الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء عقل المتدين

مهند احمد الشرعة

2015 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دائما ما يوجع رؤوسنا بعض اتباع هذا الدين او ذاك بأن دينهم هو الدين الصحيح ودائما ما يعتبرون ان صحة الامر هو بالكثرة وان عددهم يتجاوز المليار او الملايين حسنا اذن اولا هناك مقولة لبسمارك : كثرة العدد ليست بدليل على الصواب والا لكان تسعة حمير يفهمون اكثر مني ومنك.
ولو جمعنا الحمير في هذا العالم والبالغ عددهم 44 مليون -حسب احدى الاحصائيات- لما ابتكروا شيئا او احدثوا شيئا هم يأكلون يشربون يحفظون طريقهم ينامون يتزاوجون ليس عليهم فعل ما هو أكثر لاحظ الشبه بين اسلوب حياة الحمير و أسلوب حياة الملقن.
هذا من جهة و من جهة أخرى فعدد الحشرات بالعالم حسب احدى الدراسات 10 مليار مليار وعدد البشر 7 مليار اي ان هناك اربعة عشر مليار حشرة امام كل انسان فهل شكلت هذه الحشرات دولة عظمى او ألفت كتابا أو قدمت اختراعا طبعا لا وعلى هذه المقدمات نحصل على النتيجة التالية كثرة العدد لا تعني أنك على حق.
أمر اخر علينا فهمه فهؤلاء يقولون ان الاديان في جوهرها واحد الا وهو عبادة الله وحده ولكنهم دائما ما يخطؤون بهذا الطرح فيهوه اليهودي ليس الله الاسلامي و اهورامزدا ليس يسوع الناصري وحتى الاله تختلف صفاته من مذهب لمذهب ومن دين الى دين فهذا يعطل صفاته وهذا يثبتها هذا يثبت جوارحه وهذا ينفيها هذا يقول بأن قدرة الاله على الخير او الشر محدودة وهذا يطلقها ولكن لندع هذا كله ولندع تفنن البغداديين في الحديث ولنعد لموضوعنا الرئيسي قلنا أنهم أمة المليار والملايين كما يدعون حسنا أنتم تريدون المقارنة بالكثرة وقد وضحت لكم ان الاكثرية لا تعني شيئا واعطيتكم امثلة عن الحمير والحشرات لكن كيف تعتبرون انفسكم أكثرية وانتم مذاهب شتى تكفر بعضها البعض؟ كيف تعتبرون انفسكم اكثرية وانتم مليار ونصف من السبعة مليار اي انكم لستم بأكثرية فعلى هذه الكرة الملعونة لا يوجد دين يتجاوز عدد اتباعه نصف سكان العالم او يقترب من هذا الرقم قلت دين ولم اقل طائفة فالى اليوم لم اسمع بطائفة تتقبل طائفة اخرى من نفس الدين تقبلا كاملا يقوم به جميع افراد الطائفة على كافة المستويات.
ولكن لماذا لا نتفكر بهؤلاء الافراد فالامر مشوق جدا ! الاغلبية الساحقة منهم يعشقون الثيوقراطية والحكم الديني لا مجال فيه لحرية الفرد من حيث الفكر والتعبير والنقد او حرية الاقتصاد او مشاعه الحكم الديني هو القضاء على الاخر واقصائه او تهميشه ففي الدين لا يجوز ان يتقدم الاخر على ابن القطيع.
هذا القطيع الديني اليوم وفي منطقتنا يطالب بالديمقراطية لكي يصل رعاته الى سدة الحكم وهنا تصدق تلك المقولة : الديمقراطية في الوطن العربي هي أن تدع مجموعة من الحمير يحددون مستقبلك. نعم انهم يحاولون تحديد ماهية افراد القطيع ومن هم تحت سلطتهم انهم يريدون ان يشكلوهم هكذا يجب ان تكونوا واي فرد يشذ عن القطيع يجب التخلص منه يجب نفيه حجزه معالجته(بالترغيب والترهيب) اعدامه يجب ايقافه بأية طريقة.
الشاذ عن القطيع عبارة عن خطر يهدد مصالح اولئك الرعاة المصابون بروح الاضطغان اولئك الذين حددوا ان الخير (بتشديد الياء) هو من يذعن لهم الخير هو الذي ينسف ارادة القوة الموجودة في ذاته وهم الذين يحددون ماهية الشرير ذلك الذي يسمح لارادة القوة ان تنبثق من داخله ليقول لا بوجه اولئك الكهان ليقول لا بوجه كل تلك القيم التي اخذت قيمة مغلوطة الشرير هو الشاذ عن القطيع المتمرد على اغلال الاضطغان.
لنعد للقطيع ورعاته فقط تخيلوا لو أن هارون الرشيد قد عاد تخيلوا لو أن عليا قد عاد تخيلوا لو ان البابا يمارس كافة سلطاته تخيلوا ان جستينيان وثيودوسيوس قد عادا سنرى الاف الرؤوس المبعثرة في الشوارع سنرى جبالا من الجثث سنرى المحارق ونرحب بعودة المقصلة سنعود للعصور الوسطى ايها السادة -فارفعوا قبعاتكم احتراما ايها السادة وطأ ايتها السيدات احتراما لهذه العصور- تخيلوا هذا القطيع الذي يتلعثم جراء كذبه ويبربر وينادي بالديمقراطية لو وصل للحكم ستكون الصورة واضحة جدا للعيان سيتم نسف الديمقراطية بجميع أشكالها سيتم نسفها وبعثرة حروفها اذ انه لا يوجد ما هو أسوأ من أن يتولى رجل الدين الحكم لا يوجد أسوأ من أولئك المسحوقين تحت التراب اذا تولوا الحكم لا يوجد أسوأ من أخلاق الخير والشرير في الحكم هؤلاء الكهان الذين ينادون صبحا وعشيا ليكون لدى أتباعهم ضمير يؤنبهم هؤلاء هم الذين وبكل صفاقة قتلوا ضميرهم إن من أبشع الصور والرؤى رؤية كاهن ذو ضمير ميت تقتله روح الاضطغان الكريهة على كرسي الحكم يأمر وينهي.
انها لنهاية العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال