الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يمكن تحقيق التوازن الذي تسعى إليه كلّ حياتك؟

ماريا خليفة

2015 / 7 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل شعورك حيال حياتك هو كشعورك في منزلك؟ أي هل تحّس فيها بالراحة والأمان؟ هل تشعر أن كلّ مجال من مجالات حياتك يناسبك ويرضيك، سواء في حياتك العائلية أو الإجتماعية أو المهنيّة أو أوقات الفراغ؟ هل تجد كلّ هذه النواحي من حياتك صحيّة وتلبّي طموحاتك؟ إن العمل والأسرة، وغيرها من الالتزامات الحياتيّة لا تتطلّب منّا جهداً كبيراً فحسب إنما تحدّد حقيقة هويتنا. نحن نعطيها من طاقتنا ووقتنا لأنها مهمة بالنسبة لنا. ولكن التوقّف للتفكير بالأمر شيء جوهريّ لتحقيق التوازن. دون ذلك، لن نكون قادرين على الشعور بالبهجة، والطموح، أو الطاقة الفكريّة التي تتطلّبها كل ساحات الحياة.

قد يكون لديك روتين ثابت في حياتك، إلا أن هذا لا يعني أنه لا يمكنك إعادة تشكيل حياتك بالطريقة التي تلائمك بشكل أفضل. كل شخص له الحق في تحسين جوانب حياته كلّها. فلنرَ معاً ما إذا كان بإمكانك التعرف على الحواجز التالية في حياتك الشخصيّة:
هل إحساسك ورأيك بنفسك مرتبط بشكل أساسي بمدى براعتك المهنيّة وتفوّقك في عملك؟ أصبح الإنجاز في العمل حجر زاوية يعتمد عليه الآخرون لتحديد ماهيتنا، لذلك فإنه من السهل أن ننقاد نحن أيضاً وراء هذا الاعتقاد. حياتنا المهنية منظّمة بشكل صارم، ونشيطة بشكل كبير، وغالباً ما تكون مرضية لنا مادياً ومعنويّاً. فلا عجب أن نشعر بمثل هذا الولاء الكبير لعملنا.
لكن هل يبقى هذا الشعور القويّ بهويتك عندما لا تكون محاطاً بالهيكليّة والدعم الذي يوفّره لك العمل؟ من المهم أن تحدّد بالضبط ما هي قيمك الشخصية وأنواع الشغف التي تتحلّى بها وتقرّر كيف يمكنك تطبيقها خارج إطار حياتك المهنية.
هل أنت راض عمّا تفعله مساء بعد العودة من العمل وفي عطلات نهاية الأسبوع؟ عليك أن تتنبّه لما تفعله في هذه الأوقات لأن نشاطاتك في ساعات الفراغ أو في العطلة ينبغي أن تنسجم بشكل وثيق جداً مع الأمور التي تعتقد أنها ستضاعف الفرح في حياتك.
إذا كنت تشعر بأنك لم تجد حتى الآن وسيلة لتحسين حياتك الشخصية، فعليك أن تقيّم وضعك هذا وتمضي بعض الوقت في التخطيط لسبل تحسين هذا الجزء من حياتك. لا تحكم على وضعك ولا تبدي عدم الموافقة على ما أنت عليه، بل استخدم الحنكة التي اكتسبتها كشخص محترف مهنيّاً لإعادة تشكيل نواحٍ أخرى من حياتك.
والآن قلّ لي كيف وعلى ماذا تنفق أموالك؟ الجميع يشعر بضغوطا مكثفة لإعالة أسرهم وتأمين حياة مريحة لهم. وهذه بطبيعة الحال أولويّة أساسيّة. ولكن يجب ألا تجعلها تتحكّم بحياتك.
يمكن أن تشعر في بعض الأحيان أن الميل إلى الاستهلاك أشبه بفخ. هل هناك أي نفقات في حياتك يمكنك خفضها أو حتى إلغاءها؟ إذا كنت من النوع الذي يعالج مشاكله الداخليّة من خلال التسوّق فهل يمكنك أن تجد نشاطاً مناسباً أكثر لاحتياجاتك؟
ابدأ التغيير من خلال وضع أهداف ماليّة صغيرة، وارسم صورة شاملة للمستقبل المالي الذي تريده لنفسك. يمكن لذلك أن يساعدك على الشعور بالسيطرة على شؤونك المالية ولا يعود المال محور وجودك اليومي.
عندما تجعل من التوازن أولوية في حياتك، وتحدّد بوضوح أهداف حياتك الشخصية، سوف تبدأ بطبيعة الحال باتخاذ القرارات التي تنسجم مع معتقداتك الأساسية. يمكنك عندئذٍ أن تعمّم رضاك عن إنجازاتك الشخصية ليشمل هذا الرضا كلّ مجالات حياتك الأخرى.

لقد تعلّمت أن....
الحياة من دون توازن لا تستحق العناء ~ أولين ستاينهاور
السعادة ليست مسألة كميّة أو كثافة بل مسألة توازن، ونظام، وانسجام وتناغم." ~ توماس ميرتون
تحتاج المرأة للحظات من العزلة الحقيقيّة والتأمل الذاتي لتقيم التوازن بين المجالات التي تعطيها من ذاتها." ~ باربرا دي انجيليس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا