الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشائر متعددة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 5
المجتمع المدني


لا تكاد تخلو قبيلة من قبائل العراق من تعدد المذاهب فتجد بعض عشائرها تنتمي إلى المذهب السني وبعضها الآخر ينتمي إلى المذهب الشيعي ، ولا تقتصر هذه الحالة الإيجابية على القبائل العربية بل تتعداها إلى القبائل الكردية لتجد فيها هذا التلون اللطيف موجودا أيضا بل ولم يستثني هذا التنوع المكون التركماني فهو أيضا يشتمل على تعدد المذاهب في تركيبته الاجتماعية ، عليه تكون مشاركة هذه التنوعات اللطيفة في وفود المصالحة الوطنية فاعلة ومؤثرة لأنها تجسيد للتنوع الطائفي في المجتمع العراقي ، ولا شك أن رؤية شيخين من قبيلة واحدة يشتركان في النسب والدم ويختلفان في المذهب لخير دليل على الأخوة الحقيقية المتأصلة في مجتمعنا ، وتكون في الوقت ذاته مصدر قوة وتأثير في المتلقي نظرا لواقعية الشاهد الحي على الأخوة ووجوده على أرض الواقع ، ولا بأس هنا أن نستعرض بعض القبائل العربية العراقية التي تعددت فيها المذاهب وتنوعت فقبيلة السادة الموسوية تضم في أحنائها وأحضانها عدة قبائل مثل قبيلة السادة النعيم ، وقبيلة الندا التي تضم في أبنائها عشائر البو ندا الكرماء ، وكل هذه العشائر الكريمة تنتسب إلى أب واحد ، ثم قبيلة شمر العربية الأصيلة تضم في فروعها كريمة الأرومة والمنبت عشيرة العبدة أو الجعفر ذات المذهب الجعفري المعتبر . وكذا قبيلة الجبور الممتدة من الموصل العزيزة إلى الديوانية الحبيبة حيث جبور الواو الشرفاء ، ومثل هؤلاء وغيرهم قبيلة العبيد وقبيلة الدليم وقبيلة طيء ، وقبيلة بني سعد أو قبيلة العزة وبني منصور ، ثم قبيلة خزرج ، ولا يسمح الموضع أن نعدد كل تلك العشائر الكريمة موضوع البحث فسنحتاج إن أردنا ذلك بحثا كبيرا وواسعا كي لا ننسى منها من لا يستحق لأن ينسى ، ولكننا اكتفينا بما ذكرنا من باب التنبيه والتذكير ، فاعملوا سادتي الأكارم في مشروع المبادرة العشائرية على أن يكون في وفودكم الكريمة التي تسعى بين العشائر بالمعروف ؛ على أن تكون وفودكم ملونة تلون العراق لكي تكونوا ممثلا حقيقيا وواقعيا عن واقع العراق ، حتى يقال بحق إذا جاء وفدكم إلى مكان ما " جاء العراق بأكمله " فتكون وفودكم موضع الترحيب والحفاوة أينما نزلت وحلت . ولا أظن أن في قبائل العراق العربية أو غير العربية من يقدم على رد وفد عشائري زائر أيا كان انتماؤه ومرجعيته فالأعراف العراقية معمول بها ومحترمة عند كل الطوائف والمكونات ، ولا بد لهذه القبائل العربية الكريمة أن تأخذ دورها الحقيقي الفعال وتبدأ في حل المشاكل العشائرية المتروكة منذ سنين التوتر الطائفي في أعوام 2005,2006,2007، تلك الأعوام التي لم يكن للحكومة العراقية فيها دور فاعل في حفظ الأمن أو السيطرة على الملف الأمني بل كانت السطوة للقوات المحتلة ومن ترك من المجاميع المسلحة بإرادة أمريكية خبيثة وبأجندة طائفية مدروسة نفذها المجرمون من المجاميع المتواطئة مع المحتل لتنفيذ مخططاته الخبيثة ، وما دامت تلك الملفات العالقة بين العشائر العراقية متروكة فلا يمكن تحقيق مصالحة حقيقية بحال من الأحوال ، آن الأوان لكرام الشيوخ أن ينهضوا بهذا العبء التأريخي الجليل ولا تنسوا سادتي أن ما تسموه الحظ والبخت أمر خطير له حقه وزكاته عند الله ومن لا يؤدي حقه وزكاته ، مقصر في حق نفسه وحق ربه وحق أهله وعشيرته ، فحق الجاه والحظ والبخت قضاء حاجات الناس والسعي في قضائها ، فاسعوا سادتي في تأدية حق الله والعشيرة وأهليكم ، وأنفسكم ولتنعموا برضا الله والناس ودعائهم لكم ولموتاكم ولذويكم ويا له من فخر ومأثرة عظيمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت