الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبني 00 فأسبك 00 وفي المساء نلتقي

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 26
المجتمع المدني


رأينا على مدى العقد الماضي من عمر العراق ، ما تصنع الخصومة والخلاف بين السياسيين وأثرها على المواطن العراقي البسيط ، فالشارع العراقي ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، شارع يتفاعل مع الحدث السياسي بقوة وعفوية كبيرتين ، فهو متطرف أحيانا في تقويمه السياسي وميوله ، وليس ذلك لجهل منه في السياسة إنما لحضور عاطفته وتسيدها على أغلب تصرفاته ، لأنه أقصد العراقي ، روحاني بطبيعته أكثر من كونه ماديا ، الأمر الذي يجعل اختياراته وخياراته السياسية عرضة للنقد والتمحيص ، فهو متسرع في أحكامه وبعض اختياراته ، ما يضعه في الأعم الأغلب في مواقف لا يحسد عليها نتيجة ثقته التي يضعها كثيرا في غير محلها ، وقائده في ذلك روابط الدم والدين والمذهب ، لا الفكر السياسي المؤدلج المدروس ، ولولا هذا الطبع الفطري الذي ما عاد يناسب هذا الزمن الرأسمالي الذي لا يرحم ولا يمهل أحدا ، لولا هذه الطيبة الفطرية لما حدث له ما حدث ، وزيادة على ما قلنا فقد ابتلى الله العراقيين بطبقة سياسية متلونة غدت الحرباء مثلا قديما غير مقنع إذا ما قيست بهم وبقابليتهم على التلون ، وقد تعود سياسيونا المبجلون بأنهم لا لون محدد لهم ولا هوية محددة معروفة ، ومن عاداتهم الأخرى التي لا مثيل لهم فيها ، أنهم لا صديق لهم ولا عدو ولا موقف ثابت يقيم السياسي فيه على أساسه ، فهم شركاء في الحكومة والمسؤولية ، لكن أحدهم حين يريد أن يروج لنفسه تراه ينتقد وبشدة الأداء الحكومي الهزيل وكأنه معارض مهمش لا سلطة له ولا مشاركة في اتخاذ القرار ، وهم أعداء في الظاهر على منصات المؤتمرات الصحفية البرلمانية ، يسقط أحدهم الآخر ويلقي بالمسؤولية عن كل خطأ بعيدا عن ساحته ، فلا تعلم من مع من ولا من ضد من ، فالكل أضداد أعداء 0 و ( عندما يأتي المساء ونجوم الليل تنثر ) ترى الجميع وقد أبدلوا ثيابهم بأخرى غيرها وانتظمت لهم حلقات المآدب والسهرات الودودة الحميمة ، ( كأن شيئا لم يكن ، وبراءة الأطفال في عينيه ) ما هذه الازدواجية الغريبة التي أحسب أن علماء الطب النفسي أكثر حيرة مني في تحليلها لأنها لم ترد في كتاب يشتم الحكومة وهو عضو فيها ، ويسب المحاصصة وهو من أسس لها ، ويعيب على الدستور نقصه وهو من شارك في كتابته ، وقد قارب حالهم حال من وصفهم الشاعر إذ يقول :
نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير عيب * ولو نطق الزمان إذن هجانا
فالعيب كل العيب سادتي المسؤولين فيكم ، فأنتم من وصفتم أنفسكم بمراهقي السياسة ، و لا أعلم متى يبلغ الحلم أحدكم ، فالمولود من الأطفال في العراق منذ التغيير أي منذ مجيئكم إلى السلطة ، قد بلغ الحلم أو كاد ، ولكن الحقيقة المرة والداء العضال ، هو أنكم لم تشبعوا نهمكم من المال والسحت والنفوذ حتى الساعة ، ولن تشبعوا فجوعكم لكل ما ذكرت قديم متأصل يجري فيكم مجرى الدم في عروقكم ، ولا يقولن لي أحد ، أنه نزيه أو بريء من الفساد المالي والإداري ، فكلكم بلا استثناء شركاء في سرقة العراق وشعبه ، وإلا لكشفتم السارق من بينكم وأفردتموه بعيدا عنكم ، لتنزهوا أنفسكم عن الاشتراك معه ، لكن هيهات وقد أشبع بطون الأبرياء منكم بعطاياه السخية فألجم أفواهكم عن كشفه فكلكم ، شركاء في الجريمة ، ولا أدري متى يغادر المواطن العراقي البسيط حالة اليأس والإحباط والطيبة الساذجة التي تغلب على طبعه فيضع لكل طينته في خده ويقول له آنستمونا بزيارتكم ولا تعيدوها في قابل الأيام 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين


.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت




.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا


.. الأمم المتحدة تكرم -رئيسي-.. وأميركا تقاطع الجلسة




.. تفاصيل مقترح بايدن من تبادل الأسرى حتى إعمار غزة