الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المرأة في الوعي المخترق

سعيد أحنصال

2015 / 6 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



الحركة النسائية كما تُروِّج لها بعض الجمعيات "الحقوقية" والقوى الإصلاحية المحسوبة أنها "يسارية"، ليست حركة اجتماعية بميلٍ طبقيٍّ واضح في المنطلق والهدف؛ كالحركة العمالية أو الفلاحية أو الطلابية... بل تعتمد، بدلاً، مقاربات جنسانية تطمس الفوارق الطبقية بين المرأة العاملة والمرأة البرجوازية، وتصطنع فوارقا وهمية بين العمال أنفسهم على أساس الجنس مما يمزق وحدة صفوفهم. وهي في ذلك تلتقي، على سبيل المثل، مع ما تسمى مجازا "الحركة الثقافية الأمازيغية" التي يقود خطابها الشوفيني الرجعي، هي الأخرى، لخلاصات سخيفة كالحديث عن عمال أمازيغ وعمال عرب، وبالتالي ردم الهوة بين المستغَلين ومستغِليهم باسم اللسان المشترك: الأمازيغية !!

شعار "المساواة" نفسه -الذي دائما ما يُطرح بهذا الصدد- يثير دوامة من الأسئلة: المساواة بين من ومن؟ وفي ماذا؟ هل بين المرأة الكادحة والرجل الكادح في حجم ما يتعرضان له معا من استغلال؟ أم بين المرأة والرجل البرجوازيين فيما يمارسانه من استغلال؟ أو أنه يجب إنهاء الاستغلال ذاته؟ أم ماذا؟ وهل الوضع الدوني للمرأة في مجتمعاتنا التبعية يعود لكونها امرأة، أي بسبب جنسها، أم مردُّه لموقعها ضمن علاقات الإنتاج السائدة والذي يختلف من امرأة لأخرى؟

إن إرجاع الأمور إلى جذورها، والنظر إليها في سياقها الاجتماعي السياسي الصحيح، تجعل قضية "المساواة بين الجنسين" )في الحقوق( من جملة المهام المطروح على الطبقة العاملة انجازها في إطار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالقيادة السياسية والإيديولوجية والتنظيمية لحزبها الشيوعي الثوري الماركسي-اللينيني. وليست مسألة "مجتمع مدني" ذي مرجعية امبريالية تُحسم عن طريق "الكوطا" و"مقاربة النوع".. !! وغيرها من الرطانات "الحقوقية" التي تعكس مدى اختراق الوعي الجماهيري وتسمُّمِه. وأي طرحِ آخر لها، من هذه الزاوية "الحقوقية" الليبرالية هو تزييف لوعي العاملات الكادحات وتقديمٌ لهنَّ قرابينَ على موائد الاستغلال والاضطهاد الرأسمالي الامبريالي.

بهرجة الكلام هذه حول "المساواة بين الجنسين" دون تعيين في ماذا تحديدا؟ وكيف يتم ذلك؟ ولمن يعهد القيام بتلك المهمة؟ تعتبر إسهاما في التضليل الليبرالي الذي تُسوق له هيئات ومنظمات "المجتمع المدني" القائمة بدور ماسخ جوخ الإمبريالية، سواء بقصد أو دونه. وهو المصير الذي ينتظر كل المقاربات التي تتناول الموضوع، أو أي موضوع آخر، من زاوية نظر الامبريالية ومؤسساتها اللصوصية العالمية ممثلة في "المرجعية الكونية لحقوق الإنسان"، كونها تعمل على تناول الأمور بمعزل عن علاقات الإنتاج المسيطرة، أي استبعاد العامل الاقتصادي؛ ومن ذلك المطالبة ب "المساواة بين الجنسين" مع إهمال التحولات السياسية والاقتصادية اللازمة لبلوغها وتحقيقها، أو السعي لتنظيم "كافة النساء" حول هذا المطلب )كما لو كن يشكلن وحدة منسجمة لا تخترقها التناقضات الطبقية وتمزقها كثرة الآراء الإيديولوجية( بدعوى أن "معاناتهن من الاستغلال هي واحدة في كل الطبقات" !! بما يميع في الأخير وعي العاملات منهن للاستغلال الحقيقي الذي يكتوين بناره وبمصدره الأساس، بل ويضعهن تحت رحمة القيادة البرجوازية لحركتهن بما يبعثر أهدافهن ويبدد كفاحهن. وقد رأى الجميع، خلال الحراك الجماهيري لحركة 20 فبراير، كيف اندفعت الجمعيات النسوانية للانجرار خلف اليمين الرجعي والفاشية الدينية والتسليم بأطروحاتها الظلامية كأمر واقع عبر تغييب طرح قضية المرأة ضمن أجندة نضال الحركة، وتكريس الفصل والتمييز بين الجنسين أثناء المسيرات الاحتجاجية، والسماح بترديد شعارات دينية معادية للمرأة... قبل أن تُتوج انهزاميتها هذه بالهرولة للتصويت إيجابا على مشروع الدستور الممنوح لفاتح يوليوز 2011...

لا ننسينَّ أبداً وصية لينين العظيم لرفيقاته البلشفيّات: "لا ترهُّب، ولا دونجوانية، ولا ابتذال ألماني".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | السلطات الإيرانية للإيرانيات: إما الحجاب أو نمنع ص


.. الإيقاع بأوكراني تنكر بزي امرأة للفرار من الخدمة في الجيش




.. ملكة جمال لبنان وعملت فرحها في مطعم!! فرح أسطورى رغم تفاصيله


.. وفاة مهندس -تقديس الأسرة الحاكمة- في كوريا الشمالية




.. صباح العربية | لم يقتصر على النساء فقط.. ما لا تعرفه عن تاري