الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن الاسلاميين

طوني سماحة

2015 / 6 / 23
المجتمع المدني


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين صورا لرجال امن لبنانيين يقومون بضرب مساجين اسلاميين. اعتبر البعض الفيديو مفبركا فيما علت صرخة الآخرين مستنكرين. اصدر وزير العدل والداخلية تعليماتهما بإيقاف المذنبين مؤكدين أن هذا العمل لا يحمل صفة رسمية.

ما آلمني من خلال مشاهدة هذا الفيديو هو أننا ما زلنا نعيش ونفكر ونتعاطى مع بعضنا البعض بعقلية القرون الوسطى مع أننا نستعمل الخليوي ونركب أفخم السيارات وننافس العالم على كل ما يؤمنه لنا العلم من رفاهية. للأسف، نحن كمجتمعات متخلفة، لا مكان لدينا لحقوق الانسان، بل ما زلنا ننظر الى بعضنا البعض من خلال مسميات الدين والعرق واللغة والطائفة. أنا اليوم أكتب لأدافع عن الاسلاميين وليس عن جرائمهم. أدافع عن الانسان وليس عن الجريمة.

إن كان الاسلاميون قد ارتكبوا جرائم وسجنوا من اجلها، فسجنهم حق. لكن لا يحق لرجل الامن ان ينتهك حرمة السجين بتعريضه للتعذيب الجسدي او النفسي. وهنا وجب على المجتمع والدولة أن يتعاملا أولا وآخرا مع السجين كإنسان. لذلك لا بد لنا ان نغير مفهومنا للسجن وللسجين كيما نصل الى وطن يحترم حقوق الانسان.

السجن ليس مكانا للانتقام من السجين. لا يجوز ان يدخل الانسان السجن معافا كي يخرج منه محطما او معاقا نفسيا او جسديا. إنما على السجن ان يكون مكانا يقضي فيه السجين عقوبته كيما يخرج منه فيما بعد انسانا صالحا للمجتمع ولعائلته. على السجن ان يكون مكانا لاعادة تصويب المسار. عليه ان يكون مكانا يتم فيه العمل على إعادة تأهيل السجين من خلال تعليمه وتطوير مهاراته الفكرية والفنية والعملية. على السجن ان يكون مكانا يسمح للسجين فيه ان يقوم بتقييم مساوئ الماضي والتخطيط لمستقبل أفضل نافع له ولغيره من الناس. على السجن ان يكون مكانا يدخل اليه المرء مكبلا ومقيدا وان يخرج منه انسانا حرا. أخيرا على السجن ان يكون مكانا يعيد للانسان انسانيته بدل ان يقضي على ما تبقى لديه من انسانية.

كما ان السجن ليس مكانا للانتقام من السجين، كذلك السجان ليس وحشا ضاريا لا يعرف ان يتكلم سوى لغة الاهانة والشتيمة ولا هو إله منوط به إدانة الناس. على الدولة ان تؤهل السجان كيما يكون انسانا قبل ان يكون شرطيا او حارسا. على السجان ألا يقدّم الدين او العرق او اللغة على الانسانية في تعامله مع السجين كما انه ليس عليه ان ينحاز لسجين دون آخر بناء على ما تقدم. عليه ان يكون مثقفا وذا اخلاق عالية قبل ان يكون حاملا لشهادات علمية.

أنا اليوم اقف مع الاسلاميين في تعرضهم للاعتداء لأني ارى فيهم بشرا مثلي. ارى فيهم اناسا مخلوقين على صورة الله ومثاله. ارى فيهم ضحايا مجتمع زرع فيهم ثقافة كراهية الآخر وتكفيره. أرى فيهم اناسا تم غسل أدمغتهم وتلويث تفكيرهم وبالتالي ادين جرائمهم ولكني استنكر التعرض لانسانيتهم. إن كان اولئك الاسلاميون قد ارتكبوا جرائم، فليأت العقاب على حجم الجريمة، لكن ليس لنا ان نتحول بدورنا لمجرمين كيما نقتص منهم.

ترى، في ظل ما يحصل في بلادنا، أترانى نرقى الى مجتمع القانون والمؤسسات أم نبقى مجتمعات قبلية لا مكان فيها لحقوق الانسان سوى التسمية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دفاعك عن الاسلاميين حق يراد به باطل
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 23 - 00:42 )

مقالاتك تبين أن هذا الدفاع غير جدي

يكفي قراءة مقالك_ أنا شارلي _لنعرف نوع هذا الدفاع

أظن أنك تسخر

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية