الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام التوجيهي المتخلف متى ينتهي ؟!!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 7 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


ورثنا في غزة والضفة نظام التوجيهي " الثانوية العامة " الذي يجب اجتيازه بنجاح كامل لكي يتسنى للطلبة إكمال دراستهم الجامعية. غزة كانت قبل السلطة 1994 تعتمد على نظام التوجيهي المصري، بينما اعتمدت الضفة التوجيهي الأردني، واعتبرت السلطة أن استلامها لوزارة التعليم في غزة والضفة خطوة سيادية مهمة في طريق الحصول على دولة مستقلة.
لكن السلطة اضطرت للتخلي عن المناهج المصرية والأردنية ذات الخبرة التربوية العميقة، وأصرت على تأليف مناهج فلسطينية بدعوى الحفاظ على الهوية والكينونة، فجاءت التجربة جيدة رغم تخللها الكثير من الانتقادات، خاصة وأن المناهج تعاني الحشو والاكتظاظ بلا مبرر.
وعودة إلى نظام التوجيهي المصيري، فإن من عيوب هذا النظام، أنه يضع الطالب في مواجهة خطيرة مع المستقبل، ورغم نجاح الطالب في اجتياز 11 سنة دراسية بنجاح إلا أن التوجيهي يغفل هذه الحقيقة ويصر على كونه الامتحان الوحيد الذي يحدد مستقبل الطالب / ة، الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات نفسية مختلفة على الطلبة كالتوتر وقلة النوم والقلق الشديد، حتى أن بعض الطلاب وبمجرد رؤيتهم لورقة الأسئلة يغمى عليهم، ناهيكم عن انتحار 7 حالات يوم إعلان النتائج !
نسبة النجاح هذا العام بلغت نحو 55 %، بمعنى أن نظام التوجيهي يحكم بالفشل على 45 % من المجتمع، حيث أن جميع أفراد الشعب مضطرون للمرور بهذه المجابهة المصيرية.
في جميع دول العالم المتقدمة، لا يوجد رسوب في التعليم الأساسي من الأصل، أي من الصف الأول وحتى التاسع، ذلك أن الهدف ليس تلقين المعلومات بل بناء شخصية الطالب / ة وتمليكه أدوات تطوير المعرفة في ظل تنامي الانفجار المعلوماتي الضخم في عصر الإنترنت.
من ناحية أخرى فإن نظام التوجيهي يضع الطلاب في منافسة بعضهم بوحشية، كما أنه يركز على نقاط ضعف الطالب بدلا من نقاط القوة، إذ لن يتم اجتياز الامتحان إلا بعد النجاح الكامل في جميع المواد، فإذا افترضنا أن طالب ما ضعيف في الرياضيات وجيد في باقي المواد، فإنه يرسب بسبب هذه المادة ولا يراعى نجاحه في المواد الأخرى.
قد يحتج بعض الرسميين أن الوزارة تمنح الطلبة فرصة إكمال المادة ( أو المادتين ) التي يرسب فيها الطالب / ة، ونلاحظ هنا إصرار غريب على نقطة ضعف الطالب، فهو غير جيد في هذه المادة وربما يكرهها ولا يستوعبها، فلماذا لا يتم تجوزها أصلا ؟؟!
لكل ما سبق نطالب الوزارة بما يأتي:
1- إلغاء الترسيب في التعليم الأساسي ( من الأول وحتى التاسع ).
2- اعتماد نظام يسمح لمن يجتاز علامة 35 / 100 بالنجاح بدون إعادة مواد في التعليم الثانوي.
3- وبالنسبة للجامعات يتم السماح لأي طالب اجتاز الصف 12 بدخول أية كلية بما فيها الطب بشرط النجاح في السنة الدراسية الأولى.

إن التطورات التي حدثت في القرن العشرين وما تلاه على أنظمة التربية والتعليم تحتم علينا الاقتداء بتلك التطورات والتخلص من الأنظمة المرادفة للاستبداد والتسلط والفاشية.

ملاحظة: تم الإعلان من قبل وزارة التعليم في رام الله أن رسوم الإعادة والإكمال ستحدد بمبلغ 200 شيكل ( 50 دولار ) لكل طالب / ة، وهو مبلغ ضخم في ظل انتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة خاصة في غزة المحاصرة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مناهج التعليم العربية حشو واكتظاظ بلا مبرر
ليندا كبرييل ( 2015 / 7 / 6 - 05:21 )
الأستاذ عبد الله أبو شرخ المحترم

مقالك اليوم تتمة لمقال الأمس، وملاحظاتك قيمة جدا أستاذ عبد الله
منذ سنوات قليلة تمّ إلغاء مادة التربية القومية السياسية، وشرط إتمام معسكر الفتوة للتقدم إلى امتحان البكالوريا في سوريا
كذلك مادة الديانة، ما معنى حشوها بين امتحانات البكالوريا ثم عدم الأخذ بعين الاعتبار درجتها عند الانتساب للكلية المرغوبة؟
كما تفضلتَ
الكثير من دول العالم المتقدم ألغت تماما منطق الرسوب من الأصل واكتفت بامتحان قبول شامل لأقسام التعليم الجامعي المختلفة ( أكاديمي، صناعي، تقني، مهني، تجاري )

هذا صحيح ولكن
هناك أيضا تبدأ المشكلة مع الطالب الذي يجاهد للتقدم إلى امتحان القبول في جامعة مشهورة لأن هذا يعني حصوله على عمل مرموق في شركة متميزة سيكون هوية مستقبل واعد
فترى الطالب في صراع مرير وتوتر شديد هو وأهله، وصراعه يبدأ من الطفولة عندما يسجل في مجموعات التقوية ذات الرسوم العالية وقد يظل سنوات يتقدم إلى امتحان الجامعة المرغوبة التي لا تنتقي الشركات المعروفة موظفيها إلا منها

الثبات للأقوى والنافس محموم في كل بلاد العالم على العمل المتميز الذي يدر دخلا طيبا

احترامي وتقديري


2 - الأستاذة الفاضلة ليندا
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 7 / 6 - 12:54 )
مداخلتك في محلها ... التعليم الجامعي لدينا متخلف وأهدافه هو توفير موظفين بيروقراطيين لهيكل الدولة .. أنواع التعليم الأخرى كالتقاني والزراعي والتجاري والمهني متوفرة ولكنها غير مدعومة وبلا قيمة في المجتمع، فأغلب الناس لدينا يريدون أبناءهم أطباء ومهندسون لدرجة وجود نحو 200 طبيب و 500 مهندس عاطلون عن العمل في غزة .. شهاداتهم غير معترف بها في الدول المتقدمة بل تحتاج إلى معادلة إذ يتوجب على الخريج دراسة سنة أو سنتين إضافيتين .. ثمة دول وشعوب نجحت في تحويل العلم إلى مادة استثمارية تدر عليهم مليارات الدولارات مثل اليابان وكوريا والصين وسنغافورة وغيرها .. حتى أمريكا التي تحتفل اليوم بذكرى استقلالها عن بريطانيا تحولت إلى أقوى دولة في العالم .. شعوبنا تكره التغيير وتكره التفكير وتكره الإبداع
شكرا لمرورك وتقبلي مودتي


3 - ما المبرر؟
اليس ( 2015 / 7 / 18 - 20:01 )
هل تعتقد أن نسبة التخلف في الأنظمة التعليمية و بالتالي التوعوية و الحقوقية و القانونية مرتبطة بالتخلف المرتبط بالإقتصاد أقصد التراجع و عدم توفر البنى التحتية؟ و لكن بالمفارقة لبنان تحصل على افضل تعليم حول العالم يعني هي بين المراتب العشر الأولى؟؟؟؟؟*أستغرب!!

الخلة في العقل الفلسطيني؟ أم في المجتمع ككل/ و ليس فيمن يصمم المناهج و الأنظمة؟


4 - الفاضلة أليس
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 7 / 18 - 21:22 )
في الحقيقة أن العالم العربي كله متخلف وليس فقط في فلسطين .. المناهج وظيفتها صناعة العقول، مناهجنا تمجد الماضي بصورة غير معقولة وكتبها أناس تقليديون لا حداثيون .. نحتاج ثورة تربوية

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد