الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية السلوكية في عوارض

جبوري يونس

2015 / 6 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


عندما يتعلق الأمر بالتربية ، فمن المفيد جدا أن نشير إلى الإطار العام والنظري الذي نشتغل فيه وهو علوم التربية ، والملاحظ أن هذا المصطلح مكون من زوج مفهومي ، علوم وهو جمع علم ويراد به ، مبحث أو طريقة ، أو منهج ، أو دراسة .... ، ثم التربية ويراد بها عملية أو فعل أو ممارسة .
ومنه فإن علوم التربية هي جملة العلوم والمباحث والدراسات التي تتخذ من التربية موضوعا لها وذلك من خلال مقاربتها في بعديها النظري والعملي .
فأما البعد النظري فيتجلى أساسا في : فلسفة التربية ، فسيولوجيا التربية ، سوسيولوجيا التربية ، علم النفس والذي تتأطر ضمنه بطبيعة الحال كل من سيكولوجيا التربية ، و نظريات التعلم ....
أما البعد العملي أو التطبيقي فيتجلى في : البيداغوجيا ، الديداكتيك ....
وخلال هذه اللقاءات و كما كان مقررا إشتغلنا على أهم نظريات التعلم ، وبالتحديد النظرية السلوكية ، والجشطلتية ، والبنائية ، وذلك بالإعتماد على المقاربة المفاهيمية .
• النظرية السلوكية .
ظهرت هذه النظرية في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1912 ، من خلال ثلة من الأبحاث والدراسات العلمية التي قام بها مجموعة من العلماء والباحثين أهمهم بافلوف ،واطسون ، سكينر ، وعموما فإن المدرسة السلوكية هي النظرية التي تدرس السلوك ويراد بهذا الأخير كل إستجابة ناتجة عن مثير طبيعي أو إجتماعي أي شرطي ، فما المقصود بالمثير ؟ وما المقصود بالإستجابة ؟ وإلى أي حد يمكن الحديث عنهما وفق هذه النظرية ؟
يشكل كل من المثير والإستجابة الأساس الإصطلاحي والمعادلة المفهومية لفك وتفسير وفهم عملية التعليم والتعلم وبالتالي لفهم الإنسان ، ويقصد بالمثير كل عامل داخلي أو خارجي يثير نشاط الكائن ، في حين أن الإستجابة تمثل كل نتيجة لمنبه أو مثير وقد تكون إيجابية كما قد تكون سلبية ، ويمكن أن نتحدث عن معادلة المثير والإستجابة إنطلاقا من تجربتين أساسيتين أحدهما لبافلوف والثانية لواطسون .
• التجربة البافلوفية .
ــــ يتم وضع قطعة لحم في فم الكلب وهو ما يثير غدده اللعابية فيسيل اللعاب كنتيجة أو إستجابة ( الفعل المنعكس اللاشرطي ) .
ــــ نأخذ مثير آخر ليس له اي تأثير على إفراز اللعاب وهو الضوء الساطع ، ليتم إشعال الضوء مباشرة قبل أن يتم وضع قطعة اللحم في فم الكلب .
ــــ ونعاود الكرة أكثر من مرة وهو ما يسمى بالتعزيز أي تعزيز العلاقة بين الضوء والأكل .
ــــ وبهذا سيكون إشعال الضوء وحده كافي لإثارة الغدد العابية للكلب . وهو ما يسمى بالفعل المنعكس الشرطي .
• التجربة الواطسونية .
ــــ يتم ضرب صفيحة نحاسية يقفز الطفل ويبكي عند سماع ذلك الصوت والغير المتوقع .
ــــ وفي مرحلة أخرى يظهر فأر أبيض الطفل لا يظهر أي خوف بل يحاول أن يلعب معه .
ــــ واطسون سيزامن صوت الصفيحة مع ظهور الفأر ، ويعاود الكرة عدة مرات .
ــــ وبهذا سيكون ظهور الفأر الأبيض وحده كافي لتخويف الطفل وبكاءه .
• إنطلاقا من هاتين التجربتين يمكن القول إن التعلم هو تغير مستمر في السلوك تبعا للإستجابات النابعة عن مثيرات ، والحديث هنا عن المثيرات الشرطية أو الإجتماعية أي الغير طبيعية ، على اساس أن المثير الطبيعي كقطعة اللحم بالنسبة للكلب أو الصوت المخيف بالنسبة للطفل ( ألبير ) لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتيجة أتوماتيكية أو رد فعل طبيعي بالنسبة لكل كائن من نفس النوع ، في حين أن المثير المحايد أي الغير الطبيعي والذي يتمثل في إشعال الضوء بالنسبة للكلب أو إظهار الفأر الأبيض بالنسبة للطفل ، أدى لنتيجة أو لنقل إستجابة غير طبيعية وهو ما يسميه بافلوف بقانون الفعل المنعكس الشرطي أي أنه مشروط بمثير غير طبيعي ، وهذه الإستجابة لم تكن لتقوم لولى إقتران المثير الطبيعي بالمثير المحايد وهو ما يسمى بالتعزيز أي تعزيز العلاقة وتصعيد القوة الرابطة بين المثيرين المختلفين من حيث الطبيعة ، وبناءا على قانون التعزيز يصبح المثير المحايد وحده كافي لبلوغ نفس النتيجة التي كانت سلفا طبيعية قبل أن تتحول إلى مشروطة أو شرطية ، وفي نفس الأن قد يحدث قانون الانطفاء الذي ليس هو إلا تقهقر وتراجع في قوة العلاقة القائمة بين المثيرين الطبيعي والمحايد ، وبهذا يكون قانون الفعل المنعكس الشرطي هو أساس التعلم من حيث إنه يعبر عن الكيفية التي من خلالها تتم عملية التعلم والإكتساب ، التي هي في آخر المطاف جملة من الإستجابات التي يمكن قياسها وملاحظتها والأمر يتعلق في هذا السياق بألية إجرائية أخرى هي التقويم والذي من خلاله يتم قياس مدى تحقق التعلم وذلك من خلال صياغة مجموعة من الخصائص التي ينبغي أن تكون متوفرة في السلوك بإعتباره إمتدادا للإستجابة ، ويمكن أن نميز بين إستجابتين هما :
• الإستجابة الشرطية أو الشرطية الكلاسيكية ، وهي الإستاجبة الحاصلة نتيجة لمثير ، والقائمة عند حدود ( م س ) .
• الإستجابة المؤثرة أو الفاعلة أو الإجرائية ، ومفادها أن الإستجابة تكون متبوعة بمثير معزز ، أي إن الإستجابة الأولى سرعان ما تتحول إلى مثير يظهر كإجراء أو فاعل مؤثر في السلوك ، لتصبح العلاقة على النحو الآتي : ( م = س ) ثم ( س = م ) = س. إ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار