الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا استهداف مساجد الشيعة؟

علي المدن

2015 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا عنوان مقال كتبه الكاتب القطري د. عبدالحميد الأنصاري. يضع فيه إصبعه على جرح من جراح الواقع العربي الإسلامي. أهميته ليست فقط في وضوحه وصراحته وصدقه، بل وفي كونه بقلم "عميد كلية شريعة وقانون" سابق، أي أنه رجل يفهم ما يتحدث عنه من "منابع" للإرهاب والتطرف. لقد أتلف الطاعون الطائفي عشرات، بل مئات، العقول العربية. وكشفت الوحشية الطائفية خواء أرواح العديد من الكتّاب وفساد ضمائرهم، بين داعمٍ ومؤيدٍ ومبررٍ وشيطانٍ أخرس. أما من يخلط الأوراق، من يتذاكى أو يتحامق، من يُشترى ويباع، من يترزّق ويعتاش، فهم أبرع في لعق صديد الطائفية.
الجميع يعرفون الجريمة، ولكن الحديث دائما ينتهي بكلمات عائمة حول وصف مخاطر الإرهاب أو محاسن السلم والتعايش أو أهمية التسويات، دون وصف واضح للجريمة ذاتها وأطرافها، في خرق بليد لأبسط قواعد المنطق والنزاهة والشرف.
نحن صريحون فيما نناصر. لا نتردد في الدعوة للدولة الحديثة، وسلطة القانون، والحقوق المدنية، وتقديس الحريات. لا نضع للديانة امتيازا في الإدارة، ولا في السياسة، ولا في تقسيم الثروات. لا نعادي ديانة، ولا نضمر الشر لعرق، ولا نكيد فكرة. السلم هو الفاصل عندنا. والعنف هو سمة القوى الظلامية الشريرة الفاسدة.
إن من يتحاشى ذكر اسماء الطوائف في سرد ونقاش قصة الإرهاب يتذرع بأسباب واهية، إذ التحليل العلمي والموضوعي لا يمنع من وصف الحقيقة. والحقيقة هي أن هناك خللا عظيما في العقل الإسلامي السني. متطرفو السنة مهما كانت نسبتهم في الأوساط الاجتماعية التي ينحدرون منها هم في النهاية مؤشر حقيقي على وجود "أزمة" دينية-ثقافية في تلك الأوساط. أنا شخصيا، وبحكم اختصاصي، أعرفُ الناس بأن "السنة" أعقد من أن يتم تصنيفهم في خارطة "عقائدية" مغلقة، ولكن من الصحيح أيضاً القول إنهم اليوم الأسهل في إهدار هذا التنوع العقائدي. المجتمع السني يشهد إقبالا متزايدا نحو السلفية التكفيرية (وليس أيّة سلفية) على حساب العقيدة السلفية (غير التكفيرية) أو العقيدة الأشعرية أو الماتريدية أو غيرها. لقد بدأت (ولازالت) تلك الأزمة بإبادة الشيعة، ثم الأقليات من الديانات الأخرى، والآن هي تقضم أبنائها في سوريا وليبيا وتونس ومصر. إذن! فلنقلها صريحة: المجتمع السني يعاني من خلل عميق في عقيدته. متطرفوه يستولون عليه ويصادرونه.
صحيح أن لدينا مشكلة منذ أكثر من قرن ونصف مع الفكر الإسلامي "عامة" بخصوص التحديث والعقلانية. كما أن من الصحيح أن لدينا مشكلة منذ أكثر من قرن مع الإسلام السياسي "عامة" بخصوص مفهوم الدولة والمجتمع. ولكننا اليوم نواجه مشكلة أعظم وأعنف وأشد من كل ما سبق، هي مشكلة السلم والتعايش. مشكلةٌ المتورط الأكبر فيها هم "متطرفو السنة" الأكثر ضجيجا في مصادرة تمثيل مجتمعاتهم.
لقد بدأ التطرف كبطولة، ثم استمر كوبال، وهو اليوم عالة. في النهاية هو "أزمة"، أزمة فكر قبل أن تكون أزمة اجتماع، وهذا ما يجب أن يفهمه السني قبل غيره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال