الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما أتحدث عن – الجزء الأول : الحقيقة 1

مهاب مجدى يوسف
()

2015 / 6 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


* سلسة المقالات القادمة سأتحدث عن نظرتي أو مفهومي عن بعض المواضيع ، وهي : الحقيقة ، الأخلاق ، المعنى ، الحرية ، الحب . و بما أن هذا المقالات مرتبطة بمفهومي الشخصي لذا لابد التنويه أن هذه المفاهيم قابلة للتغيير و غير ثابتة ...

الحقيقة نسبية !! كثيراً ما نقرأ أو نردد هذه الجملة ، و العديد من النقاشات و الجدل حولها ، خاصة في نقد هذه الجملة . لكن دعنا نبدأ بالإتفاق على بعض التعريفات حتى لا نتحدث عن نفس الموضوع بتعريفات مختلفة .
أولاً : دعنا نتفق أن هناك ما يُسمى " واقع " ، هو ما نود دائماً قياسه أو وصفه ، و هو ما عليه الشئ فعلياً .
ثانياً : فلنُطلق على قياسنا للواقع مُسمى " حقيقة " ، بحيث يكون معنى " حقيقة ما " هي محاولة لوصف و قياس الواقع .
ثالثاً : الحقيقة المطلقة هي الحقيقة ( القياس ) المطابقة تماماً للواقع .

بما أننا جميعاً نحاول قياس الواقع و نخرج بما أسميناه " حقيقة " ، فليس لدينا ما يقول ما هو " الواقع " فعلياً بنسبة 100 % ، لكن لدينا مجموعة من الحقائق التي حاولنا بها قياس الواقع . قد تكون هذه الحقائق مختلفة بل و متعارضة مع بعضها .

على سبيل المثال : البعض يرى أنني مُتواضع ، و البعض الآخر قد يرى أنني مُتكبر ... هذه حقائق ( قياسات ) مختلفة لدرجة أنها متعارضة ، تم القياس في كلا الحالتين بناءاً على مواقف معينة و تم الخروج منها بهذه القياسات ، و لكن " واقع " الأمر قد يكون أنني : متُواضع ، أو مُتكبر ، أو مزيج من الصفتين ! القياسات تكون حسب ما وجده مَن يقيس لكنها لا تعبر عن الواقع ، فالواقع في ذاته قد يختلف عن القياس ، و قد يكون قريب من القياس ، و قد يكون عكسه تماماً ..! ولكن مَن يعلم بالفعل " هل أنا مُتواضع أم مُتكبر ؟ " فعلياً لا أحد ... بالطبع هذا مثال بسيط جداً .

فإذا أردنا معرفة هل قياسنا مطابق للواقع أم لا ، فهذا يكون عندما نخرج خارج حواسنا التي تقيس الواقع لنرى الواقع ذاته و نقارنه بما قامت به حواسنا و نقلته إلى عقلنا لنفهم جزء من الواقع . و بما أن هذا مستحيل أن يحدث لذا ليس لدينا أن نعرف الواقع تماماً ، بل نعرف جزء منه ( وقد لا نعرفه ) ، و لن يتبقى لنا إلا الشك .

لذا من المنطقي القول بأن " الحقيقة نسبية " و هذا نعني به أن قياسنا للواقع غير كاملاً ، فالواقع في ذاته مطلق ، لكن قياسنا له نسبي ، يختلف بقدر ما نقلته حواسنا إلى عقلنا عن الواقع . و عندما نقول " لا توجد حقائق مطلقة " أي أنه لا توجد حقيقة مطابقة " تماماً بنسبة 100 % " للواقع ، و ذلك لإستحالة معرفة الواقع مباشرة و الوقوف خارج حواسنا لإدراكه .

و هنا تأتي المعضلة الكبرى :
" الحقيقة نسبية " ... و بما أن " الحقيقة نسبية " هي في حد ذاتها حقيقة ( كمحاولة لقياس الواقع ) ... لذلك فهي نسبية و غير مطلقة ( أي أنها غير مطابقة تماماً للواقع ) ، حينها قد توجد حقائق مطلقة !
بطريقة آخرى : " لا توجد حقائق مطلقة " ... إذاً جميع الحقائق نسبية فعلاً .... إذاً هذه الحقيقة ( أن الحقيقة نسبية ) مطلقة ! ... لكننا نرى الآن حقيقة مطلقة و هي أن الحقيقة نسبية ! لذا يظهر لنا أن هذه الجملة تهدم نفسها ..

هذه المعضلة شبيهة جداً بـ "معضلة الكاذب" و هي :
شخص يقول لك " أنا أكذب " ، فهل تعتبر ما يقوله صدق أم كذب ؟
إن اعتبرت ما يقوله " صدق " ، فكيف تُصدّق كاذباً ؟!!
و إن اعتبرت ما يقوله " كذب " ، إذاً هل هو غير كاذب ؟!!


أكتفي بهذا القدر ، و نستكمل الحديث حول معضلة " الحقيقة نسبية " و نقاط آخرى في المقال القادم ...
.
.
http://www.facebook.com/mohab.magdy.youssef








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا