الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع الدولي والمصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 28
المجتمع المدني


من واجبات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الرئيسة ، التدخل في الخلافات بين الدول كطرف ثالث محايد وفض النزاعات المسلحة وتطبيع العلاقات عن طريق المفاوضات والتفاهم والمباحثات ، وتصل الأمور في كثير من الأحيان إلى درجة إرسال القوات الدولية المسلحة لتقف حائلا بين طرفي النزاع بعد إيقاف إطلاق النار عادة ، وقد حدث فعلا أن سيطرت القوات الدولية على كثير من بقع التوتر في العالم عن طريق قواتها المتمرسة والمتدربة على التعامل مع ثقافات عديدة من كافة الأجناس والأعراق ، وقد رأينا قوات الأمم المتحدة ذوي القبعات الزرق حين وقفوا بين العراق وإيران والعراق بعد إيقاف لإطلاق النار ، وبيننا وبين الكويت وفي لبنان وأماكن أخرى عديدة ، ولا شك أن الدور الذي تؤديه الأمم المتحدة في إنها النزاعات المسلحة دور كبير ومؤثر ، ولسائل أن يسأل ، لماذا لم نر آثارا ملموسة أو محسوسة تدل على تدخلها أي الأمم المتحدة في الخلاف الداخلي العراقي ؟ ربما لأن الأطراف التي تؤجج الصراع وتديمه متسترة لا تريد فضح نفسها من جهة ، ولا تريد لهذا النزاع الاستنزافي أن ينتهي من الجهة الأخرى ، فأطراف النزاع في بلد كالعراق تلونت تلون مكوناته الجميلة بل أكثر من ذلك كتعدد وتلون أحزابه وكتله السياسية0 لكن كل ذلك لا يعفي المجتمع الدولي من التدخل وبفاعلية لحل هذه المشكلة التي طالما هدد المختصمون فيها بتدويلها ولكن العراقيين كانوا يرفضون ذلك على اعتبار أنهم أهل الحكمة والرأي وليسو بحاجة إلى من يتدخل ليحل مشاكلهم ، لكنهم أثبتوا وبجدارة عالية فشلهم في رحل مشاكلهم التي أسست لمشاكل العراق بصورة عامة ، ومما لاشك فيه أن المجتمع الدولي إذا تدخل وبجدية لحل المشكلة فإنه سيصل إلى نتيجة بسرعة وفي زمن قياسي ، وما ذاك إلا لأنهم يعلمون كامل التفاصيل وجذور المشكلة التي تفاقمت نتيجة إهمالها ، والمجتمع الدولي يتعامل مع مشاك كهذه بعلمية فيحلل ويدرس ويراقب أدق التفاصيل وأصغرها من ما نغفله نحن لضآلتها وصغر شأنها ، إلا أنهم يتعاملون مع معطيات الواقع لأنها مهما كانت صغيرة لا يؤبه لها يمكن أن يكون لها بعض التأثير الذي قد يكون سببا لنتيجة تؤثر في حل المشكلة إيجابا في المستقبل وهذه هي الخطوات الصحيحة والعلمية في حل المشاكل حلا جذريا ، لكن مما يدعو إلى الشك والظن حرص الحكومات العراقية المتعاقبة على تهميش وتحييد دور المجتمع الدولي في حل مشاكل العراق تحت ذريعة استقلال القرار والشؤون الداخلية والخروج من البند السابع ، وما ذاك إلا لترك المجال مفتوحا أمام القيادات المفسدة للتحكم بمصير وخيرات العراق بغية نهبها والتمكن منها ، ولست في صدد الدعوة إلى هيمنة خارجية تتحكم بمصير العراق وقراره السياسي المستقل ، لكنني هنا أدعو إلى إشراف دولي يتبنى ملفات الإعمار والمصالحة والإشراف على حركة المال العراقي ومراقبة أوجه صرفه ، وليس المال هنا غاية أو هدف فالإعمار الحقيقي لبلد صرفت على إعماره المزعوم مئات المليارات من الدولارات التي تكفي لو استثمرت بما يرضي الله لبناء العراق من جديد على وفق أحدث وأرقى المواصفات العالمية0 وقد بانت أولى بوادر التدخل الأممي المحمود في المساعدات الأخيرة التي خصصت للعراق لأغراض تأهيل منظومة القضاء العراقي والمصالحة الوطنية ، ومتابعة ملف المعتقلين في السجون العراقية ذلك الملف الشائك الذي وقف ويقف حجر عثرة في طريق تحقيق مصالحة وطنية حقيقية ، لنراقب ونرى من يسهل عمل الأمم المتحدة ومن يعرقل عملها ويضع العقبات في طريقها والمستقبل كشاف لكل مستور0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع