الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا عن دواعش إسرائيل ؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما يخطر ببال المثقفين العرب والفلسطينيين سؤال حول علاقة الدين بالدولة في الدولة العبرية، وبأحد أقوى وأشهر تعريفات العلمانية، التي تنص على أن العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة، نرى أن الدولة العبرية تجيز وتشرعن قيام أحزاب على أساس ديني، لها حق الممارسة السياسية بخوض انتخابات الكنيست والحصول على مغانم مالية من خلال موازنة الدولة العامة.
لا فصل تام أو حقيقي بين الدين والدولة في إسرائيل، ولكن ماذا عن جماعات " الحريديم " ؟ من هم وما علاقتهم بداعش ؟!

يطلق اسم حرديم على اليهود المغالين في التشدد, و الذين ( يعادون الدولة و يكفرونها و يعيشون في غيتو معزول شبيه بجو يهودية شرق أوروبا التقليدي و يتحدثون لغة اليديش ) , ويقدر أتباع الطائفة بعشرات الألوف، و تعمل على تنقية إسرائيل من الشوائب لإقامة حكم التوراة, و يوصفها فيلسوف إسرائيل ليبوفتش أن ( في إسرائيل شعبان لا يستطيعان أن يعيشا معا جنبا إلى جنب و لا أن يتزوج كل منهما من الآخر ولا أن يعملا معا و لا أن يأكلا معا )
يسترشد الحرديم بالحشمونييم اليهود الحريصين على أتباع التوراة و الشريعة اليهودية التي تفضل حكم الأجنبي على القبول بملك يهودي حتى لو كان يحظى باحترام قومي , لأنه لا يحافظ على الشرائع ,و يستخدم وسائل تدنس الدين في الدفاع عنه, وسعي الحرديم على إعلان الحرب على الهوية اليهودية باعتبار أن اليهودية و الصهيونية هوية مؤقتة , و قدمت البديل الديني , ومن خصائص اليهود الحريديم:

* رفض أية قيمة ثقافية سواء في الماضي أو الحاضر لا يكون مصدرها التشريع اليهودي.
* التعامل السلبي مع غير الحرديم، بما في ذلك العنف.
* اعتبار المحرقة عقاباً من الرب بعد عصر التنوير اليهودي .
* رفض الصهيونية و إقامة الدولة اليهودية, لأنها استعجلت, و رفض عقيدة العودة إلى صهيون " أرض إسرائيل ".
يستخدم الحرديم وسائل الإكراه الديني والتدخل في حياة الآخرين, و كل الوسائل بالنسبة لهم مشروعة من مهاجمة دور السينما والأماكن المختلطة للنساء والرجال, و شن الحرب الثقافية على العلمانيين التي هي حربهم المقدسة باسم الرب !

---------------------------------------------

لا يؤمن اليهودي الحريدي بأن العرب ينتمون لجنس البشر بل يصفونهم ( بديدان وضيعة )، وهؤلاء لهم مدارس ومناهج تبث الكراهية والبغضاء ضد العرب وضد اليهود العلمانيين، وقد أدت مناهج الكراهية لهؤلاء الشواذ إلى اغتيال رئيس الوزراء الصهيوني رابين، وإلى مجزرة الحرم الإبراهيمي ضد المصلين المسلمين على يد الطبيب باروخ جولدتشاين عام 1994، وإلى كارثة إعدام سبعة عمال فلسطينيين من غزة على مفرق عيون قارة " ريشون " على يد الإرهابي عامي بوبر عام 1990، وكانت أحداث الانتفاضة الأولى 1987 قد أدت إلى قتل نحو 800 فلسطيني منهم 550 من الأطفال دون السادسة عشرة !!

----------------------------------------------

أمس فقط قام ضابط يهودي بقتل الفتى الفلسطيني محمد الكساسابة 17 عاماً لأنه كان يتسلق الجدار أملاً في الوصول إلى القدس من أجل الصلاة !

-----------------------------------------------

إن الإرهاب العنصري الديني في إسرائيل كان جزءا من عملية العنف والعنف المضاد، وإن العمل بشريعة الثأر والانتقام التوراتية ورعاية الدولة العبرية لهذا الإرهاب قد أدى إلى تغذية التطرف والعنف لدى قوى اليمين الفلسطيني التي لجأت في انتفاضة عام 2000 المسلحة إلى العمليات ضد المدنيين في إسرائيل، وبالتالي كان الإرهاب الفلسطيني ردة فعل منظمة ضد عنف وإرهاب الدولة العبرية الموجه ضد الفلسطينيين كما سبق وأوضحنا.

لكن هل من نهاية ؟؟ إذا كان الحريديم غير متعايشين مع العلمانيين، وإذا كانت ثقافة التحريض الطائفي العنصري والقومي المتشدد قد أدت إلى كل هذا القتل والدمار على أرض فلسطين، فهل نتخيل أن هناك أية إمكانية لقيام دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكان فلسطين، بيهودها ومسلميها ودروزها ومسيحييها ؟؟! سؤال صعب لا شك.

بالنسبة لي شخصياً، فإن العنصرية الدينية والقومية والفاشية، ومن الناحية التاريخية، قد ضربت مجتمعات كثيرة من قبل، مثل النازيين والفاشيين في أوروبا، ومثل الاستعمار الأبيض للأمريكاتين، أو الاستعمار العنصري الإنجليزي لجنوب أفريقيا، أو الاستعمار الإنجليزي للهند .. كلها انتهت وخرجت من التاريخ لأنها منافية للتقدم الإنساني القائم على العدل والمساواة والتحرر، وهو نفس مصير التعصب والإرهاب العنصري على أرض فلسطين بقيادة المجرمين والفاشيين والسفلة والقتلة .. هم إلى زوال وعلينا أن نثق في مستقبل زاهر لسكان هذه البلاد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس داود شكري: الكنيسة بتحاول تقولنا هو ليه الح


.. عظة الأحد - القس داود شكري: المسيحين سموا نفسهم الطريق في ال




.. 141-Ali-Imran


.. 142-Ali-Imran




.. 144-Ali-Imran