الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان المحبة والتصالح والسلام

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 27
المجتمع المدني


كان المعتاد عند المقتدرين ماديا من العراقيين ، أن يبادروا في شهر رمضان الكريم بإقامة مآدب الإفطار التي يدعون إليها المتخاصمين من المعارف والأصدقاء مع كبار السن وعلماء المسلمين والأعيان والوجوه الاجتماعية بغرض التأثير على المتخاصمين وتنقية الأجواء فيما بينهم ، وكم تسابق بسطاء الناس لنيل الفرصة لتنظيم تلك الدعوات لإصلاح ذات البين وكم شاهدنا الكثير من المواقف المؤثرة التي تقشعر لها الأبدان تأثرا حين يلتقي ويتعانق اثنين من الأخوة أو الأصدقاء المتخاصمين منذ مدة طويلة ، وكم كانت مشاهد دموع الندم والفرح في وقت معا ، مؤثرة حين تنهمر من آماق أولئك المتخاصمين ، عند لقائهم وارتماء أحدهم في أحضان الآخر ، أما من كان يمتنع عن التصالح والمسامحة فإنه يتعرض لمقاطعة كل أولئك الحاضرين ، الأمر الذي يمنع معنويا أي أحد من عدم قبول الصلح0 وكانت أماسي رمضان تحتل مكانة خاصة في قلوب العراقيين الذين كانوا يستغلونها في زيارة من كان مخاصما في بيته والاعتذار منه ، ولم يكن أحد ليطرد ضيفا على باب بيته أيا كان ، فما بالك والضيف ضيف رمضان ؟ هكذا كانوا يستغلون شهر رمضان في تنقية الأجواء وفض النزاعات والخلافات تقربا لوجه الله تعالى ، وقل ما تفشل محاولة للصلح في هذا الشهر الفضيل ، سيما والناس يتقربون لربهم في شهر رمضان الكريم بالأعمال الصالحة ، وحسبك بالإصلاح بين الناس عملا صالحا ، فهو مفخرة ومنقبة عالية القدر يفلح من أتاها وأقدم عليها0 وما أحرانا في أيام كريمة كهذه الأيام ، أن نعيد الحياة لهذه الخصلة الكريمة التي لم تعد مألوفة في مجتمعنا في حين أصبحنا بأمس الحاجة إليها في ظروف الخلافات والنزاعات الشائعة في مجتمعنا في خضم هذه الفتنة الطائفية المقيتة ، فإن قال قائل : إن الذي حصل بين العراقيين ، أجل وأخطر من أن يسوى ويحل في مأدبة بسيطة أو في لقاء ودي عابر ، نقول له : إذن فلنستغل هذه الأيام المباركة في السعي الحثيث لترتيب اللقاءات الممهدة لمجالس الصلح العشائري من ترتيب الهدنة السابقة لمجالس الصلح العشائري وأخذ " العطوة " وتمهيد الأجواء وتهيئة النفوس وتهدئتها بالكلمة الطيبة وتطييب الخواطر ، ولا أحسب أن أحدا من العراقيين يرد طالب حاجة لا سيما في شهر الخير والبركات ، فهو شهر المحبة والوئام والطاعة ، فليكن السعي بين العشائر لغرض التصالح خالصا لله تعالى ولن يخيب الله ساعيا في تحقيق العدالة أو في إحلال الصلح والسلام بين عباده ، وليكن عيد الفطر هذا موسما للصلح مميزا يشهد مجالس الصلح في كافة الأنحاء التي ييسر الله حصول الصلح فيها ، إنها البداية فقط00أقدموا على أول مجلس صلح ، ولتضعوا مخافة الله والضمير نصب أعينكم ولتؤسسوا لصلح يقوم على المحبة والتآلف والتواصل أولا ، لا أن تجعلوا الديات أرقاما فلكية لتشتروا رضا ولي الدم بها ، وتفسحوا المجال وتفتحوا الأبواب للمتعنتين ليركبوا رؤوس عنادهم ، فتتعثر مساعي الصلح ، وليكن ما تتفقون عليه من دية مادية عرفا يتبعه العراقيون في فصولهم ونزاعاتهم ، ولا تجعلوها صعبة مستحيلة ، تخرب بيوت الناس فتجعل الخيار صعبا بين العيش بسلام ، وبين فقدان ماله كله ، أو بيته ، وذاك أمر تموت الناس دفاعا عنه ولا يسهل التفريط فيه ، اسعوا والله الموفق لكل بر وخير ومعروف0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: لا نعلم إن كانت المعاملة الطيبة مع الأسرى ستستم


.. فوضي في يوروو 2024 ..اعتقال 50 مشجع إيطالي يحملون عبوات ناسف




.. شاهد: الجنود المثليون في أوكرانيا يتظاهرون تحت المطر للمطالب


.. مصر.. اللاجئون السودانيون يستقبلون عيد الأضحى في ظروف صعبة




.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات