الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 6
المجتمع المدني


قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " . أنظر أخي القارئ الكريم إلى هذا الخطاب القرآني الراقي المتحضر ، حيث قرن سبحانه وتعالى الدعوة إلى دينه الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة ، لأنه سبحانه عليم بخفايا النفوس ويعلم في سابق علمه أن الإنسان حريص على فرض قناعاته ووجهة نظره على الآخرين ، إن لم يكن بالحجة والإقناع والدليل المنطقي فإنه يلجأ إلى القوة أحيانا إن لم يردعه رادع من خلق أو مبدأ أو دين، لهذه العلة أمر رب العزة عباده الذين يتصدون إلى هذه المهمة الجسيمة الخطرة أي مهمة الدعوة إلى الله أمر الدعاة أن يتخذوا الحكمة والعقل والإقناع أدوات لعملهم وتزين الحكمة بالموعظة والكلمة الطيبة التي تخلو من التجريح والتسقيط والتشويه ، فالدعوة إلى دين الله تستدعي أول ما تستدعي دخول المسلم إلى روضة التحابب والتسامح لا التباغض والثأر والعداوة والأحقاد ، لكننا اليوم في هذا الزمن الشاذ في أحداثه وناسه ومعتقداته، قد شهدنا آراء وأفعالا متطرفة من أناس ادعوا الإسلام وهم في أبعد مكان عن أن يكونوا جزءا من هذا الدين الحنيف المعتدل حيث السماحة والدعوة الى المحبة والرحمة والألفة والعدل ، فمن ناحية نرى داعش الإرهابي يمارس أقسى وحشية قد تخطر على بال فالقتل الوحشي الذي لا يمت لجنس الإنسان بصلة لا من قريب ولا من بعيد، من حرق الضحية حيا على مرأى من العالم أجمع إذ ينشر تسجيلا عن حادثة الإعدام على مواقع التواصل الاجتماعي بوحشية سادية شيطانية لا تخطر على بال مجرم عادي ، أو إغراقه مجموعة من الأسرى في قفص حديدي ، أو تفجيره مجموعة من المحكومين بالمواد المتفجرة ليعطي انطباعا عن الإسلام يسيء إليه أيما إساءة ، وبغض النظر عن جرم هؤلاء المعدومين إن كانوا قد أجرموا حقا ، فلا يوجد في الشريعة الإسلامية نص يشرع لقتل من هذا النوع فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال " إذا قتلتم فأحسنوا القتلة " ولم ير المسلمون على مدى تاريخ الإسلام مع كثرة الدخلاء عليه في تأريخه حقبة كحقبة هؤلاء الأوباش الذين يحلمون بتأسيس دولة الخلافة ، أي خلافة هذه التي تبنى على الظلم والقسوة والوحشية ؟ نعم لقد قاتل رسول الله في سبيل نشر دعوته لكنه لم يغدر بأحد قط ، ولم يمثل بأحد بل لم يسيء إلى أسير قط وكان يشدد في كل وصاياه على جيوشه التي كانت يبعثها على أمور عدة تدل على الرحمة والعقلانية والاعتدال ، لا تقتلوا هاربا ، لا تقتلوا شيخا ، لا تقتلوا امرأة ، لا تقتلوا أسيرا ، لا تقطعوا شجرة . فأين داعش اليوم من هذه الوصايا إن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته كما يزعم ؟ ولم يخرج الجيش الإسلامي أيام الفتوحات من مدينة بعد فتحها وتنظيم أمورها إلا والناس ممتنون وراضون عن التعامل والأداء . وقد لا يقتصر الأمر على داعش في تشويه صورة الإسلام فهناك الكثير من المنابر المسمومة في الطرف الآخر تنعق بمناسبة أو من دون مناسبة باللعن والسب والشتم والتكفير من على مكبرات الصوت ببث الحقد والكراهية والفرقة بأسلوب ضلالي سخيف مسيئة إلى رموز قدر الله لها الخلود في ضمائر مئات الملايين من المسلمين في أصقاع الأرض الواسعة ، فهم السفهاء الذين عناهم الشاعر بقوله
وإذا يخاطبك السفيه * فصم سمعك عن خطابه
وإذا انبرى لك شاتما * فاربأ بنفسك عن جوابه
فالروض ليس يضيره * ما قد يطنطن من ذبابه
ألا إن الضرر الذي تتسبب فيه تلك المنابر كبير ويجب الانتباه أليه ويجب تدخل المرجعيات بصورة فعلية حازمة في إيقاف هذه المنقصة المشينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر