الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الفن في المصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 6 / 29
المجتمع المدني


لا يختلف اثنان في دور الفن بفروعه المتعددة في إغناء الحياة بروح الشاعرية المتجددة التي تملأ النفس المتوترة اطمئنانا وأمنا ، فرؤية منظر طبيعي فيه لمسة فنية تنبه الرائي إلى مواطن الجمال ، تبعث في النفس هدوءا وسكونا غريبين حيث أن حواس الإنسان بحاجة مستمرة إلى الشعور بالسعادة ولو للحظات بين الفينة والأخرى ، ولحظات السعادة التي أعني هنا يمكن تجسيدها في لحظة سماعك لحنا شجيا يداعب خلجات نفسك المتعبة المتشنجة فيسحبها قسرا إلى مجال التأمل الواسع الذي ينسيك هما أو يلهيك ويشغلك عن مشكلة آنية ، فتجد نفسك من حيث لا تدري تعوم في بحر من الطرب اللطيف ناسيا همك وطارحا مشاكلك جانبا ولو للحظات ، تلك هي لحظات السعادة المسترقة التي أعني ، نكتة لطيفة من الممكن أن تضحكك حد البكاء وأنت في غياهب الحزن أن وافقت لحظة صفاء مناسبة ، ويمكن للفن أن يغير من ثقافات الشعوب وأخلاقها واعتقادها ، فالمطلوب إذن من أدبائنا كتابا وشعراء وروائيين وقصاصا ، أن ينهضوا بأعباء مسؤولية هذه المهمة الوطنية الإنسانية ، ولا ينكر أحد دور الأغنية مثلا في التأثير بالشارع العراقي ودور الشعر عموما فالمجتمع العراقي بطبيعته متذوق للشعر متأثر به ، ومن المعلوم كذلك أن الجو الأسري العراقي بمجمله متأثر بالأعمال الفنية الدرامية إن كانت تلفزيونية أو سينمائية ، فحري بالكتاب العراقيين الغيورين الحريصين على وحدة شعبهم ووطنهم الانتباه إلى هذه المسألة ورفد الشاشات الكثيرة في العراق حاليا بالمسلسلات التي تثقف باتجاه الأخوة والمحبة وإشاعة السلم الأهلي والحث على المحبة والتصالح والوحدة والأخوة ، كما ينبغي عليهم استغلال الظرف الراهن و تعبئة الخطاب الإعلامي العراقي لدعم المعركة القائمة حاليا ضد الإرهاب وتسليط الضوء على المواقف البطولية التي تصلح كل واحدة منها لتكون رواية سينمائية واستغلال المواقف الإنسانية التي تفرزها الحرب ومواقف الأخوة الحقة بين المقاتلين أثناء المعارك وفي أثناء حياة العسكر اليومية ، حيث ينصهر المجتمع العراقي في بوتقة الحرب في أخوة يضرب المثل بها ، وتجسيد هذه المشاعر والقيم الإنسانية والبطولية الرائعة بالفيلم والتمثيلية والمسلسلة والأغنية واللوحة والصورة الفوتوغرافية وكل مفاصل الفن المتعددة والأدب كذلك من القصيدة والقصة والرواية 0 وكلنا يعلم أن العراقي إنسان يفيض عاطفة وإنسانية ورحمة ، دمعته وعبرته حاضرة يؤثر فيه بكاء طفل صغير و شكوى عجوز مسنة وشيخ طاعن في السن ، وما أكثر المواد الخام لهذه المادة الإنسانية في المجتمع العراقي ، ويكفيك أن تدخل مخيما للنازحين فتنظر إلى وجوه الأطفال الشاحبة وعيون الرجال المنكسرة الساهمة ، أو نظرة الحيرة في وجوه النساء اللاتي لا يعلمن ما يصنعن لتدبير أمور أسر ضاع منها أمنها واستقرارها وهنائها مع بيوت تركوها كانت تعج بالمرح والحب والسلام والدعة ، من إيصال معاناة هؤلاء النازحين إلى المجتمع قبل الحكومة عسى أن يهب الشعب العراقي مطالبا حكومته بإنهاء معاناة هذه الملايين المعذبة الضائعة ، وتأمين السكن اللائق لهم وظروف معاشية أفضل وليرحموا عزيز قوم ذل ، وليسوا إن فعلوا بمتفضلين في ذلك فهم مقصرون يجب عليهم أن يكفروا عن ذنوبهم بحق العراقيين الذي ما كان ما حدث ليحدث لهم لو كانت الحكومة قوية قادرة على الدفاع عن شعبها لا أن تفرط فيه هذا التفريط المذل المهين0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة


.. ما الأسباب وراء تصاعد الجدل في مصر بشأن اللاجئين السودانيين؟




.. طواقم الدفاع المدني بمدينة رفح تنتشل 7 شهداء من محيط مخازن و