الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة
لكننا متى فقدنا حق الاختيار في الحياة
يولد الانسان في بيئة لم يختر أي من مكوناتها لا الاب ولا الام ولا أي فرد من اقاربه ... ولم يختر المكان ولا الزمان .. ولم يختر لا العقيدة ولا الايمان ولا المذهب ... وكل هذه الأشياء تفرض عليه لأنه ولد هنا .. وخلال نموه في البيئة التي لم يختارها يبدأ يكتسب ويتعلم ما يفرضه عليه افراد بيئته من عادات وتقاليد ولغة .. وكل ما يتعلمه مفروض عليه أيضا .. وعندما يكبر لا يجد في عقله وكيانه الذي نشأ وتكون فيه بغير ارادته الا ما فرضته عليه تلك البيئة .. ويعيش على ما نشأ عليه ويمارس نفس الدور على ابناءه والجيل الذي بعده وهكذا هي الحياة التي نعيشها ويعيشها كل المجتمعات الإنسانية على الأرض ..
لكننا يجب ان نفكر ونسأل .. اذا كان هذا الموروث الذي ننشأ عليه هو بيئتنا وليس لنا حق تغييرها والا سنعاقب بالاستبعاد والنفي او المقاطعة واحيانا القتل والاعدام لأننا ننافي تلك المعتقدات والسيرة والسلوك وما يؤمن به المجتمع ... اذن نعود الى السؤال كيف و من وضع هذا الموروث ومن جعله أسلوبا شبه ثابت للحياة ومن فرضه على الأجيال لتتناقله جيل بعد جيل .. و آلا يحق للإنسان ان يختار لحياته نمطا جديدا يؤمن به ويحيا من اجله .. مؤكد ان الإجابة نسبيه بين المجتمعات .. فإذا استبعدنا فترة ما بعد الولادة والضعف عند النمو .. فأن الانسان في المجتمعات المتخلفة حضاريا لن يجد ولن يمنح الفرصة ليمارس حق الاختيار .. لأن المجتمع قاس في تعامله مع أبنائه من اجل الحفاظ على ما يعتبرها ثوابت .. وعقوباته صارمة وتصل الى الإعدام اذا ما توفرت الحجة والأسباب الموجبة .. ولا نتوقع ان تكون الحال افضل في المجتمعات المتحضرة .. فهي أيضا لا تسمح بخرق قوانينها الاجتماعية .. لكن مع فارق مهم يعتمد أساسا على مبدأ ... افعل ما شئت في خصوصياتك واختياراتك فأنت تملك قرار نفسك ، لكن لا تؤثر على الاخرين ولا تمنعهم من هذا الحق ..
ونعود الى اهم سؤال يمكن ان يعصف في العقول اذا ما تحررت قليلا من قيود الموروثات المفروضة على المجتمع .. ونتساءل .. كيف ومن اين نشأت وفرضت التقاليد والأعراف الاجتماعية والدينية والمذهبية الموروثة .. والتي فرضت علينا جيل بعد جيل .. وهل يحق للإنسان ان يختار ما يجده مناسبا ليحيا معه ومن اجله .
تختلف المجتمعات والملل في العادات والتقاليد والعقائد الدينية والمذهبية .. وتختلف أيضا في فهمها لقيم الإنسانية وحق البشر في الحياة ... هذا الحق الذي منحه الله جل جلاله عند ولادة الانسان .. فهل يحق لأحد ان يسلب هذا الحق .. نحن نعيش اليوم في ادنى حالات التخلف الإنساني والاجتماعي حين نسمع ونشاهد قتل الأطفال بسبب انتماء ذويهم لمذهب مخالف للأخرين !! واحيانا يقتل الأطفال لانحدارهم من جيل يبعد الاف السنين بحجة ان اجداد هؤلاء الأبناء والأطفال والرجال والنساء قاموا بجريمة قتل بحق اخرين .. او ان يقتل الناس بالمئات لا لشيء الا لأن أسمائهم كنيت بأسماء قتلة تاريخيين .. عندما نرى ونشاهد هذه الأفعال وهذه الجرائم وهذا القصور في استخدام العقل في ممارسة الوحشية وسلب حق الحياة .. لا نملك الا ان نوقع الملامة على الموروثات التي يحملها وينقلها الجهلة والمتعصبين .. لذلك كان على الانسان ان يبحث عن الأسباب ويحللها ويعالجها بالبحث عن البدائل والحلول .. وهذا ما يحصل في المجتمعات المتحضرة .. فلا يمكن للإنسان ان يهمل نعمة الحياة والخلق الإلهي وما نحمله من عقل وفهم .. علينا استخدام هذا العقل بشكل امثل ونتعبه في التفكير والتفكير ثم التفكير .. ومؤكد ان صناعة الخالق اكفأ من ما نستغله من عقولنا لنعيش به .. مؤكد ان العقل البشري له القدرة على التحليل واختيار الصواب بكفاءة اعلى بكثير من ما يعيش به الانسان اليوم ... من هذا المنطلق لهذه الصورة .. فأن المشكلة في استهانة المجتمعات التي تمارس التخلف بحق ابناءها وخصوصا المجتمعات العربية ومن هم ادنى منهم .. يمكن في محاولة للإحاطة بهذه المشكلة الكبيرة ان نضعها في جزئين .
الأول : ضعف نسبة استثمار الانسان لعقله البشري في التفكير حيث تشير الدراسات في العالم الى ان الانسان يستخدم في افضل حالاته (للعباقرة ومتفوقي الذكاء والموهوبين) نسبة لا تتجاوز 10% من قابليات الدماغ البشري .. وهذا راجع الى اعتماد الانسان على الثوابت والبديهيات والمسلمات التي اغنته عن التفكير وهذه الجزئية ترتبط جوهريا بالجزء او السبب الثاني
ثانيا : تناقل الموروثات والقيم الاجتماعية والإنسانية بكل مكوناتها وعلى رأسها الموروث الديني والمذهبي .. والتي تفعل فعلها في تحديد وغالبا ما تمنع الانسان عن التفكير في ما يمس قناعاتها وايمانها ومبررات وجودها فتعتبر التفكير فيها من المحرمات الممنوعة .. وهو رد فعل تلقائي لحماية بقاءها واستمرارها .
تبقى هذه الصورة معتمة على امل ان .... هل سيكون الانسان قادرا على فهم دوره في الحياة وان يقوم بواجباته بشكل يؤمن حقه في الاختيار واحترام حقوق الاخرين .. سيحصل ذلك اذا ما ارتفعت نسبة استخدام الانسان للعقل في الدماغ البشري بنسب اعلى من 10% ولكي يحصل ذلك على المجتمع ان يسمح للإنسان ان يفكر ويحلل ويعالج مع اعتماد مبدأ حق الحياة نعمة الاهية لا يحق لأحد سلبها .. وان يسعى الى الحفاظ على حقوق الاخرين ولا يؤثر على حقوقهم .. فهل سيتحقق ذلك؟ .. وهل سنشهد يوما حياة افضل ؟ .
رياض محمد سعيد
5تموز2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa