الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكوك حول جدية الحرب على الإرهاب .

صالح حمّاية

2015 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( بداية أود تقديم تعازيّ الحارة لأسر جميع من ماتوا في الهجمات البربرية التي نفذت ضد الآمنين من قبل الإرهاب الإسلامي سواء في تونس أو فرنسا أو الكويت الصومال أو العراق، و في كل مكان ، فهذه الجريمة جريمة بحق الإنسانية ككل وليس جريمة بحق شعب بعينه )

بعد الجمعة الدامية التي شهدها العالم أمس ، سارعت اغلب الدول التي تعرضت للهجمات إلى اتخاذ خطوات سريعة لتدارك الأزمة ، وكان أبرزها هو ما قامت به الدولة التونسية بقرارها إقفال 80 مسجد تابع للسلفية في سبيل تجفيف منابع الإرهاب ، و السؤال هنا : هل حقا يمكن القول إن هناك جدية في سياسة الحرب على الإرهاب كما هي الحالة التونسية ، أم أن الأمر مجرد فقاعات إعلامية سرعان ما ستتلاشى ؟ .

بالنسبة لي وكما أتصور فلا يمكن القول أن هناك دولة ذات غالبية مسلمة يمكنها أن تجابه الإرهاب الإسلامي بجدية ، وهذا لسبب مباشر و واضح وهو أن قضية الإرهاب أعمق من الإرهاب نفسه ، فالإرهاب هو مجرد تجلي لقاعدة صلبة من التراث الفقهي والديني ، وهذه القاعدة هي التي شيدت عليها كل البنى الاجتماعية القائمة حاليا في البلاد الإسلامية ، لهذا فهل نتوقع انه يمكن لحكومة في بلد مسلم ما، ان تدخل في حرب مع أساسات المجتمع التي تحكمه ؟ و طبعا الجواب هو لا ، فحتى رئيس له شعبية جارفة كالسيسي وحين دخل في هذا الامتحان فقد جبن و تخاذل ، فكما نعلم السيسي ومنذ بداء حملته للترشح للرئاسة ركز على فكرة إصلاح الخطاب الديني ومكافحة جذور الإرهاب ، لكن الذي جرى أن السيسي بدء يتراجع شيئا فشيئا ، حتى خفت صوته في النهاية ، وصار العكس هو الحاصل حيث ازداد تمدد الأصولية حتى وصلت إلى محاكمة من صدقوا السيسي في خطابه عن الإصلاح الديني على غرار إسلام بحيري وغيره ، وهنا لو سألنا لماذا تراجع السيسي و خفت مشروعه ؟ فسيكون الجواب ببساطة هو أن لا احد يستطيع إعلان الحرب على الأساسات التي يقف عليه ، فالسيسي و النظام المصري عموما قائمة على "قاعدة" الأصولية الدينية ، فمن جهة لديه الأزهر الذي يسنده ضد جماعة الاخوان التي تحاربه دينيا ، ومن جهة لديه الطبقة المحافظة التي تؤيده و التي تقوم كلها على التصورات الأصولية بحيث أن شر الإرهاب عندها، أهون من شر الحريات التي قد تحرر بناتها أو أبناءها من سيطرتها الأبوية ، وعليه فالغالب بل و المؤكد أن جميع الدول ذات التركيبة الشبيهة ، ستظل تحارب في عوارض الإرهاب، لكنها لن تحارب جوهر الإرهاب ، وحسبها أن يبقى الحال غير مكلف فقط ، لأنه من المؤكد إذا طال الوضع فالإرهاب سيستولي على الدولة ، وهو بالتحديد ما يجري كل فترة وفترة ، حيث تتبادل الأدوار بين الدولة الأمنية التي تحارب عوارض الإرهاب ، وبين الحكم الديني الذي يخلف الدولة الأمنية بعد سقوطها ، و هو تماما ما بشر به فرج فودة قبل زمن ، فتبادل الأدوار بين الدولة الأمنية و الأصولية الإسلامية ، لن يؤدي سوى إلى استمرارهما معا حتى يفنى الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكوك
ناس حدهوم أحمد ( 2015 / 6 / 28 - 01:28 )
نعم . فالمشكل يوجد في أساسات البناء الإجتماعي . فحتى الدولة عندما تتعهد بالإصلاح الديني فلن يكون ذلك إلا إثارة للمواجع . لأن الشعوب العربية لا زال باكرا عليها القيام بالإصلاح الديني . وهذا إذا ما تم تطبيقه فإن الثورة سوف تنشب من جديد ضد الدولة التي تريد المس بالهوية الدينية التي هي متأصلة في نفوس الشعوب العربية . فالدين بقدر ما هو هوية متجذرة هو أيضا بناء له أسس لا تتصدع أبدا بل بالعكس لا تزيد إلا ترسخا مع مرور الزمن . فالغرب نفسه رغم تحرره ظل الدين قائما عنده وأكثر صلابة من ذي قبل . لكن الغرب وجد علاجه في أخلاقيات الحوار وحتى العلمانية نفسها تحمي الدين وتحمي حرية الأديان . أما العرب فليس لهم حوار على الإطلاق وإنما حوارهم تشنج مرضي تخدمه ديمقراطية العنف والتسنج لا غير . بمعنى إنصر أخاك ظالما أو مظلوما .


2 - الاسلام لايمكن اصلاحه وانه
مروان سعيد ( 2015 / 6 / 28 - 16:29 )
تحية للاستاذ صالح حماية وتحيتي للجميع
لكل داء دواء الا الاسلام ليس له دواء الا بشطب ونسخ التعاليم الاسلامية كلها ووضع تعاليم جديدة تتماشى مع العصر
اغلاق مساجد وسجن شيوخ لاينفع حيث من شب على شيئ شاب عليه
يجب اقناعهم بان القران مضروب من زمن عثمان وانه احرق النسخة الاصلية والف قران جديدا قائما على الكره والحقد
وبعد تاليف القران الجديد المليئ بالمحبة ستجد كثيرين سيدخلون الاسلام وسيحبونه
وعند قراتي موضوعك هذا تذكرت موضوع رائع قديم لك
الحانات و بيوت الدعارة أفضل من المساجد .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=438475
اعتقد هذا افضل حل قلب الجوامع الى حانات افضل من ان تنشر الارهاب والكوارث
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah