الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع البرفسور القانوني فكتور كوندي

ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)

2015 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



فكتور كوندي محام وبرفسور من كاليفورنيا، من المؤسسين لقوانين حقوق الانسان. يدرّس حقوق الانسان منذ سبع وعشرين سنة في جامعات كاليفونيا، متزوج وليده ابنة اسمها سيمون.
في أول زيارة له لكوردستان العراق ، كان محاضراً مع الاستاذ خضر دوملي في الدورة التدريبية التي أقيمت ولمدة أربعة أيام في الدهوك، وبالتنسيق بين منظمة hard wired العالمية، وبين منظمة هيومني. والتي حملت عنوان تعزيز وحماية حرية الدين أو المعتقد في العراق، لعشرين مدرس وناشط مدني وصحفي من مختلف الاديان والانتماءات في اقليم كوردستان العراق.
قدم البرفسور فكتور شرحاً مفصلاً لأهم بنود حقوق الانسان حسب ماجاء في ميثاق الأمم المتحدة ، وركز بشكل خاص على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وخاصة المادة 18 التي تكفل حق الانسان في حرية المعتقد والدين والفكر.
مع البرفسور الاميركي فكتور كوندي كان لنا الحوار التالي:
س-بداية ماالذي ترجوه من هذه المحاضرات؟
اتمنى أن يصبح الجميع على قدر من الوعي والمسؤولية بحقوق الانسان، ليعرفوا حقوقهم. واتمنى أن يكون بين المشاركين قادة للمستقبل، قادة يعتمدون كرامة الانسان في التخطيط والقيادة.
س- خلال المحاضرات التي حاضرت بها، سألت الحاضرين، إن كانوا يعتقدون أن مصدر حقوق الانسان هو الله ، أم البشر، وكانت الاجابة بالمجمل أن الله مصدر حقوق الانسان؟ هل تعتقد ذلك فعلا؟
أنا أومن أن الحقوق تعطى من الله. اعتقد أن الله حين خلق الانسان خلقه في صورة مصانة بها كرامته، وكل القوانين التي وضعت هي لاحترام كرامته.
الدين يختلف عن كلمة الله، الدين عبارة عن أشخاص متعددين ومتنوعين بتفكيرهم بهم الدكاترة والجامعيين وبهم الاناس العاديون والبسطاء. هؤلاء الناس هم منظومة اجتماعية ضيقة، ليس لهم القدرة على خلق حقوق الانسان، فحقوق الانسان منحها الله للبشر.
الفكرة ان الله منح الانسان حقوقه الانسانية فكرة يمكن ان نجدها في توقيع امريكا، ووثيقة إعلان حقوق الانسان التي تم الاعلان عنها.
في وثيقة حقوق الانسان الاميركية مكتوب أن كل البشر خلقوا متساويين، وذلك بواسطة خالق مع حقوق أكيدة ثابتة. وأنا مقتنع بما هو مكتوب بهذه الوثيقة التي نحتفل بها كل عام في الرابع من تموز. هو يوم استقلال الولايات لكنه بالنسبة لنا يوم الاحتفال بوثيقة الاعلان عن حقوق الانسان.
س- هل تعتقد أن الصراع من أجل حقوق الانسان والنضال ضد الانتهاكات الكثيرة لحقوق الانسان موجود في كل مكان؟
نعم للاسف موجود في كل مكان حتى امريكا.
قوانين حقوق الانسان لم توجد لفئة معينة هي لكل الناس. وواجبنا احترامها، والسعي لتطبيقها. وخاصة قانون الكرامة الانسانية وعدم الاستعباد والسلامة الشخصية والمساواة أمام القانون واحترام حرمة السكن وسرية المراسلات والمكالمات وحق تكوين أسرة والحق في الحماية والأمن.
س-ولكن هناك قوانين غير عادلة ولا تلائم الجميع ؟
هذا صحيح ، أنا كاثوليكي وفي القانون الامريكي أشياء لا تعجبني، ومع ذلك ضروري أن احترمها.
س- منظمات حقوق الانسان لا تقدم من أجل الشعوب التي تقتل بشكل يومي سوى التقارير الموثقة؟ ما الذي يمكن أن تقدمه للشعوب التي ينتهك أهم حق من حقوقها وهو حق الحياة؟
أنا مقتنع أن الحل هو تعليم الاطفال منذ البداية مبادئ حقوق الانسان حتى يكبرون معها، ويعرفون حين يكبرون أن يميزوا أن حكوماتهم تنتهك حقوق الانسان. ويعرفون بالتالي كيف يوجهون الحكومات ويضغطون عليها لتسير بالطريق الصحيح.
منظمات حقوق الانسان هدفها الاساسي هو أن تعلن للعالم نوع الانتهاكات التي تحدث، حتى يعرف كل العالم بها ، وحتى تخجل هذه الحكومات.
هذه يسمونها سياسة أو صيغة التخجيل، عسى تشعر تلك الحكومات بالعار مما تفعله.
سأعطيك مثال: قبل سنة في السودان كان هناك امرأة طبيبة حامل لأب مسلم، وتزوجت بغير مسلم. فسجنت وحكم عليها بالموت. لكن المسيحيون ومعهم المسلمون في السودان تظاهروا أمام المحكمة لأنهم اعتبروا ذلك مخجل بحق الاسلام وبحق السودان. والسودان لا تريد أن تظهر بشكل مخجل أمام العالم، فاضطرت المحكمة أن تفرج عنها وهي اليوم حرة وموجودة في ايطاليا.
الناس العاديون مثلي ومثلك يمكن أن يعملوا شيء. لو كان المتظاهرون مسيحيون فقط أو مسلمون فقط لما نجح الأمر، لكن تكاتف المسيحيين مع المسلمين الذين يؤمنون بالحرية الدينية هو الذي جعل المظاهرة مثمرة، وأدت لنجاح القضية.
وأكثر هؤلاء الناس الذين نظموا المظاهرة وتظاهروا هم أخذوا الدروس بالمنظمة التي أنا اعمل بها.
هم الان وصلوا لمرحلة يميزون أن الحرية الدينية حق لكل الناس، وبسبب ذلك غادرت الطبيبة السجن وعادت إلى ايطاليا. هذا يبين قيمة قوة الناس عندما تجتمع.
س- ماهي الرسالة الانسانية التي تريد ايصالها للناس من خلال هذه المحاضرات وخلال هذا الحديث؟
نحن لا نستطيع تغيير عقلية الحكومات والناس بشيء، هؤلاء لايهمهم هذه الأمور.
لهذا السبب نحتاج لتعليم أطفالنا ، ونحتاج لجمع هؤلاء الناس ليعرفوا الحقيقة. العالم والمجتمع الدولي وصل لقناعة أنه لايقاف العنف لا بد من تعليم الناس حقوق الانسان، حتى يعرف الجيل الناشئ ماذا عليه أن يفعل. وعلى الاخص فكرة الكرامة الانسانية لأن كل البشر لهم الحق في الكرامة الانسانية بغض النظر عن دينهم ، وعلى الجيل الجديد والاجيال القادمة إدراك ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran