدما في ذلك الطريق الاعوج الخاطيء الذي اختاره اما بمحض ارادته ،، او الذي اختاره من خلال تأثير الاخرين فيه و في عقله و سلوكه ،، كما ينشأ حالة الادمان و التطرف في اكثر الاحيان عندما لا يجد المرء حلا منطقيا اخر او بديلا اخر لمشاكله و معاناته اليومية الكبيرة المعقدة ،، فيلجأ الى التطرف و الادمان هربا من مرارة واقعه النفسي و الروحي و الاقتصادي و الاجتماعي التعيس ،، او كمحاولة للتنفيس عن حالته النفسية و عن حالة الشعور بالغضب و النقص و الحرمان الشديد الذي يتلمسه من خلال واقعه او الذي يشعر به في ذاته النفسية و داخله ،، او لسد الحاجة و النقص و الرغبة في شيء يكون تحقيقه صعب المنال او مستحيلا عليه نوعا ما ،، و نظرا لوجود حالات كبيرة و كثيرة و معروفة من الكبت الجنسي القوي المفرط و المسيطر على الناس في مجتمعاتنا الشرقية الشبه بعيرية ،، و كرد فعل واضح و ملموس لفقدان كل من العدالة و الحرية و الحقوق و المساواة لدن مجتمعاتنا الشرقية العشائرية البدوية المتخلفة ،، و كنتيجة طبيعية ايضا لعظمة معانات الناس و خاصة معانات و مشاكل شريحة الشباب المعيشية و النفسية و الحياتية الصعبة و المعقدة ،، و كمحصلة طبيعية كذلك لما يعاني منها مجتمعاتنا من حالات الفقر و الجهل و التخلف و الامية و الظلم و التعسف و القهر و الفساد ،، فإن الكثيرين من الناس و خاصة شريحة الشباب العاطل عن العمل تحاول ( بل و من حقها الطبيعي ان تحاول ) استعادة و لو جزء بسيط و يسير من السعادة الدنيوية المفقودة الى انفسها ،، و تحاول سد ذلك الفراغ النفسي و الجسدي الناجم من حالات الكبت الجنسي و حالات الفقر و الجوع و القهر و الظلم و الفساد و الكذب و النفاق و الاجحاف و الاستبداد ،، و المشاكل و الماسي و المعانات الدائمية ،، و اللاعدالة الاجتماعية و اللاعدالة الاقتصادية المستمرة القوية الموجودة و المسيطرة على كل مناحي الحياة العامة في بلادنا ،، فيلجأ الكثيرين منهم الى سد كل تلك الثغرات و كل تلك الفراغات كما اسلفت من خلال ،، اما اللجوء الى التشبث و التطرف في مجال الدين و الطاعة و العبادة و العقيدة ،، او التطرف في مجال الافراط من السهر و السكر و شرب الخمور و الدعارة و العنجهية و العربدة ،، فلا عجب ان نجد الشباب بكثرة في مجتمعاتنا من تلك المجموعتين المذكورتين في كل زمان و مكان ،، كمحاولة نهائية منهم للهروب من الواقع المرير التعيس الذي هم فيه و بصدده ،، او كمحاولة لإستعادة بعض من السعادة المفقودة و المسلوبة الى النفس و الذات كما ذكرت ،، و هنا نرى ان هنالك مجموعة من الناس لجأت الى التطرف و الادمان و سلمت و تسلم نفسها و مصيرها الى مجموعة من الملالي و الشيوخ و الائمة المشعوذين الفاسقين الساقطين لتعمل بهم ما تشاء ،، و مجموعة اخرى سلمت و تسلم حالها و مصيرها الى معسكر السكر و اللعب و اللهو و القمار و ارتكاب جرائم السرقة و النصب و الاحتيال و الفسق و الفساد و النذالة و الدعارة و الاغتصاب املا منهم للوصول بهم الى شاطيء السعادة المزيفة المرتقبة ،، اما المجتمعات الاوربية و الغربية فإنها تمكنت نوعا ما و بحكم دراساتها العلمية لنفسية الانسان و لمشاكل الناس و المجتمع ،، ان تجد حلولا عملية و منطقية لكلتا الحالتين المذكورتين من التطرف و الادمان ،، و ذلك من خلال ترسيخ مبدأ المواطنة الحقة و تعميق مباديء الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الاقتصادية و حقوق الانسان و المساواة في بلدانها ،، و من خلال الاستثمار في الانسان و في مشاكل الانسان و في حياته و مستقبله ،، و عبر ايجاد حلول منطقية لظاهرة الفقر و الجوع و البطالة و المعانات المادية و الجنسية و الفكرية و الروحية و المعنوية المختلفة و الكثيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه