الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهدي من يشاء ويضل من يشاء

جهاد علاونه

2015 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو قرر ملك أو رئيس أي جمهورية في العالم أن يدعم فئة من الناس على حساب فئة أخرى أو دون أن يدعم باقي الفئات الأخرى لقلنا عنه بأنه رئيس أو ملك عنصري ويميز بين الناس ويفضل أناس على أناس, فلو قرر مثلا رئيس الحكومة في العراق اليوم أن يدعم بالمال أهالي مدينة الرمادي وحجب الأموال عن أهالي مدينة البصرة لقامت وسائل الإعلام وهاجت وماجت ولم تقعد حتى اليوم ولوصفت رئيس الحكومة بأنه رئيس عنصري وظالم وجهوي وفئوي , ولو قرر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يمد بالمال أهالي وسكان ولاية لوس أنجلوس ومنع تلك الأموال عن أهالي ولاية فلوريدا, لقلنا عنه بأنه رئيس غاشم ولديه تمييز عنصري.

ولو سألنا رئيس أو ملك تلك الدولة لماذا مثلا مددت بالمال أهالي هذه المدينة دون أهالي تلك المدينة؟ ولو افترضنا هذا فعلا ولم يقدم الملك أو الرئيس جوابا مقنعا لقلنا عنه بأنه إما أن يكون مختلا عقليا أو عنصريا ولديه سياسة التمييز العنصري والعرقي, اليوم كافة مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية تقاوم التمييز العنصري وتقاوم التمييز العرقي وتقاوم سياسات الفصل العنصري وليس مقبولا من أي دولة في العالم أن تمنح حقوقا مدنية لفئة من السكان وتحرِم منها باقي الفئات الأخرى, من هذا المنطلق دعونا ننظر في هذه الآية أو الجملة : ( إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء) فبغض النظر عن التفاسير القرآنية كونها تخلص إلى نتيجة واحدة وهي أن الله يدعم أناس ويترك أناس, ويدخل الجنة أناس على مزاجه الخاص ويحرم من الجنة أناس كثر لأنه هو الحر والإنسان عبدا وليس حرا, وهذا غير مقبول بباقي التشريعات المدنية, أي أن الإنسان يرفض أن يكون عنصريا في الوقت الذي يقبل فيه الله أن يكون عنصريا.. فلماذا الله يفعل هذا ولأي سبب؟ ولأي شيء, لماذا يختار فلانا من الناس ويهديه دون أن يهدي غيره, لماذا فضل الله فئة على حساب فئة ,أو لماذا يرزق فلان ولا يرزق علان ولماذا يغني من فضله هذه العائلة ولا يغني تلك العائلة؟.

من المؤكد أن الإله الحقيقي ليس كذلك فمن المستحيل أن يعطي الله س(سين) من الناس على حساب ص (صاد) من الناس هذا ليس عدلا ولا يليق بإله محب وخيّر,فلماذا الله يهدي فلان للحق ولا يهدي فلان؟ ولماذا يغني بالمال فلان من الناس ويترك جاره ينام وهو لا يملك ثمن العشاء لملء بطنه؟,الإله الحقيقي محبة ومساواة لا يميز بين مسلم ويهودي لا يميز بين مسلم ومسيحي, يعطي الكبير والصغير والمُقَمَطَ بالسرير, يرسل بشمسه على الأشرار والأخيار, ويرزق الإنسان الأبيض والأسود ويطعم الدواب والبشر, ويرسل بالمطر على كل المناخات الصحراوية والريفية, الله محبة وخير وعدل ونور ومساواة بين الأجناس كافة يرزق الإنسان ويرزق الحشرات الصغيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهداية والضلال
ميسره ( 2015 / 6 / 27 - 17:46 )
الله يهدي العبد الذي أختار الهداية بأن ييسر له سبيل الهداية, ويضل الضال بأن يتركه -بحريته- على ضلاله, هل هذه المسألة تعتبر معضله؟ لو أراد الله هداية البشر بالتدخل لأراد, ولكن جعل لهم حرية الاختيار, ومن حرية الاختيار ينتج (الثواب والعقاب).


2 - التعليق 1 ميسرة
الرصافي ( 2015 / 6 / 28 - 02:09 )
ذكرتنى كتابتك عن الثواب والعقاب باحدى مسلسلات دريد لحام ( غوار ) عندا ذهب لعند مامور مركز المنطقو فوجده واهما وحزينا ولما سأله لما انت حزين وقل حماسك وغرورك ..فرد عليه ايش بدي احكي يا ابني غوار ان الحكومة تريد غلق مخفر الشرطة لان المسؤلين لا حظو ان طوال الفترة الطويلة الماضيم لم تحدث حادثة جنائية ولا سرقات ولا مشالك ولا شجارات فقرروا ان المنطقة ليست بحاجة الى هذا المخفر ..واحنا وين بدنا نروح ونعيش بعد ان يسرحوننا من اعمالنا ..فاذنة الشيطان جاء لخلق المشاكل لاشغال من في السماء لانه اذا لا يوجد كافر او علماني فسيحصل هناك ملل وععطالة فبمن سينشغلون ؟!


3 - الله يهدي من اختار الهداية ويضل من اختار الضلال
الدرة العمرية ( 2015 / 6 / 28 - 02:56 )
هذا ما كتبه جهاد علاونة(,الإله الحقيقي محبة ومساواة لا يميز بين مسلم ويهودي لا يميز بين مسلم ومسيحي, يعطي الكبير والصغير والمُقَمَطَ بالسرير, يرسل بشمسه على الأشرار والأخيار, ويرزق الإنسان الأبيض والأسود ويطعم الدواب والبشر, ويرسل بالمطر على كل المناخات الصحراوية والريفية, الله محبة وخير وعدل ونور ومساواة بين الأجناس كافة يرزق الإنسان ويرزق الحشرات الصغيرة.)
من برأيك هذا الاله الذي يدير هذا الكون؟هل هو(الله) اله المسلمين؟ أم (يسوع) اله المسيحيين ؟ أم (يهوة) اله اليهود؟
المشكلة انكم معشر العلمانيين او التنويرين لم تحددوا لنا من هو الاله المفروض لهذا الكون فكلامكم معتم وليس تنويري.
طبعا انت تريد الطعن بالاسلام من خلال هذه الاية .ولكن هذه الاية تدل على قدرة(الله) المطلقة فلا يقع شيئ في هذا الكون الا بارادة الله.فعليك ان تتعلم معنى الارادة الكونية والارادة الشرعية حتى تفهم هذه الاية........وشكرا


4 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 6 / 28 - 09:30 )

اعتقد ان المشكلة هي .. في تصور ان ( يشاء ) هنا عائدة لله
يشاء عائدة للعبد و ليس لله
بمعنى اذا اردت انا الهداية فسيهديني الله .. و اذا اردت انا الضلالة فسيضلني الله
تريد ارنب خذ ارنب .. تريد غزال خذ غزال
و السلام
..


5 - الاله الحقيقي
الرصافي ( 2015 / 6 / 28 - 10:57 )
الاله الحقيقي هو بتلك المواصفات والقدرات التي ذكرها جهاد علاونة والاله الحقيقي لا يدعو ال قتل البشر وتيتم الاطفال وترمل النساء الاله الحقيقي هو كالمظلة الواقية للانسان


6 - ما هذه الفذلكة في الكلام يا رقم 1؟
بشارة ( 2015 / 6 / 28 - 21:33 )
اذا كان الذي تسميه عبد قد اختار شيء اسمه الهداية فقد اختار وقضي الامر فما حاجة الله ان يهديه وقد اهتدى؟ ما هذا الا منطق الصلعمي الاحول؟ هل الاصحاء بحاجة الى طبيب ان المرضى؟
لو قلنا مثلا الله يهدي الضال لكان الامر اهون على العقل ولكن حتى هذا فيه اشكالية وهي ان الله يُنقص من حرية ذاك الانسان وبالتالي لا يجوز ان يحاسبه على شييء هو (الله) تدخل في مجرياته !!!ء
شوية عقل اذا كان الذي تسميه عبد قد اختار شيء اسمه الهداية فقد اختار وقضي الامر فما حاجة الله ان يهديه وقد اهتدى؟ ما هذا الا منطق الصلعمي الاحول؟ هل الاصحاء بحاجة الى طبيب ان المرضى؟
لو قلنا مثلا الله يهدي الضال لكان الامر اهون على العقل ولكن حتى هذا فيه اشكالية وهي ان الله يُنقص من حرية ذاك الانسان وبالتالي لا يجوز ان يحاسبه على شييء هو (الله) تدخل في مجرياته !!!ء
شوية عقل

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa