الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين و المعتقد : تحويل البشر الى وحوش مفترسة

صلاح اميدي

2015 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عند الأفراد الجنون هو أمر نادر ولكن في المجموعات ,الأحزاب, الأمم ,العصور.. الجنون هو القاعدة. - فريدريك نيتشه

كيف يشعر الانسان بالرضا والارتياح النفسي وهو يحمل مبتسما رؤوس الاطفال المقطوعة؟ ..
كيف يجروء على حرق بني نوعه و فصيلته احياءا ؟ ..كيف يتحول الشاب المولود في الغرب لحيوان متوحش ينهش احشاء الاخرين و يمزقهم باسنانه مجرد الالتحاق بداعش ؟
لو فرضنا انه لم يوجد الدين والمعتقد , هل كان لهؤلاء الجرئة النفسية على فعل هذه الاعمال الحيوانية ؟

في 1971 قام فيليب زومباردو باحدى التجارب السايكولوجية الاكثر اثارة للجدل في تاريخ علم النفس .. ما عرف باختبار سجن ستانفورد . حيث حول سرداب جامعة ستانفورد الى ما يشبه سجنا حقيقيا ..
قامت البحرية الامريكية بتمويل الدراسة لفهم نظام السجن لديها ..
قسمت المجموعة عشوائياً إلى اثنتين متساويتين مساجين وحراس.
كان من المفروض ان يستمر الاختبار 14 يوما و لكن سرعان ما انهي بعد ستة ايام لبطش الحراس على السجناء ..
الغرض من الاختبار كان مدى تحول الانسان العادي الى شخص سادي و ظالم و فاقد الضمير متى ما اتيح له الفرصة و السلطة اللازمة .
و كما توقعه العالم النفسي فبمرور يومين ازداد بعض الحراس من اعتداءاتهم و سلطتهم على السجناء و سرعان ما استلسم معظمهم ,اي السجناء, للامر الواقع بالخضوع لاوامر السجان المجحفة و الغريبة و اصبحو مسلوبي الشخصية ,و تحول الامر كله الى شيء مربك و مرعب اجبر زومباردو على وقف الاختبار.
لكن و منذ اعلان نتائج التجربة برزت اراء تشكك في المصداقية الكاملة للاختبار . منها ما تقول ان طريقة سير التجربة كانت موجهة للحصول على النتائج المبتغاة من قبل الباحث . حيث تبين انه ( زومباردو) قام باضافة بعض الاجراءات التي ازدادت من توتر وخوف المساجين كاعطاء النظارات السود لجميع للحراس بغية ازالة عامل الالفة الانسانية منهم عند التعامل مع السجناء الخ..
المهم ان البعض الاخر اقترح انه كان على ارض الواقع لدى السجين في تلك الايام حقوق معينة, والسجون لم تكن محض اماكن للترهيب بل كانت مصممة للتاهيل النفسي نوعا ما ايضا..

اعيد اختبار زوباردو قبل سنوات قليلة من قبل نفسانيين اخرين وتبين الاختلاف في النتائج .. هذه المرة ظروف السجن لم تكن في سراديب الجامعة بل اقرب منها للسجن الحقيقي.
فالسجين سرعان ما اشتكى من سوء المعاملة وامتنع عن حظور الجلسات مع المحققين ,واحيانا اخرى امتنع عن الاكل والشرب لاجبار سجانيه على الاستجابة لمطالبه ..

لكن هل هذه النتائج دحضت استنتاجات زومباردو الاولية ؟
بالطبع .. لا . بل انها اثبتت صحتها كاملة .. حراس سجن ابو غريب كانوا الدليل القطعي لمصداقية اختبار زومباردو حينما اوعزوا( السجانين) لكلابهم البوليسية بتمزيق اجساد المسجونين .. الحراس كانوا امريكان متعلمون على الحقوق البشرية داخل السجون وليسوا عراقيين يمثل تقليدياعرف السجون لديهم , فقط الضرب والتعذيب وانتهاك وسلب الحقوق وكرامة السجناء طبعا .. ابو غريب لم تكن امريكا, فلا حقوق لسجين ولااضراب و لاشكوى ولا معاملة تليق بانسان ..
التجربة برهنت على صحتها 100% .
يقال ان احد العراقيين من محافظة اخرى كان يذهب الى بغداد كل سنة لعدة ايام كعطلة سنوية و يزور ناديا ليليا يقضي فيه بعض الوقت في السهروالمرح . لم يعلم ان البعثيين بعد مجيئهم قد حولوا البناية لمركز مخابرات .. ذهب صديقنا هذه المرة دون ان ينتبه لعدم وجود رقعة النادي الليلي على الباب .. فجأة امسكه احد افراد المخابرات من قميصه و قال له .. الى اين ؟..
الرجل تعجب وقال له بصوت مربك "غير دك و رقص " ؟ فانهال عليه ابو المخابرات باللكمات والركلات واشبعه ضربا قائلا .. كلا عزيزي , اهنا بس دك ما باقي رقص!!

و ماذا عن سجن داعش ؟
يقول الفيلسوف الفرنسي باسكال: الانسان يقف بين الملاك و الحيوان وفي سعييه ليكون ملاكا يصبح حيوانا ..
في يوم جمعة رمضانية الموافق 26/06/2015, سقط 30 قتيل في تونس و مثيل العدد تقريبا في الكويت و مقطوع راس في فرنسا و قبلها بيومين مجزرة قتل 150 كوردي بريء من كوباني على ايدي هؤلاء الاشرار داعش؟. باسم الدين.
مقطوع الرأس الفرنسي كان صاحب العمل الذي اشتغل فيه المجرم المسلم الجاني.

قبل اشهر ترك اربعة اخوان بيتهم في "سيدني" وانخرطوا في قطع رؤوس الناس في تنظيم مختلي العقل السيكوباث "داعش" اعمارهم تتراوح بين 32-19..
مولودون في الخارج .. التحقوا بمجموعة الارهاب و تغييروا الى قتلة ساديين يطبق عليهم قوانين اختبار سجن ستانفورد بابشع صورها .
كيف تحول انسان عادي ترعرع في الغرب ولم يرى في حياته مناظر القتل وفي في غضون اشهر الى قاطع لرؤوس البشر؟..
لكي تتفوق العاطفة على العقل والاندفاع الاعمى للقتل و دحرالنفس على التحليل الواقعي للامور, لا بد ان يشعر الانسان على نوع من الرضا النفسي بهذا التفكير المشوه ..الشعور الداخلي للحصول على الرخصة الربانية اوالدينية و بالثناءعلى القيام بالقتل ..
العلم يقف عاجزا عن تحليل و معرفة سبب تحول الخلية العادية للجسم من خلية منظمة تعمل تحت نظام و ترتيب, الى خلية سرطانية تتكاثر تلقائيا وفاقدة السيطرة على نفسها و تقتل هذا الجسد .. ما هو المحفز الاولي لهذا التغير؟؟..
علم النفس و الاجتماع و علوم الدين ايضا في حيرة من معرفة ما هو المحفز الاولي الذي يفقد الانسان البالغ ذو العقل والدراية الكافية و يتجه الى الموت و قتل الابرياء معه لنيل انهار الخمر والحواري وهو الذي يرى في الارض انواع الخمور المصنفة وانواع الحوريات و يتركها في الارض بحثا لنيلها في الجنة الموعودة .
نعم الدين هو الذي يكفل الغبي بالغباء المطلوب , ورجال الدين من جميع الاديان والائمة الاسلاميين خصوصا منها, الوهابية السلفية الاخوانية هم من يشعلون روح التحول للحيوانية و التوحش باسم الله و ايقاد روح دحر النفس فيهم ..

جون كالفين في فترة السلطة الكالفينية التوتاليتارية في القرن السادس عشر , المجرم القاتل باسم الكنيسة, احرق اكبر المفكرين انذاك (سيرفتوس) وقته حيا ..
كتب فيها ابيات شعر جورج اليوت George Elliot في Adam Bede:
We are the pure and chosen few
And all the rest are damned
There’s room enough in hell for you
We don’t want heaven crammed
نحن القلة المختارة و النقية ..
البقية جميعا عليها اللعنات ..
في الجحيم مساحة تكفي لايوائكم .
فلا نريد ان تكتض بكم الجنة والسماوات ..

ابو بكر بعاشير الاندونيسي و قائد مجموعة انصار التحرير الارهابية الذي يمضي عقوبة السجن 15 عاما لضلوعه في انفجارات ارهابية في بالي 2002 و جاكارتا و غيرها حيث قتل على الاقل 300 شخص , يروي" قصة اصحاب الاخدود" في زمن فرعون.. القصة التي ذكرت في الحديث النبوي ايضا و رواه البخاري و ابن كثير ..
لا حاجة لسرد القصة هنا و لكن و بحسب بعاشير فان الكثير من العلماء الدينيين يرجعون الى هذه القصة دليلا على ضرورة السعي من اجل الجهاد و التضحية بالنفس من اجل بعث الكلمة ..

و من منظور التطور يقول داروين في اصل الانسان عن هذه الظاهرة :
ابشع المتوحشين يشعرون بشعور المجد .. الرجل الذي لم يندفع سابقا للتظحية بنفسه من اجل الاخرين و لكنه استيقظ على هذا الشعور (المجد) سوف يثير بهذا المثال نفس الرغبة والشعور في الاخرين و يعزز بداخله من خلال الممارسة, ايضا الاحساس النبيل بالاعجاب. وبهذا يفعل لجماعته عملا افضل بكثير من انجاب ذرية لها الميل إلى وراثة شخصيته الخاصة المحدودة المنافع .

نعم بالسعي ليكونوا ملاكا قريبين من الرب اصبحوا وحوش مفترسة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah