الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 3
المجتمع المدني


تمر علينا في هذه الأيام ، الذكرى الخامسة والتسعين ، على ثورة العراق العظمى إذ يروي لنا التاريخ القريب ما حدث في مطلع القرن الفائت ، حين انتفض العراقيون في جنوب العراق ضد الاحتلال البريطاني ومخططاته اللئيمة الرامية إلى احتلال العراق بالحجة الشهيرة التي لا تنطلي إلا على السذج من البشر ، إذ صرح قائدهم الماكر" جئنا محررين لا فاتحين " . ولكن تلك الحيلة لم تنطل على النجباء من العراقيين ، مع أنهم كانوا قد ذاقوا الأمرين من الاحتلال العثماني وعلى مدى أربعة قرون لكنهم أدركوا أن الشيطان لا يأت بخير مطلقا ، فانتخت العشائر العراقية ملبية داعي الغيرة العراقية المعهودة لتذيق العدو المحتل الويلات من ضربات ماحقة بأسلحة بدائية سخر منها البريطانيون في حينها ، وما الهتاف الذي هتف العراقيون به حينها " الطوب أحسن لو مكواري " إلا تجسيد لحقيقة المفارقة التاريخية حقيقة أن الشعوب الحية إذا أرادت شيئا وصممت على تحقيقه باتحادها وتعاونها فلن يستطيع أحد أو شيء أن يقف في طريق تحقيقه وقد أحسن الشاعر العربي إذ قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلا بد يوما أن يستجيب القدر
ولم يكن الشعب العراقي في ذلك الوقت يمتلك الوسائل الحديثة التي تؤمن الاتصال السريع والمباشر بين فئاته لكنه ومع ذلك استطاع أن يتواصل بالطرق البدائية الصعبة ليؤمن التعبئة المادية والمعنوية والعسكرية ، لإدامة زخم المعركة وقد حدث أن انتشرت الثورة الشعبية انتشار النار في الهشيم ، فمن جنوب العراق العربي الأصيل ، إلى شمال العراق الكردي الأصيل حيث الشيخ محمود الحفيد الذي أجج الثورة العراقية الشعبية في شمال البلد الحبيب ، مرورا بالمنطقة الوسطى والغربية، فلبى نداء المرجعيات الدينية شعب بأسره دون أن يسألا من الذي أفتى بالجهاد شيعيا كان أم سنيا ، عربيا كان أم كرديا أم تركمانيا ، أم شبكيا مسلما كان أم مسيحيا أم يهوديا أم آيزيديا . خلاصة القول أن شعبا بأكمله ، اتحد وتوحد منصهرا في بوتقة الحدث لينتج عراقا واحدا يزهو بأبهى الألوان وأجملها ، لا يسأل فيه عراقي أخاه عن دينه ولا عن مذهبه أو قوميته ، أو عشيرته ، فالعراقي أخوه أيا كان انتماؤه ، شعبا متوحدا متلاحما لا تفرقه الأهواء والانتماءات والنزعات العرقية والطائفية ، متوحدا على كلمة سواء تجمعه حين تلم به الملمات وتنوبه النوائب ، لا يخشى عدوا ولا يتمكن منه مغرض خبيث ، واع لما يحدث من حوله من مؤامرات تستهدف النيل من وحدته وأخوته . فكان لثورة العشرين الدور الأكبر في توحيد الشعب العراقي وإظهار معدنه الحقيقي النقي المتحد ، فكان أن توحد العراقيون على رأي واحد و هدف واحد لثمانين عاما كاملة لم تنل من وحدته مؤامرة ، حتى حدث ما حدث من الاحتلال البغيض للعراق في عام ألفين وثلاثة ، إذ عاد " أبو ناجي " وبتحالف شيطاني ضم تحت عباءته القذرة كل أعداء الإسلام والسلام والعروبة ، حاملا معه كل المخططات اللئيمة والشريرة التي استهدفت وحدة العراق الوطنية متمثلة في محاولته زرع الفتنة الطائفية بين أطياف الشعب العراقي لتمزيق وحدته التي كانت العائق الأكبر في طريق تحقيق غاياته ذاتها قبل مائة عام مضت . لنستفد أيها العراقيون الشرفاء من دروس تلك الثورة العظيمة ونتحد في وجه هذه المخططات الخبيثة لنثبت للعالم أجمع أننا أمة حية متحدة تستحق الحياة ، فلا داعش ولا غيره من أدوات الصهيونية والامبريالية العالمية يستطيع أن يحول بيننا وبين أخوتنا المتماسكة الصميمية الأزلية فنحن شعب العراق الجبار الذي تكسرت كل رماح الغزاة على صخرة صموده على مر التاريخ القديم والحديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى


.. الأمم المتحدة: البشرية في سباق مع الزمن لتعلّم كيفية استخدام




.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة