الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية كسبب للإنكسارات والهزائم

بارباروسا آكيم

2015 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من عادة جميع الأَحزاب والحركات الإسلامية نِسبة الهزائِم والإنكسارات التي عانت منها المنطقة العربية الى العلمانية والأَنظمة العلمانية .! وإِذا تعلق الموضوع بجمال عبد الناصر ( فيا ساتر إِستُرْ ) .. جمال عبد الناصر بالنسبة لهم هو الشيطان الرجيم وهو سبب كوارث الأُمة وهو شيوعي كافر عدو للإِسلام ..الخ ، ولا زلت اتذكر جيداً فيدوهات لمشايخ مُعينيين ..واحد منهم يقول سجدت لله شُكراً بهزيمة 67 ، وواحد يقول هزمنا لإننا إِبتعدنا عن الله..الخ ، وتجد قائمة الهزائم التي يذكرونها تتمحور حول هزائم 48 و 56 و 67 أو حتى 73 و 82 ..وهم يَردون أَسباب هذه الهزائِم الى غضب القوى الميتافيزيقية عليهم ، وإِنَّ النصر إِنما يكون حليف المسلمين حينما يتولاهم الملتحيين المعممين الحافظين للدين .! ولو تولى امر الناس واحد شيوعي كافر مثل عبد الناصر فالمصير هو الهزيمة...وبالمناسبة أَيها الإخوة جمال عبد الناصر لم يكن شيوعياً..بل عبد الناصر حارب كل النشاط الحزبي في زمانه بما فيه الحزب الشيوعي.! وعشرات الشيوعيين زاروا زنازين عبد الناصر وحفر سياط الجلاديين في السجون ذكريات مؤلمة وجراحات لا تندمل على أَجسادهم ..ومنهم من خرج وأَلَف في هذا المؤلفات ، كما إِنَّ من يصفونه بالشيوعي الكافر هو من جعل الأَزهر مؤسسة رسمية وإِبتلى كُل المنطقة بعد ذاك بهذه الكارثة ، ومن يصفونه بالشيوعي الكافر هو من طرح فكرة جعل مادة التربية الدينية مادة إِلزامية في المنهاج الدراسي بعدما كانت مادة إِختيارية على عهد الملكية .! ومن يصفونه بالشيوعي الكافر هو بإعتقادي (إِن لم تخني الذاكرة ) أَول من افتتح ما يُسمى بإذاعة القرآن الكريم.! وإِن لم تكن الأولى فهي من الأَوائل...واريد ان اوضح أَيها الإخوة إِنني لست بصدد الدفاع عن عبد الناصر ولا من مؤيدي اليوتوبيا الناصرية ولا حتى من المعجبين بالتركة الناصرية ، على كل حال نعود لموضوع الهزيمة بسبب الفساد العقائدي المزعوم للقادة..الحقيقة إِنَّ هكذا طرح بهذا السخف يورط الإِسلام نفسه كعقيدة وسياسة ..لأَنَّ المسلمين أَنفسهم خسروا وإِنهزموا في معارك حربية معينة ومحمد ( الذي يدعون انه اشرف الخلق والمرسلين كان بينهم ) بل قائداً لتلك المعارك، ففي معركة أُحُدْ مثلاً هُزِمَ المسلمين شر هزيمة ، ومحمد نفسه توارى بين جثث القتلى خوفاً ، وشُجَّ وجهه وكُسِرَتْ رُباعيته..وقتل خلقٌ كثير من صحبه ، ويقال أَنَّ في هذه المعركة مُثِلَ بِجُثة عمه الحمزة...كذلك هُزِمَ محمد يوم غزوة الطائِف .! حيث سار محمد بجيشٍ عظيم قوامه 12000 رجل لمواجهة أَنصار مالك بن عوف النصري..فكان أَنَّ المُدافعين الوثنيين قد أَحسنوا إجراءات الدفاع من مؤونة وسلاح ، فلما ضرب محمد عليهم الحصار أَمطروا المسلمين بالنبال وكل ماتيسر عندهم من آلات الرمي كما برعوا بإستخدام السكك الحديدية المُحماة بالنار ، فقتلوا على الفور 12 نفراً من جيش المسلمين ، سبعة من قريش ، وأربعة من الأنصار ، ورجل من بني ليث ..فهال محمد ماحصل..فتراجع بدايتاً نحو جهة بعيدة بعض الشيء ومرتفعة نسبياً وعسكر هناك.! فإستعان محمد ولأَول مرة بالمنجنيق لقذف المحاصرين ولإحداث ثغرة بالدفاعات دون نتيجة .! وكان أَنَّ خلقاً غير معلوم من المسلمين ممن حاولوا التسلل عبر حُفَر بالسور أَن أُصيبوا بحروق نتيجة السكك المحماة بالنار.! فقفل محمد راجعاً بعدما أَحس بعدم قُدرته على الإستمرار.. فهل ستوجهون لمحمد نفس الإتهامات التي توجهونها لعبد الناصر.؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي باربا
عدلي جندي ( 2015 / 7 / 4 - 01:29 )
لم ولا يختلف الأمر كثيرا ما بين الأمس واليوم
في الدول الإسلامية دائما ما دار صراع علي السلطة ما بين قوي إسلامية متطرفة وما بين ما يدعون أنها قوي إسلامية وسطية والصراع وقت عبد الناصر كان صراع علي السلطة فقط لاغير وباقي المنظومة الإسلامية صارت كما واليوم
ترك لحسين الشافعي مأمورية غسيل عقول النشء وأتذكر كانت الكراريس في نهايتها بعض من كلمات الذكر الحكيم (كما يدعون لأنه لو كان حكيم لكانوا في حال أفضل اليوم ) المهم أقرب المقربين من بعده كان الرئيس المؤمن وتسلم العزبة بمشتملاتها من القطيع البقرة الضاحكة والذي أهتم أولا بالكرسي وعندما إستتب أمر الكرسي تحول إلي التوريث (ماهو قطيع يا إما واحد وسطي يا إما واحد متطرف ) المهم لم ينتبه أحد علي الإطلاق إلي صناعة المستقبل بل إما عنتريات أدت إلي الهزيمة أو آيات مسكّنات تحولت إلي مصيبة نراها اليوم في كل الدول المصابة بداء فُرضَ عليكم
تحية لك


2 - عدلي جندي
بارباروسا آكيم ( 2015 / 7 / 4 - 09:49 )
انا اتصور أَخ عدلي إِنَّ أَمام السيسي فرصة تاريخية ليكون المستبد المستنير الذي تكلم عنه فولتير ، خصوصاً مع الموجة الالحادية المرتفعة ..هذا الرجل لو نجح في إِزالة تركة ناصر وعبدالله المؤمن والبقرة الضاحكة..واعادة مصر فرعونية ، فسيُخَلد التاريخ إِسمه الى أَبد الدهور..ولكن لا اعرف الرجل لحد هذه اللحظة لم يتوضح خط سيره

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا