الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يد الظلاميين امتدت لتطفىء قناديل النور

علي عرمش شوكت

2015 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتحاد الادباء والكتاب العراقي باق واعمار الظلاميين قصار. ليس غريباً ولا غير متوقع ان تتناغم القوى التكفيرية والمتخلفة في همجيتها ازاء الثقافة والعلم والتاريخ. فهناك داعش يحطم الاثار ويحارب الثقافة، وفي بغداد يحطمون رموز الثقافة والحضارة، وليست مجهولة هذه العصابات المسعورة التي عبثت بمبنى اتحاد الادباء والكتاب العراقي يوم الاربعاء المصادف 17 / 6 / 2015. والانكى من كل ذلك، هو التجاسروالاعتداء بالضرب على امين عام الاتحاد، الاديب والكاتب وشيخ المثقفين العراقيين الاستاذ " الفريد سمعان" الذي تشهد له السجون والمعتقلات طيلة سبعة عقود مناضلاً عنيداً ضد الانظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق. فتباً ليد المليشيات المنفلتة التي تصول وتجول متحدية القوانين والاعراف وحقوق الانسان دون رادع من السلطات التي تتحمل المسؤولية كاملة على هذه الجريمة السافرة.
الاعتداء على اتحاد الادباء والكتاب العراقي لا يفسر بغير كونه رسالة تتكرر في كل عام وفي الاشهر ذات الطقوس الدينية تحديداً، لكي تتذرع هذه العصابات بمنزلة هذه الشهور في سبيل ان تعتم على غاياتها بفرض فكرها المتخلف محاولة ارهاب الناس وارغامهم على الانصياع لسطوتها الدينية البعيدة عن الاسلام. وهنالك امر لابد من ايضاحه، ان ما يجري في البلد من دمار كارثي على مختلف مناحي الحياة، تكاد تكون الاوساط المثقفة الواعية هي التي تتصدى له بسلاح الصوت والقلم، وتطالب بمحاكمة المفسدين والطامحين الى الغاء القوانين واطلاق حكم المليشيات والعصابات بقيادة ملوك الطوائف وامراء الحروب الاهلية الذين نهبوا البلد ويحاولون تقسيمه لكيانات طائفية وعرقية مكروهة .
وان مجريات عشر سنوات ونيف اقل ما يقال عنها بانها مهلكة. ادت الى انقشاع الغمامة التي عتمت الرؤى لسواد الناس، واخذ المواطنون يتلمسون طريق الخلاص وعلى خطى المثقفين والمدركين لحقائق الامور، مما اثار جنون المعتاشين على منتجات الفساد والفشل، لذا حركوا عصاباتهم المليشاوية بغية اسكات اصوات منابر الوعي والعلم والحضارة وكانت اول ضرباتهم الخسيسة تطال مقر اتحاد الادباء لما لهذا المعلم الهادي من تاثير في نشر الوعي الذي غدا يشكل بلسماً لامراض التخلف وغياب الاحساس بمصالح الشعب والوطن.
ان هذا العدوان البربري ينبغي الا يمر دون محاسبة القائمين به، مما يقتضي القيام بحملة استنكار ومطالبة بمقاضاة الجناة ورد الاعتبار الى مركز الوهج التقدمي " اتحاد الادباء" والى امينه العام المناضل المشهود له الاستاذ " الفريد سمعان" حيث ان هذه الجريمة قد تمت على غرار ونسق غزوات داعش، سوف لن تكون الاخيرة اذا ما جرى الصدي لها من الحكومة والقوى السياسية وتحديداً البرلمان والجهات القضائية، ومنظمات المجتمع المدني، وضرورة فضح الجهات المرتكبة او الداعمة وحتى الساكتة كشيطان اخرس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي