الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومضة حول عراق اليوم

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العراق في ومضة
العراق دولة نظامها جمهوري تقع في منطقة الشرق الاوسط وحدود العراق مع دول الجوار هي :
من الشرق ايران
ومن الغرب سوريا والاردن والسعودية
ومن الجنوب الكويت .. وقطعة صغيرة من ساحل الخليج العربي
ومن الشمال تركيا
وكما هو معروف فأن موقع العراق الجغرافي مهم وستراتيجي وفق المنظور الجغرافي ، والعراق غني بثرواته الطبيعية وعلى رأسها النفط ثم الماء الذي يروي بنهري دجلة والفرات وفروعهما اراض زراعية تغطي مساحات شاسعة تجعل منها اراضي صالحة للزراعة التي تعتبر ثروة زراعية هائلة ويمتلك العراق ايضا من الثروات الطبيعية كالمعادن التي تقود وتطور وتجعل الصناعات الاستخراجية والتحويلية في قمة ازدهارها.
ويطول الحديث عن العراق وتاريخه الطويل وشعبه العريق. هذا الشعب الذي ابتلي على مر التاريخ بالكوارث والنزاعات والمصائب المتوالية.
لو اراد المطلع ان يتعرف على العراق اليوم سيجده متخم بالمصاب والفساد والفضائح والجرائم وشعبه يعاني الفقر والحرمان على طول الزمان ولم يهدأ للشعب بال . كل دول الجوار ومعظم دول العالم عيونهم على العراق والمصيبة ان شرائح كبيرة من الشعب العراقي تتعاطف اذا لم نقل تتضامن او ان ولائها لدول الخارج ، وقد قالها يوما الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، ان كل الشيعة ولائهم لأيران وليس لدولهم ، ولا يختلف المكون السني كثيرا عن المكون الشيعي فهناك شرائح كبيرة من المكون السني ولائها للدول المصنفة على انها سنية (تركيا والسعودية ودول الخليج العربي) ، وهناك شرائح اخرى لا تقل خطورة عن ذلك حيث ان هناك الاكراد الذين يسعون الى بناء دولتهم المستقلة بعنصرية قومية خالصة للاكراد والتي عرفت من اين تؤكل الكتف حين قامت بالتنسيق المباشر وغير المباشر مع قوميات اخرى سبق لها ان حققت حلمها في انشاء وطن قومي كما تسعى له الاكراد ، وطن يبنى باسلوب وضع الخطط واستثمار الفرص لضمان النجاح واعلان الوطن الكردي في الوقت المناسب.
اخيرا تأتي الفئة التي تبحث عن العلمانية وسيادة النظام العالمي الجديد وهي تسعى وتتعاون مع الدول الاستعمارية باسم النهضة والحضارة والتحرر والتكنلوجيا ، الا انها تبيع ارتباطها بالوطن مقابل المال ورضا رغباتهم ومصالحهم الشخصية ، وفوق هذا كله هناك فئات عديدة متنوعة تتناقص نسب اهتمامها بقضايا الوطن بنسب تنخفض وترتفع الى ان نصل الى القلة التي تحتكم الى خصالها الاخلاق الاسلامية والعروبية الاصيلة والتي تربيتها كانت في حب الوطن والتضحية في سبيله ، وهذه الفئة قليلة وضعيفة بحكم حجم المواجهات مع بقية الفئات والمصالح الدنيوية. وتشترك معظم الفئات والشرائح بعنصر خطير يعتبر الاخطر بين الاسباب التي تسهل كسب الناس وقيادتهم للأنظمام الى المفاهيم الفكرية في اقناع العامة للتحزب والانشقاق والانخراط في تنظيمات سياسية غير منصفة الا وهو استغلال الدين للأغراض النقابية والحزبية.
بعد هذا الوصف الموجز نتسائل .. لم هذا التنافر والاختلاف في مكونات الشعب العراقي؟ .. حتما الجواب معقد .. ولم تظهر الى اليوم نظرية شاملة تفسر هذا التناقض والاختلاف ، لا من عراقيين مخضرمين ولا مؤرخين ولا فلاسفة او علماء يستطيعون ان يصفوا هذا الشعب في هذا الوطن او ان يخمنوا سلوكياته المتوقعة ضمن دراسات سلوك البشر الطبيعية. وفوق هذا التعقيد هناك حالة اخرى لا تقل خطورة او تعقيدا عن ما ذكرناه , حبث من غير المستبعد ان تتوالى الاطماع الخارجية وتزداد طالما هناك حاظنات في الداخل كلها تسعى لمصالح شخصية مقابل التعاون مع الاجنبي. لذلك ليس غريبا ان نجد ان علاقات العراق مع دول الجوار متأرجحة ومتذبذبة بين سيئة وسيئة جدا او عدائية ولا نود الخوض في اسباب وانواع تأرجح العلاقات مع دول الجوار.
لم يحضى العراق بفترة زمنية طويلة ينعم بها بالهدوء والسكينة ليبني وينعم بما منحه الله من خيرات في ارض الوطن , ولو عدنا بالتاريخ الى الوراء وقبل عام الغرق في بحر الفساد وخراب البنى التحتية في 2003 فقد كان عام 1990 الحرب التي استدرج بها العراق الى حرب الكويت وفي عام 1980 الحرب مع ايران التي دامت 8 سنوات ثم عام 1977 حرب الشمال مع الاكراد ومن تحالف معهم من ايران وبعض الدول الخارجية . وفي عام 1967 مع حرب اسرائيل ومشاركة العراق لسوريا ومصر والاردن . وفي 1963 ردة تشرين التي فرقت الشعب وفي عام 1958 ثورة ضد الملكية التي كانت المفتاح للفساد والخراب وضهور الغوغاء وقبلها في عام 1945-1948 الحرب العالمبة الثانية وسيطرة الاستعمار وقبلها كانت فترة السبات القصيرة لما بعد الحرب العالمية الاولى وثورة 1920 وقبل هذا التاريخ كان السبات الكبير الذي دام اكثر من 1000 سنة قضاها العراق بين الاستعمار العثماني والامراض والجهل والتخلف ولم يحصل في العراق ما يستحق ان يشير له التاريخ او ان يكتب عنه المؤرخون لما بعد سقوط الدولة الاسلامية العظمى والتي كان قلبها وعاصمتها العراق وبسقوطها سقط العراق للمرة الثانية بعد ان سقط على يد الدولة الفارسية ولو يحسب المؤرخين كم مرة سقط العراق وسقطت بغداد عبر التاريخ وعلى يد اي جهة وضروف العراق قبل وبعد السقوط لكان عدد تلك المرات يشكل مؤشرا لتحليل واقع حال هذا البلد وسلوك وطباع الشعب فيه واسلوب تعامله مع الشعوب الاخرى ، حيث ان ما يحصل في العراق اليوم لا يمكن ان تنطبق عليه نظريات الاصلاح الاجتماعي والسلوك البشري الطبيعي ونبقى ننتضر ونأمل وندعو الى الله ان يضهر للعراقيين ما يجمعهم تحت خيمة الوطن الواحد ... العراق ... وان يكون ولاء اهل العراق للعراق فقط.
رياض محمد سعيد
28حزيران2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى


.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو




.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار


.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء




.. 41-An-Nisa