الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابل الخير!!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2015 / 6 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



هناك أشخاص، عندما يعملون أي شيء.. يقدّرون ثمنه!
فكل شيء له ثمن عندهم، حتى الخير!
لذلك، فهم لا يعترفون بالمثل القائل: "اعمل الخير، وارميه في البحر"!
وعندما نقول لهم ـ على سبيل السخرية ـ: ألا يوجد خير لوجه الله؟!..
نفاجيء أنهم يفعلون أكثر من ذلك، مع الله!
فقبل أن يؤتى صنيعهم، ثماره، يسارعون في طلب الأجر والمثوبة، من المولى عز وجل!
تأمل معي، مثل هذه الطِلْبات:
.. "أجعله اللهم في ميزان حسناتي"!
.. "اللهم إني سامحت كل من اغتابني، أو ذكرني بسوء في غيبتي، وأسألك عن ذلك الأجر، والمغفرة، وبلوغ مراتب المحسنين"!
ومن خلال أوامر تعمل في الإرادات، لا للتقرّب من الله، بل للتقرّب من حصاد الحسنات، وإنتظار جوازيه؛ تجد من يقول لك:
هل أدلك على طريق آخر للخير؟..
ما رأيك بدعاء إذا دعوته، تمضي سنة، ولا تستطيع الملائكة من الانتهاء من كتابة حسناتك!
ولأن الخير عندهم يبدأ من أمنيّة: "ينوبني ثواب"، وينتهي بالرغبة: "في الربح غير المحدود"؛ تجدهم ينتظرون، وينتهزون حلول المواسم الدينيّة؛ لممارسة المرابحة، ونوال الجزاء المضاعف إلى ما لانهاية!
فإذا بينابيع المشاعر الجياشة، تتفجر، فجأة، من نفوسهم، وتفيض بالحنان، والعطف، والسخاء في مثل هذه الأيام "المفترجة"، فيقيمون الموائد لعابري السبيل، ويمنحون الأعطيات المتزايدة للأرامل، والأيتام، والمحتاجين!
ومن منا لم تجذبه، في الأيام القائظة، مبردات المياة، التي زرعوها في كثير من الأماكن التي نمر بها، تحت مسمى: "الصدقة الجارية"؛ لنكتشف أن الغرض منها، هو: "الحسنة الجارية"، لهم، ولأعزاء عليهم، كُتبت أسماؤهم بحروف: تجلب الدعاء، وتستمطر الجزاء الطيب!
،...،...،...
ان من يريد أن يعمل بإخلاص في مجالات: الخير..
يجب أن يكون: "خيّراً".. يحب الخير الذي يعمله!
فإذا لم يصل الإنسان إلى محبة الخير، والتعلق به، والحماس لأجله، والجهاد لتحقيقه، لا يصبح من أهله، ولن ينال مكافآت السماء، التي تليق بمن يصنع الخير من أجل الخير!
،...،...،...
ان إحدى هبات حب الخير ـ إضافة إلى تقدير العليّ ـ:
.. الشعور باثبات ذاتك؛ فحين تحب الخير، تُعبّر عن قدرة نفسك في تقديره!
.. وحين تعطي غيرك، عن حب، تحس بوجودك، وأن لهذا الوجود معنى، وقيمة!
.. وحين تختبر هذا التلاقي الوجودي مع الآخر، تنال الرضا عن النفس، وتحصل على الطوباوية التي لا تنتهي!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن