الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسرة العراقية 00 التحديات الراهنة

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 1
المجتمع المدني


مما لا يستغنى عنه في بناء المجتمع أي مجتمع ، المنجم الوحيد لخام المادة الأولية لبناء المجتمع ، ألا وهي الأسرة ففيها ينشأ الإنسان الذي يكون المجتمعات ويبنيها ، ولا يقتصر دور هذا المنجم على إنتاج المادة الخام فقط بل يتعداه إلى صقل المادة الخام وتنقيتها من الدرن والعيوب لتكون مادة بناء صالحة تسهم في رص قطع البناء بعضها إلى بعض وتزيد من التحامها وانسجامها لإنشاء بناء متين يصمد في وجه المؤثرات الخارجية ، بل ويستفيد من الهزات والمؤثرات الخارجية في إعادة ترتيب هيكليه ليعود أقوى من ذي قبل وأمتن ، ولا يكون هذا البناء المتين بلا مادة سليمة من العيوب وبمواصفات مثالية تجعل منها مادة صالحة يعتمد عليها في البناء السليم المطابق للمواصفات الصحيحة المطلوبة ، واليوم ونحن نعيش هذا الظرف الاستثنائي أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ينبغي لنا أن نعيد تقييم وتقويم أواوياتنا في التربية السليمة لنشء سليم معافى من الأمراض الاجتماعية السارية والمعدية ، فالطائفية مثالا هي أفتك وأخطر وأشرس الأمراض التي ينبغي لنا أن نحصن أبناءنا ضدها بالتطعيم الفعال الحقيقي متبعين جداول زمنية مدروسة محددة لجرع التطعيم العديدة وبجرعات يراعى فيها العمر والجنس والمحتوى العقلي والوعي والإدراك فهو تطعيم تربوي لا تطعيم طبي عضوي ، فواجب الأبوين هنا توعية الطفل وتنبيهه إلى قيم أخلاقية تنبه الطفل إلى الصواب والخطأ من الأفعال والتصرفات وتؤدبه وفق القيم الإنسانية على تعدد مواردها وأنواعها فهناك القيم الروحية الدينية المختلفة والقيم العرفية ، والقيم العشائرية والقيم العائلية ولكل امتيازه وخصوصيته وبيئته 0 فالطفل في سني حياته الأولى رهين البيت في كل وقته فتستغل الأسرة هذه الفترة التي يكون فيها عجينة طيعة لتعلمه القيم العائلية البسيطة والخطوط العريضة للقيم الروحية ، وعندما يصبح في سن المدرسة تدخل أمور أخرى جدول الأولويات والأهمية ألا وهي التعامل مع الغير من الغرباء الذين سيلتقي بهم في محيط مدرسته والشارع المؤدي إليها ، فاختيار الأصدقاء والمحذور من الألفاظ السوقية والعادات السيئة ، والأفكار الغريبة الخاطئة الهدامة التي يمكن لها أن تؤثر سلبا على شخصيته وأخلاقه وتربيته ، فالأفكار الطائفية مثلا يتلقفها الطفل بصورة عبارات لا يعلم لها وزنا ولا معنى لكنه يجب أن ينبه إلى خطورتها وبالضد منها يجب أن يزود بثقافة المحبة للجميع والتآلف والانسجام مع الجميع ويثقف بثقافة احترام خصوصية الآخر عقيدته و فكره ورأيه ، فلا يسخر من رأي أحد ولا يعيب عليه اعتقاده لأنه مخالف له إن كان دينا أو مذهبا أو قومية ، فالكل عنده محترمون ولهم خصوصية مختلفة محترمة 0 ويقع هنا على الأم واجب خطير ومهم على جانب كبير من الأهمية ، وهو الانتباه لأي تغير في تصرف أبنائها مهما كان صغيرا ودقيقا ، فالمفردات الغريبة التي يستعملها في لغته مع الأهل يجب أن تعرف الأم مصدرها حتى وإن لم تكن خاطئة ، كي ما تعرف من الذي يؤثر في ولدها وتتحرى عنه لتعلم أخلاقه واستقامته فإن لم يكن بالمستوى المطلوب فيجب عليها إبعاد ابنها عنه بطريقة بسيطة لائقة سلسة ، لا أن تعاقبه وتهدده وتجبره على فعل ما لا يعرف سببه ، فإقناع الطفل بخطأ وسوء تربية الصديق المقصود وإقناعه بأنه أفضل من هذا الصديق وأن صحبته ستسيء إليه وتخدش حب الناس واحترامهم له في المستقبل ، وعلى الأم أيضا أن تسعى إلى تنويع علاقات أبنائها وتوسيع صداقاتهم عن طريق دعوة أصدقائهم إلى المنزل في مناسبات أعياد ميلادهم لتوثيق آصرة المحبة والألفة في ما بينهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت


.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا




.. الأمم المتحدة تكرم -رئيسي-.. وأميركا تقاطع الجلسة