الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام سلاح ذو حدين

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 2
المجتمع المدني


من الملفت للنظر والمثير للتساؤل والاستغراب ، أن وسائل الإعلام العراقية والمرئية منها تحديدا خاملة ولم تشارك المشاركة الفاعلة المرجوة في سبيل الدعوة إلى التصالح بين الأطراف المتخاصمة من السياسيين في الكابينة السياسية العراقية ، ولم تتفاعل تلك القنوات الكثيرة المتعددة مع ملف المصالحة الوطنية تفاعلا حيا وحقيقيا ، ودليل ذلك ما رأيناه من حدث أمني غير عادي قبل أيام ، فكلنا رأى من على شاشات التلفاز الجريمة الوحشية البشعة التي قام بها التنظيم الإرهابي في الكويت قبل أيام حين فجر حسينية في مدينة الكويت وفي يوم الجمعة وقت صلاتها ، وقد رأينا تفاعلا حيا وإنسانيا ومشرفا من قبل أمير دولة الكويت الذي حضر إلى محل الحادث غير هياب ولا متردد ولا خائف من خطورة مواقع كهذه بعد عمليات إجرامية مماثلة، ولم يختبئ في منطقته الخضراء بل نزل إلى حيث الخطر والنار ، لأنه أراد أن يطمئن على أبنائه " عياله " ، لقد بدا الأمير حزينا باكيا طائر الصواب من هول الصدمة والمصاب ، هذا التعاطف البناء مع المصابين وذويهم أوجد تعاطفا وطنيا وعالميا وإنسانيا مع الكويت أرضا وشعبا وقيادة ، ولم تلبث المؤسسات الإعلامية الكويتية أن تنتج إعلانا تلفزيونيا مؤثرا عن صبي في سن العاشرة يسأل أباه : هل أنا سني أم شيعي ، وبعد لحظة تعجب وذهول يجيب الأب أنت الاثنين معا يا بني ، وإن سألك أحد هذا السؤال فادخل في عينيه وقل له أنا كويتي وكل بيوت الله بيوتي ، هذا الإعلان الذكي الموضوعي والحادث الإجرامي الذي سبقه ، ذكرني بالكثير من المواقف المحزنة والمشابهة في العراق ، فهذا مسؤول عراقي أمني يعترض على ما بثته قناة فضائية عن تفجير إرهابي كبير حدث في بغداد أوقع شهداء وجرحى كثيرين ، ويفتعل المسؤول أزمة إعلامية في محاولة لتغطية عجزه وأجهزته الأمنية عن ضبط الأمن والسيطرة على ظاهرة المفخخات المنتشرة في بغداد فأخذ يرعد ويزبد ولم يبق إلا قليل ليتهم القناة نفسها بتفجير المفخخة ، معترضا على العدد الذي بثته القناة فالعدد الفعلي كما يقول السيد المسؤول هو خمسة وثلاثون شهيدا لا خمسة وأربعون كما قالت القناة . أنظروا إلى هذين المشهدين المتناقضين أمير ينزل إلى الشارع في ذروة الحادث الإجرامي ليسجل حضوره مع شعبه في مصيبته ومحنته ، غير مبال بالمخاطر الأمنية المعروفة بعد العمليات الإرهابية المماثلة من التفجيرات التي تلي الانفجار الأول لاستهداف الجهات الأمنية والدفاع المدني ، ولكنها الغيرة والإخلاص الذين دفعاه إلى هذا التصرف المشرف . ولننظر أيضا إلى دور الإعلام الإيجابي الذي وظف هذا التصرف المسؤول ليكون صمام أمان ينفس التوتر الطائفي الذي كان الهدف الأساس من تلك العملية الإجرامية ، هذا هو الإعلام الحقيقي الهادف الذي يسهم بالتحكم في نبض الشارع ، فيوجهه إلى التصرف العقلاني المسؤول إزاء المجتمع والشعب لتنويره وتوعيته ولفت نظره إلى المخاطر الأمنية والاجتماعية ، أما سياسة العراق الإعلامية الرسمية المتمثلة في قناة العراقية الفضائية شبه الرسمية فقد رأينا تعتيمها المقصود على الحوادث الأمنية الخطيرة التي حدثت عشرات المرات ، ولا أدري إذا كانت قناة العراقية الفضائية تعلم بوجود عشرات القنوات الفضائية العراقية ، ومئات القنوات العربية والعالمية ، أم أنها سياسة النظام المباد الإعلامية في التعتيم على الأحداث الأمني وخسائرها الكبيرة ، أم أنها لا تعلم أن الجو مفتوح للمواطن العراقي ليرى ما حدث عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي التي تبث أخبارا كهذه حال حدوثها بل أحيانا قبل حدوثها ، إن كان الحادث متوقعا ، فلم تعد يا أخوتي في شبكة الإعلام العراقية ، عصا التحكم بالإعلام في أيديكم في قناة 9 وقناة 7 ، فالجو مفتوح مباح مشاع لمن هب ودب . فاثبتوا وجودكم المهني الفعلي في الساحة الإعلامية ولتنتجوا من الإعلانات والأعمال الفنية ما يقرب العراقيين من بعضهم ويحرك فيهم روح الوحدة والمواطنة السليمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة




.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين


.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت




.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا